حل العالمي للموئل هذا العام في 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 إبّان الشهر الذي يتوقع علماء الديمغرافيا أن يولد فيه الطفل الذي سيبلغ به عدد سكان الأرض سبعة مليارات نسمة. وسيتوقف مستقبل هذا الطفل والجيل الذي يولد معه بدرجة كبيرة على الكيفية التي سنعالج بها الضغوط المتزامنة التي يحدثها تكاثر السكان واتساع رقعة العمران وتغير المناخ.
ويتوقع الخبراء أن يزيد عدد سكان العالم العام 2050 بنسبة 50 في المئة عن عددهم في العام 1999. ويقول العلماء إن هذا هو أيضاً التاريخ الذي يجب أن تكون الانبعاثات العالمية من غازات الدفيئة قد انخفضت بحلوله بنسبة 50 في المئة عن المستويات التي كانت عليها في منعطف الألفية. وأنا أسمي ذلك «تحدي ثلاثية الـ 50-50-50».
إن ارتفاع مستويات سطح البحار هو من الآثار الكبرى التي سببها تغير المناخ وهو مصدر قلق ملح. فثمة الآن ستون مليون شخص يعيشون ضمن مسافة متر واحد من مستوى سطح البحر. وسيرتفع هذا العدد إلى 130 مليوناً بحلول نهاية القرن. وقد تغدو مدن ساحلية كبرى مثل القاهرة ونيويورك وكاراتشي وكلكوتا وبيلم ونيو أورليانز وشنغهاي وطوكيو ولاغوس وميامي وأمستدرام، معرضة لأخطار شديدة من جراء ارتفاع المد بسبب العواصف. والعلاقة بين اتساع العمران وتغير المناخ هي علاقة حقيقية وقد تترتب عليها عواقب وخيمة.
إن المدن هي مركز التصنيع ومصدر الانبعاثات، ولكنها أيضاً هي مكمن الحلول. ذلك أن عدداً متزايداً من البلديات أضحى يسخر طاقة الريح والشمس والحرارة الأرضية، بما يساهم في قيام نمو مراع للاعتبارات البيئية ويؤدي إلى تحسين حماية البيئة.
ولئن كانت الجهود المحلية أساسيةً لتحقيق النجاح في هذا المضمار، فلابد من أن تدعمها المبادرات الدولية. وقد شهدنا بالفعل مظاهر التقدم المحرز، مثل إنشاء صندوق التكيف مع تغير المناخ واعتماد خطة العمل المعزَّزة من أجل خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الإحراج وتدهور الغابات (REDD plus). وتتفق البلدان جميعاً على هدف تحديد ارتفاع درجات الحرارة العالمية في أقل من درجتين مئويتين اثنتين. والتزمت البلدان المتقدمة والنامية بخفض انبعاثات غازات الدفيئة في اتفاق رسمي دولي يُخضِع للمساءلة.
أما الآن فنحن بحاجة إلى أن نستفيد من تلك التطورات. ويجب على مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ المزمع عقده في ديربان في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، أن يحرز تقدماً حاسماً. وسيكون اتساع العمران من المواضيع المدرجة في جدول أعمال مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (مؤتمر ريو + 20)، المقرّر عقده العام المقبل.
فلنعمل بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للموئل على تأكيد التزامنا مجدداً بالعمل الدؤوب صوب تحقيق مستقبل أكثر استدامة، ولنركز اهتمامنا أكثر على التصدي لمشكلة تغير المناخ داخل مدن العالم وخارجها على السواء
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 3314 - الإثنين 03 أكتوبر 2011م الموافق 05 ذي القعدة 1432هـ
؟؟؟
ما المقصود من كلمة الموئل
أتمنى أن أعرف