استضافت كنيسة نورثوود بكيللر، تكساس يوم 18سبتمبر/ أيلول 2011 حدثاً اجتمع فيه ألف مسيحي وألف مسلم معاً للبدء في عملية تغيير اجتماعي.
«الأمل الوحيد الذي نملكه لتخفيف حدة مخاوفنا من المسلمين، والشيء الوحيد الذي يأمرنا المسيح أن نفعله هو الحب، وهذا يتم من خلال إشراك الآخرين»، يقول القسيس الرئيس في كنيسة نورثوود، بوب روبرتس الابن.
تواجه الولايات المتحدة قضايا عميقة تتعلق بالفقر والتعليم والعدالة الاجتماعية لا يمكن حلها من قبل البرامج والسياسات الحكومية وحدها. يتوجب على المؤمنين أن يجتمعوا معاً للتوصل إلى حلول لمشاكلنا المشتركة. وبالذات، يتوجب على الكنائس المسيحية الإنجيلية في الولايات المتحدة أن تعانق أتباع الديانات الأخرى وأن تنخرط عن رضا وبنشاط في حوار له معنى حتى يتسنى لها التعامل مع المشاكل المشتركة داخل مجتمعنا. طالما كانت الكنائس الإنجيلية في مقدمة البرامج الاجتماعية، إلا أن حاجة أعظم قد برزت في القرن الحادي والعشرين تنادي بجهود مشتركة بين الديانات.
وعلى رغم أن ذلك قد يبدو للبعض على أنه توأمة غير محتملة، إلا أنه بوجود ملياري مسيحي وما يزيد على مليار ونصف المليار مسلم، تضم المجموعتان ما يزيد على نصف سكان العالم. من خلال مواردنا يستطيع المسلمون والإنجيليون التأثير على مجتمعنا بأسلوب شخصي وقوي.
بدأت الديانتان وقد اجتمعتا معاً حملة على مستوى الجذور يعمل من خلالها المسلمون والمسيحيون معاً على مشاريع تعود بالفائدة على المجتمع. على سبيل المثال، قامت مجموعة إيمبريس (Embrace)، التي تأسست أصلاً لتعليم الطرف الآخر أساليب الطبخ التقليدية، بالتحول إلى مجموعة خدمات تقدم طعام الغذاء في مركز محلي لكبار السن. كذلك قامت ثلاث مجموعات صغيرة متعددة الديانات تعمل في مجال إعادة تأهيل البيوت مكونة من خمسة يهود وخمسة مسلمين وخمسة مسيحيين في كل منها بالعمل على تحسين بيوت قرب كل تجمع ديني، وقامت كل مجموعة بإصلاح بيوت العائلات المحتاجة وطلائها وتنظيم حدائقها.
«هدف التجمعات عبر الديانات هي تخليص أنفسنا من الجهل بالآخرين والعمل معاً من أجل الصالح العام»، يقول نائب رئيس الجمعية الإسلامية لشمال أميركا أزهر عزيز.
تأسست كنيسة نورثوود العام 1985 وتحتوي حالياً على عضوية ناشطة يبلغ عددها 2500 شخص. تتواصل كنيسة نورثوود، التي تقع في مدينة كيللر بتكساس مع مجتمعها من خلال كنائس صغيرة محلية تستهدف الأطفال والشباب في الأحياء الداخلية في المدن، إضافة إلى المجتمع الأوسع في أماكن مثل المكسيك وفيتنام. وقد تواجدت كنيسة نورثوود في مقدمة علاقات الرعاية مع أناس من ديانات مختلفة.
على سبيل المثال، احتشد مئات الأشخاص من كل الديانات والطبقات الاجتماعية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2010 في كنيسة نورثوود للحوار بشأن مواضيع مثل التسامح الديني والمسئولية الاجتماعية. كان المؤتمر متعدد الأديان الذي استمر ثلاثة أيام برعاية كنيسة نورثوود وأتباعها الأول من نوعه، حيث بحث المسلمون والمسيحيون وغيرهما وبشكل منفتح قضايا ذات علاقة بمجتمعنا المشترك.
بدأت نورثوود من خلال هذه الحوارات والتجمعات الدينية عبر الأديان، بكسر الحواجز المنظورة، وبدأ المصلون فيها وأعضاؤها برؤية الأمور المشتركة بين الديانتين. بدأ المؤمنون المسيحيون والمسلمون يفهمون أن الفرق في الدين لا يعني فروقات في القيم. تتكون كل من الديانتين من أناس أخلاقيين يقدرون التعليم والتسامح الديني والروابط الأسرية القوية.
إذا تمكّن الأميركي العادي من فهم هذه النقطة بالذات، أي نواحي التماثل الموجودة بين الإنجيليين والمسلمين، فقد يستطيع الخروج بشعور متجدد من التسامح الديني. يجب على القيم المشتركة بين الديانتين أن تعطينا الرغبة بحوار مفتوح يشأن كيف يمكننا دعم مواردنا للمساعدة على مقاومة المشاكل الاجتماعية. سيساعد ما تعلمناه من هذه الحوارات بين الديانات يوم 18 سبتمبر/ أيلول على إيجاد أساليب لتحقيق تغيير حقيقي في مجتمعنا عبر العمل التعاوني.
أشجعكم على أن تكونوا جزءاً من الوقوف معاً من أجل التغيير في مجتمعاتنا. تبدأ المسئولية الاجتماعية بجهود مشتركة وهدف مشترك: تحسين مجتمعنا. ستسمح المشاريع المقبلة المخطط لها من قبل الديانتين للمصلي العادي الانخراط بأسلوب مثمر ومنتج له معنى
إقرأ أيضا لـ "Common Ground"العدد 3308 - الثلثاء 27 سبتمبر 2011م الموافق 29 شوال 1432هـ