العدد 3310 - الخميس 29 سبتمبر 2011م الموافق 01 ذي القعدة 1432هـ

البلاد القديم تنتفض ضد «البلديات»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لن تجد في كل الصحف العربية من المحيط إلى الخليج، خبراً عن قيام أهل مدينة أو قرية في العالم العربي، بتنظيف شوارعها من القمامة، لأن وزارة البلديات قررت ذات صباح الامتناع عن القيام بمسئولياتها في تنظيف الطرقات!

الخبر قرأناه أمس، وجاء فيه أن أهالي البلاد القديم التي لا تبعد عن قلب العاصمة المنامة بأكثر من كيلومتر واحد فقط، قاموا بحملة تنظيف أهلية لإزالة القمامة التي تراكمت منذ عشرين يوماً، بقرار من مدير بإحدى المؤسسات الحكومية الرسمية، المكلفة بهذه المهمات وأمثالها.

الحملة بدأت برسائل هاتفية الساعة الثالثة ظهراً، تدعو الأهالي للمشاركة في حملة التنظيف عند الساعة الرابعة، وشارك فيها أمين عام جمعية «الوفاق»، وبعض نواب وبلديي المنطقة، واستجاب لها شباب المنطقة، حيث تمت إزالة أكوام المخلفات المتراكمة، وتنظيف الشوارع التي تحوّلت بفعل القرار الخاطئ إلى مزابل واسعة، تنتشر فيها الروائح وتحوم حولها القطط والحشرات.

كانت هذه المظاهر تواجه كل من يدخل أو يخرج من المنطقة، فيدرك أن هناك من يفكـِّر بطريقة العقاب الجماعي. من الناحية البيئية هذه جريمة أخلاقية بمعنى الكلمة، فأين جمعيات حماية البيئة؟ وأين وزارة الصحة من هذا الاستهتار بالصحة العامة؟ ولماذا الصمت العام على مثل هذا القرار المتعسف الذي يؤسِّس لثقافةٍ متخلفةٍ في معالجة الأمور؟

ليس مقبولاً في السياسة، ولا في الثقافة، ولا في الاقتصاد، استخدام «التلويث البيئي» عقاباً جماعياً للمناطق السكنية، الذي يوحي بوجود أمراض نفسية وأحقاد وتصفية حسابات سياسية. وقديماً قالت العرب في أمثالها: ما هكذا تورد يا سعد الإبل.

عند الساعة الخامسة تلقيت الرسالة الثانية: «كل التحايا العظام لكل الأحبة الذين ساهموا بتنظيف المنطقة». وبعد 15 دقيقة رسالة ثالثة: «حملة تنظيف المنطقة حضارة ووعي». وعند الساعة السادسة والنصف الرسالة الأخيرة: «بعون الله وهمة أبناء المنطقة، تم الانتهاء من تنظيف منطقة شمال وجنوب، ويستأنف العمل بعد قليل انطلاقاً من مدرسة لؤلؤة الخليج نحو الشرق».

أمام هذه الوقائع الغريبة، يتساءل المرء: هل يمكن أن تتخيلوا ما سيحدث لو قرر محافظ باريس ذات صباح إيقاف جمع القمامة من ضواحي باريس؟ وماذا سيحدث لو قرر ذلك محافظ لندن... فضلاً عن محافظ كوالالمبور أو مانيلا أو دلهي؟ وماذا كان سيقرر البرلمان في تلك الدول؟ وهل ثمة وزيرٌ سيجرؤ على اتخاذ مثل هذا القرار الذي تحار فيه العقول والأفهام؟

وزارة البلديات بعثت مغتبطة مساء أمس، خبراً عن تدشين حديقة في إحدى المناطق الجنوبية، وسبق أن وزَّع الوزير وعوداً سخية بنشر الحدائق في كل مناطق البحرين. واليوم لا يطلب الأهالي من الوزير إنشاء حدائق معلقة، وبساتين منمقة، وفرشاً مرفوعة، ونمارق مصفوفة، وإنما أن تلتزم وزارته بمسئوليتها الأساسية في جمع القمامة من الطرقات والحفاظ على مستوى النظافة، حفاظاً على جمال البيئة وصحة المواطنين، وتجنيباً للوطن من الأوبئة والأمراض المعدية.

حين تتعسف بعض الوزارات في تصرفاتها وتتخبط في قراراتها، يهبُّ المواطن لإنقاذ الموقف، حفاظاً على الصحة العامة والصورة الحضارية لهذا البلد الجميل

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3310 - الخميس 29 سبتمبر 2011م الموافق 01 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 41 | 4:26 م

      كل اناء بالذي فيه ينضح

      في صغرنا كنا نردد الحديث الشريف ( النظافة من الإيمان)
      و عندما نتسائل: الوصاخة من من؟
      كان الجواب: الوصاخة من الشيطان!!!

    • زائر 40 | 3:25 م

      من يريد مصلحة القرية

      ليش باقي القرى تتنظف ؟ لأنهم لم يضربوا عمال النظافة . ليش ما تشوفون الحقيقة و تقفوا معها . ما الحل ؟ كبار القرية يذهبون لوزير البلديات و يضمنوا سلامة العاملين . إذا كنتم تريدون مصلحة القرية .

    • زائر 39 | 2:12 م

      يجب تكريم جميع من شارك في حملات النظافة فلولاهم لزادت مأساة الاهمال المتعمد ... ام محمود

      الاهمال في تحقيق البيئة الصحية والنظيفة واللائقة بالمواطنين جريمة يعاقب عليها القانون في الدول المتقدمة و تؤدي الى اقالات و محاكمات و زيارات من كبار المسئولين للاطلاع على حجم المشكلة الكارثية وانذار المتسببين وتوقيفهم للمحاسبة يعني تخيل لو ما قام أهالي السنابس بحملة التنظيف الاسبوع الماضي و لو ما قامت جمعية الوفاق مشكورة مع قائدها المتواضع علي سلمان بحملة التنظيف في البلاد القديم ماذا سيكون الحال من الروائح والقذارة المسببة للأمراض
      نحن في منطقتنا نحمد ربنا مائه مره بسبب التزام عمال النظافة بعملهم

    • زائر 37 | 12:09 م

      عقاب جماعي فاشل

      عقاب جماعي فاشل لن يثني كثير من البحرينيين من المطالب العادلة

      عاشق الوطن

    • زائر 36 | 11:53 ص

      لا تستغرب يا استاذ هذه معايير الدول المتحضرة في هذا الزمن

      نقول كما قال الأستاذ هاني الفردان لا تستغرب فأنت في بلد العجائب

    • عبدالله ميرزا | 9:02 ص

      شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم

      بسم الله الرحمن الرحيم
      هكذا هم شبابنا يعملون من اجل المواطن والوطن والمطالبات ماهة الا من اجل الوطن والشعب والعيش بكرامه وعزة والله يقول العزة لله ولرسولة وللمؤمنين .
      وانى اذا اتقد الى اولادى والشباب واخوانى المشاركين فى حملات النظافه فى جميع المدن والقرى والصبر مفتاح الفرج .
      شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم .

    • زائر 33 | 8:56 ص

      ....

      بلادي وان جارت علي عزيزة

    • زائر 30 | 7:13 ص

      قليل من الانصاف

      شكرا على مقالك ولكن اختلف معك في الرأي فالمسؤلية لا تتحملها وزارة البلديات وحدها حتى المحتجين الذين يلقون بالقمامة وسط الشوارع يتحملون جزء من المسؤلية فلو قام أبناءك في المنزل برمي الأوساخ كل يوم بشكل متعمد وسط المنزل ماذا سيكون تصرفك معهم ثم من يطالب بحقوقه لا ينسى حقوق الاخرين أليس العمال الاسيويين البسطاء لهم حقوق أيضا فهم يعملون في حرارة الجو وتحت اشعة الشمس

    • زائر 29 | 7:12 ص

      مرة ثانية نكرر كما يقال التكرار يعلم (.....)

      انتم تتركون السبب وتقفزون الي النتيجة خلك منصف هل حدث هذا الشئ سابقاً الم تكون الوزارة تعمل بكل طاقتها لخدمة المواطنين

    • زائر 28 | 6:48 ص

      منع تنظيف القرى

      وصلت لمنع تنظيف القرى هذا على مستوى وزارة البلديات فقط وباقي الوزارات وصلت لامور اعظم

    • زائر 24 | 4:10 ص

      ها العقول صاحبة التفكير

      الي هذا المستوى بلغ بنا التفكير لدي المسولين في إدارة البلاد

    • زائر 23 | 3:59 ص

      ابحث عن السبب

      لماذا وزارة البلديات لم تعلق اعمالها في باقي المدن والقرى لماذا لم تمنع عمالها من انتشال هذا القاذورات التي لها الاثر على الشخص نفسه وعلى البيئة وكلنا نعرف ونتذكر عندما صارت هناك مشاكل بين البلدية وشركة النظافة وتراكم اكياس القمامه لعدة ايام

    • زائر 21 | 3:57 ص

      بلادية

      بصراحة لما خرجت من بيتي وشفت الشيخ علي سلمان والشباب والاطفال ينظفون المنطقة سعدت كثيرا وقلت : ما زالت الايدي الشريفة موجودة فشكرا لكم

    • زائر 18 | 3:34 ص

      الي وزير البلديات

      هي أبسط حقوق المواطن، أن يعيش في بيئة صالحة ونظيفة. عجبي أن وزارة الصحة لم يصدر لها بيان بهذا الشأن والذي يخص الصحة العامة. لا أعتقد أنه لو وجد محاسبه جدية لاصحاب القرارات العليا لما وجد مثل هذا الاستهتار. على فكره فمنطقة السنابس لم تتلقى خدمات النظافة منذ ثلاث اسابيع تقريبا.
      سؤال بسيط يا سعادة الوزير، بأي حق ستستقطعون مبلغ وقدرة 3.000 ب.د للمساكن (رسوم البلدية-فاتورة الكهرباء) في هذا الشهر .

    • زائر 17 | 3:33 ص

      احنا صادتنا الصخونة والانفلونزا

      جميع افراد عائلتى اصابتنا من تلك الاوبئة الانفلونزا الشديدة والرشح وذلك بسبب البلديات لكن ما اقول الا الله يشافينا ويعالج المتسببين لنا بعلاجات نفسية ولعلهم يبصرون ومن ثم يهتدون او لعلهم يعقلون يوما فيه لا ينفع لا مالا ولا بنون

    • زائر 9 | 12:52 ص

      صباح الطهاره والهمه ياسيد

      سيد هذا اهون اصناف العقاب اذا جائت بس على النظافه فا الرجال لا يعيبها التكفل بل الامر اذا البلديات تخلت عن واجبها والصحه ترهلت خدماتها والاسكان صارت اتبيع وهم للمواطن خيال 50 الف بيت في ثلاث سنوات باقي الوزارات رغم وجود الاف الاذان ومئات الكميرات في كل مكان العالم اتموت وموضه اختطاف هابه وتكسير اماكن خلق الله وما احد يعرف الفاعل هل هي دلائل على تفكك اجهزه الدوله واذا بدايه تفكك توحي الي والك والى السؤليين بشنو انا ما ادري

    • زائر 7 | 12:12 ص

      تصرف فردي

      لن يخرج عن نطاق التصرف الفردي ماقام به بعضا من النفر سيسجل وصمة عار على جبينهم ونقول ستكون رقابهم عما قريب على مقصلة الركن والتقاعد

    • زائر 5 | 12:01 ص

      النظافة من الايمان

      و حتى نظافة القلب و نقاء السريرة من الايمان وما قامه به الاخوة في البلاد القديم و بعض المناطق التي تراكمت فيها القمامة الا دليل على ايمانهم و وعيهم بالاسلام اما من قام بالنقيض فلكم ان تحكموا في اي خانة يوصف ...........

    • زائر 4 | 11:39 م

      اين المسؤلين عن هذا المسؤل

      هل اصبحت البحرين حارة كل من ايده ايلوا لابد من موقف من قيادتنا الرشيدة من امثال هؤلاء المسؤلبن

    • زائر 3 | 10:59 م

      نعم هي جريمة اخلاقية وسوف تكون لها انعكاسات على البلد

      كل يوم وتدخل دولتنا الحبيبة في نفق وامتحان صعب
      يثبت أنه لا مناص من التحول الى دولة مدنية عصرية بمعنى الكلمة وأن لا تصبح خدمات الدولة حسب مزاج
      بعض الأشخاص الذين يرون في هذه الخدمات تصدقا
      وتعطفا من الدولة وليس واجب تقوم كما هو واجب المواطن عدم التخلف عن دفع فواتير هذه الخدمات
      لا يمكن للدولة ان تتخلى عن مسؤلياتها تحت اي عذر
      من الأعذار وإن كان التقصير ناتج عن شركات النظافة
      نفسها فالواجب على الدولة متابعة الأمر معها فهذه
      مسؤليتها ايضا

    • زائر 1 | 10:51 م

      ممتاز

      شكرا عالمقال الرائع

اقرأ ايضاً