لم يتصور أي متابع للمنتخب الأولمبي لكرة القدم أن يخرج بهذا المستوى والنتيجة القاسية التي تلقاها في مستهل مشواره نحو حلم أولمبياد لندن 2012 أمام سورية، لكن الظروف التي تخللتها المباراة أدت إلى هذه النتيجة وانفجار قنبلة في الشارع الرياضي حول الوضع الذي مر عليه أولمبينا في الفترة الماضية، إذ تناوب الجميع على تحميل أطراف مسئولية الخسارة وحصل القائد راشد الحوطي على النصيب الأكبر من هذه الخسارة.
أود في البداية موافقة الجميع الرأي بتحميل الحوطي جزءا من مسئولية الخسارة، لكن من غير المعقول أن يكون اللاعب يتحمل المسئولية بأكملها ونقول بأنه الوحيد الذي يتحمل السقوط المر، فلو بحثنا في أرجاء المنتخب الأولمبي سنرى أن هناك أسبابا أخرى أبرزها الإعداد الذي لم يكن بالصورة المطلوبة لهذه المباراة.
مدرب أولمبينا سلمان شريدة واجه صعوبة بالغة قبل المباراة وتحديداً في التدريبات المحلية، فمن غير المعقول أن يخوض المنتخب تدريبات من دون وجود عدد من اللاعبين بسبب انضمامهم لأنديتهم، فلاحظنا تواجد اللاعبين قبل المغادرة إلى الأردن بيوم واحد وعلى رغم تواجدهم في التدريبات إلا أنهم لم يتدربوا إلا بعد وصول المنتخب للأردن، وأعتقد أن هذا الأمر كان مؤثراً وخصوصاً أن التطبيقات الفنية تحتاج لانسجام أكثر من اللاعبين.
صحيح أن اللاعبين يلعبون مع بعضهم بعضا منذ فترة طويلة، لكن أعتقد من وجهة نظري أن التأقلم قبل كل مباراة بعدة أيام أمر في غاية الأهمية، فلو قارنا بين إعداد أولمبينا وإعداد المنتخب السوري - الذي أقام معسكر خارجي في تركيا - سنرى بأن الأخير هو المهيأ الأكبر على رغم الظروف الصعبة التي تعيشها سورية، فكان بالإمكان التعامل مع الإعداد بصورة أفضل بكثير من الصورة التي مر بها الأولمبي.
بعيداً عن لقاء سورية ومحتوياته، تنتظر أولمبينا مواجهة أقوى بكثير أمام منتخب اليابان على أرض البحرين، وعلى اتحاد الكرة تهيئة المناخ الجيدة لأفراد المنتخب قبل هذه الموقعة، فالحلم نحو أولمبياد لندن يحتاج لتكاتف الجميع وأتمنى أن يتم تفريغ اللاعبين في فترة جيدة بدلاً من التدريبات لأيام قليلة قبل خوض مباراة قوية سواء أمام اليابان أو غيرها.
أخيراً، اقتراح أتمنى أن يصل للمسئولين وخصوصاً لجنة المنتخبات التي يرأسها الشيخ علي بن خليفة، لماذا لا يعقد اتحاد الكرة ومدرب المنتخب الأولمبي مؤتمرا صحافيا لتوضيح الأمور المتعلقة بالمنتخب الأولمبي، فالحديث في الشارع الرياضي بدأ يتكاثر حول مستقبل أولمبينا سواء بابتعاد شريدة أو بقائه، وهناك أمور كثيرة لابد أن توضع فيها النقاط على الحروف
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 3309 - الأربعاء 28 سبتمبر 2011م الموافق 29 شوال 1432هـ