لفتت انتباهي إحدى مباريات كأس الملك لكرة القدم التي تم بثها على القناة الرياضية. لم تشدني المباراة ومستواها بحجم ما شدني أحد المعلقين البحرينيين الذي عجز عن إيصال معلومة صغيرة للمشاهدين على أقل تقدير.

التعليق يحتاج لشخصية ملمة باللعبة، ويحتاج أيضاً لمعلومات وافرة سواء مخزنة في ذاكرته أو مكتوبة على الورق، لكن من غير المعقول أن يبدأ هذا المعلق بتكرار الحديث بين فترات كثيرة من المباراة وكأنه «مفلس» وعاجز عن ابتكار حديث جديد يصل للمشاهد الكريم وكأنه يقضي هذا الوقت من أجل المادة فقط!

تصور عزيز القارئ أن أحد المعلقين أصبح «يخربط» في التعليق، كان يتحدث عن أسماء اللاعبين في المباريات، فأحياناً يسميه باسمه الصحيح وأحياناً يجلب أسماء من «جيبه»، والأهم من ذلك عنده أن يكمل مشواره في المباراة، فمن غير المعقول أن يكون لا يملك المعلومات الكافية عن الفريقين ويصبح غير قادر على إعطاء المباراة حقها المطلوب.

بالعودة لصلب الموضوع، كانت تلك المباراة التي تابعتها أشبه بالإعلانات التجارية التي تبثها القنوات الفضائية والتي لا تتغير إطلاقاً، الكلام نفسه والتكرار متواصل، أضف إلى ذلك أن مباريات كثيرة كان المعلق في واد والمباراة في واد آخر.

لست هنا أوجه عتابي الى جميع المعلقين، بل على العكس، هناك بعض المعلقين متميزون ويعطون المشاهد جوا جميلا للمباريات، وهناك أشخاص آخرون ليس لهم صلة إطلاقاً بالتعليق الرياضي إنما يأتون كما ذكرت لقضاء أوقاتهم فقط.

التطور والوقوف على الأخطاء مطلوب، وهذا أمر في غاية الأهمية، كونه يطور من الشخص نفسه ويجعله أفضل حالاً في المرات المقبلة، وأعتقد أن غالبية المعلقين في البحرين يتابعون القنوات الأخرى التي تبث الدوريات العالمية، فهذه القنوات لديهما معلقون من طراز عال، فلماذا لا يستفيد هؤلاء من هذا الجانب ليكتسبوا خبرة أوسع لتطوير مستوياتهم!

أخيراً... أتمنى أن ينتبه «بعض» المعلقين لأنفسهم قليلاً، فاكتساب الخبرة من الغير ليس عيباً وخصوصاً أنها ستكون لصالح المشاهد البحريني، والأهم من ذلك أن لا «يزعل» المعلقون من طرحي، وأقول صادقاً انني لست ممن ينتقد من أجل إبعادهم بل على العكس أتمنى لهم كل التوفيق والتطور وهذا هو الهدف الأسمى من طرحي