عندما يقوم طفلك أو ابنك المراهق بأمور تثير غضبك، توقّف لحظة، ولا ترفع يدك، فقد يكون ابنك مشتاقاً للفت نظرك له، ولا يستطيع الحصول على هذا الانتباه إلا عندما يكون طفلاً مُشكلاً أو مراهقاً مُشكلاً.
نرى في بعض الأحيان القسوة الزائدة على الابن والابنة، ولا نقول إنّنا لا نتعرّض لمواقف ضرب أبنائنا، ولكننا نحاول أن يكون هذا الضرب نادراً ومفيداً من أجل مصلحتهم، لا أن يكون ضرباً يومياً يحمل معاني الكراهية التي قد يضمرها لك هذا الابن في المستقبل.
فالحب الآن موجود لأنّه يراك أحسن الناس، وفي اليوم الذي يكتشف فيه مستوى الألم الذي سبّبته له، فإنّه لن يحمل لكَ أية عاطفة بل سيذهب عنك وستفّرق الأيام بينك وبينه، فلا تكون ذلك الأب القاسي الذي لا يعرف أن يتصرّف في الأمور إلا عن طريق الضرب.
حكايات وقصص لمراهقين ومراهقات خرجت أمورهم عن السيطرة بسبب تسلّط بعض الآباء ورغبتهم اللامحدودة في معاقبتهم بالشكل القاسي المؤلم، الذي يجعل الأبدان تقشعر من هذه الآلام!
إذاً كيف نحمي أبناءنا من أنفسنا؟ وما الطريقة المثلى لعدم لفت انتباهنا بهذه الطرق غير صحيحة؟ وهل الضرب سيفيد في هذه الحالات أم لا؟
نحمي أبناءنا من أنفسنا بالوعي والتجارب وقراءة مشاهد الآخرين، فلا الضرب المبرح يفيد ولا الدلال الزائد قد فاد في يوم من الأيام، بل إن المثل المصري يقول: «إن كبر ابنك خاويه» أي كن أخاً له وشريكاً وصديقاً في هذه الدنيا.
ليس لدى أحد بيت افلاطوني وكلّنا نتعرّض لهذه الأمور في حياتنا، ولكن التروّي وأخذ الأسباب، ومشاركة الابن في يومك، وإعطاءه جزءاً من وقتك وعطفك، قد يكون مدعاة لصلاح هذا الابن، فلقد كان محمد (ص)خير مثال للأمّة في طريقة التعامل مع الطفل والمراهق، وما هذه السيرة الشريفة عنه، إلا دروس حياتية نحتذي بها.
لا تكن قاسياً واسمع ابنك، وإن أخطأ فانّ هناك قنوات كثيرة من أجل تعديل السلوك الذي يبدأ من البيت، ويتدرّج عبر التنشئة الاجتماعية، وليس هناك من كائن كامل، فالكمال لله سبحانه وتعالى، ونحن كنا في ذلك العمر عندما أخطأنا وقام والدانا بتعديل سلوكنا، من دون القسوة والرفض. وجمعة مباركة
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3317 - الخميس 06 أكتوبر 2011م الموافق 08 ذي القعدة 1432هـ
كلام ولا اروع
حقا انها كلمات في الصميم ولكن هل من معتبر. فاتمني على المسؤلين في مملكتنا الحبيبة أن يقرأوا هذا الكلام ويستفيدوا من العبر وان لكل فعل ردة الفعل وان احتواء المواطن ليس عن طريق العنف والتخوين والتشكيك في انتمائه الوطني وانما عن طريق الوسطية التي انتهجها سيد الخلق (ص) مع الرعية.
مربي
كم هو رائع في عالمنا العربي أن نحاول مساعدة الاباء على فهم فصولا من التربية التي افتقد معرفتها الكثير