جاءت مشكلة التواقيت الخاصة بكل لعبة من الألعاب الجماعية، وخصوصا الصالات منها، لتضيف أزمة جديدة لمجموع المشاكل المتوقع ظهورها مع اقتراب انطلاقة الدورة الخليجية الأولى لألعاب الأولمبية وتبقي أيام بسيطة عن افتتاحها.
ولو جئنا لقراءة بسيطة في مجموعة هذه المشاكل المتوقعة، أولها من دون شك، وهو ما يقلق اللجنة المنظمة، حتى وإن أنكرت ذلك، وهو الحضور الجماهيري الضعيف المتوقع حضوره لمشاهدة على أقله مباريات المنتخبات الوطنية للمملكة، سيما ونحن نعيش هذه الأوضاع السياسية المضطربة، والتي من دون شك ستحرم البطولة من فئة كبيرة جدا لا يمكن الاستهانة بها من الجماهير، سيما في مباريات مسابقات الصالات، بسبب الأوضاع الأمنية التي تمنعهم من المتابعة والحضور ومساندة المنتخبات الوطنية، والتي زادتها التواقيت السيئة تماما مشكلة فوق مشكلة، مع صعوبة حضور الكثيرين إلى المباريات التي ستلعب مثلا في الساعة الثانية أو الثالثة ظهرا، كما هو الحاصل في معظم مباريات كرة السلة واليد، مع خروج الموظف البحريني لتوه من عمله.
خيراً فعلت اللجنة المنظمة بالتحشيد المتميز لهذه البطولة من خلال الإعلانات المنتشرة في الشوارع والطرقات، والصفحات اليومية في الصحف والجرائد، إلا أن اللجنة مطالبة بالكثير أيضا لضمان الحصول على عدد جماهيري لا بأس به يشغل المقاعد الخالية، سواء من خلال الإعلان عن جوائز وسحوبات يومية أو غيرها من الأمور التي تحفز الجماهير على الحضور، أو حتى أشياء أخرى تكون بإمكانها استقطاب الجماهير.
الأمر الآخر الذي يزيد من مشاكل هذه البطولة قبل انطلاقتها، والتي ربما تعرفها اللجنة المنظمة أيضا، ألا وهو الحالة النفسية المتوقعة للاعبي منتخباتنا العائدين لتوهم من الإيقاف القسري، وهم الذين تلقوا من جديد رسائل تدعوهم للعودة إلى السجون والمحاكمات التي قد تغيبهم من جديد، وتقضي على حياتهم الرياضية والاجتماعية نهائيا، فكيف بهم سيلعبون حاملين راية الوطن، وهم الذين لا يعلمون ماذا سيفعل بهم الوطن بعد ذلك.
لا أعتقد أن ذلك صحيح، أقله في حالة إعداد اللاعب نفسيا لهذه البطولة، والتي تعد من الأمور المهمة في مستوى المنتخب بأكمله، وهذا ما نلاحظه في المنتخبات العالمية التي تجيش لها أحيانا أطباء نفسانيين لهذه المهمة، من أجل إبعاد الضغوط عن اللاعبين، ليقدم أفضل ما يمكنه، بعيدا عن المحيط الخارجي المؤثر من دون شك في مستوياتهم.
هذه المسألة تعد من الأمور المهمة التي يجب أن تسعى اللجنة العليا المنظمة لحلها، وذلك بحماية هؤلاء اللاعبين الذين يبذلون الغالي والنفسي من أجل تراب هذا الوطن، وإيقاف محاكماتهم وتحديد مصيرهم، فهل يا ترى هي مصلحة الوطن الذي سيستفيد من خدمات اللاعبين، وبعدها يعاد إيقافهم بحجة ضرورة عودتهم للمحاكمة، وهو ما يضع اللاعب متأثرا بالحالة المعنوية السيئة التي يعيشها، إذا ما افترضنا بأنه أبعد عن نفسه قليلا ولو للحظة، حالة عدم الاطمئنان التي يعيشها الوطن ككل.
وبالعودة إلى مسألة التواقيت السيئة التي وضعتها قناة «أبوظبي» الرياضية الراعي الرسمي لهذه الألعاب، فإن هذه المسألة يجب حلها قبل انطلاقة البطولة، فيجب أن تتدخل اللجنة الأولمبية البحرينية لحل هذه المشكلة، التي ستظهر بوادرها منذ اليوم الذي سيسبق الافتتاح الرسمي للبطولة، إذ من المعروف أن الدولة المنظمة، دائما ما تجيّر الوقت المناسب إلى جانبها، والهدف واضح ومعروف، وهو حضور أكبر عدد ممكن من الجماهير، وإلا فإن البطولة ستخسر ملح البطولات، وهي الجماهير، وهو المتوقع
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3315 - الثلثاء 04 أكتوبر 2011م الموافق 06 ذي القعدة 1432هـ
مقال رياضي في الصميم
شكراُ للكاتب المحترم على مقاله المميز ذو الحس الوطني الرياضي!!.