تصادف السنة المقبلة مرور عشر سنوات على اعتماد خطة عمل مدريد الدولية المتعلقة بالشيخوخة. وتتجلى هذه المناسبة المهمة القادمة في الموضوع الذي اعتُمد للاحتفال باليوم الدولي للمسنين في هذه السنة، وهو «إطلاق أنشطة مدريد + 10: الفرص والتحديات الآخذة في التزايد التي تواجه الشيخوخة على الصعيد العالمي». وفي هذه السنة، نحتفل أيضا بمرور عشرين سنة على اعتماد مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بكبار السن. وتُجسِّد هذه المبادئ الأساسية - وهي الاستقلال والمشاركة والرعاية وتحقيق الذات والكرامة - حقوق الإنسان للمسنين وتوفر لنا أهدافا نسعى لتحقيقها، على حد سواء.

ويعيش ما يقرب من ثلثي عدد المسنين في البلدان النامية، ومع ذلك لايزال المسنون مستبعدين من برامج التنمية الأوسع نطاقا المتخذة على الصعد العالمي والإقليمي والوطني. وفي الوقت الذي يعمل فيه المجتمع الدولي على التحضير لتقييم التنمية المستدامة ويتطلع إلى وضع خطة إنمائية للمستقبل، من المهم أن تحتل احتياجات ومساهمات المسنين جزءا أكبر من الصورة. ويُعد المسنون مساهمين نشطين وأساسيين في التنمية وفي استقرار المجتمع ويمكن بل وينبغي القيام بمزيد من العمل على الاستفادة من إمكاناتهم.

وقد أحرز على مدى العقد الماضي تقدم في صوغ خطط العمل الوطنية المتعلقة بالشيخوخة، كان من ضمنه إنشاء برامج للمعاشات التقاعدية غير قائمة على دفع اشتراكات في بعض البلدان النامية. ومع ذلك، لايزال هناك تمييز واستبعاد اجتماعي. وتعد هذه المسائل إحدى أولويات الفريق العامل المفتوح العضوية المعني بالشيخوخة الذي أنشأته الجمعية العامة مؤخرا.

وفي الوقت الذي نحتفل فيه بالمراحل المهمة في مضمار التنمية العالمية لصالح المسنين، دعونا نلتزم من جديد بالتنفيذ الكامل لخطة عمل مدريد. وفي إطار البيئة المالية الحالية، علينا أن نتوخى اليقظة لكفالة عدم المساس بمبادئ توفير الحماية الاجتماعية والرعاية طويلة الأجل للمسنين وإمكانية حصولهم على خدمات الصحة العامة. وإنني في هذا اليوم، اليوم الدولي للمسنين، أدعو الحكومات والمجتمعات المحلية في كل مكان إلى توفير المزيد من الفرص للمسنين من سكانها