العدد 3307 - الإثنين 26 سبتمبر 2011م الموافق 28 شوال 1432هـ

خطابٌ تاريخي آخر

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

سيكون العام 2011 من أكثر الأعوام ازدحاماً بالخطابات التاريخية التي ألقاها الزعماء العرب.

في آخر خطاباته، خاطب الرئيس الهارب زين العابدين بن علي التونسيين قائلاً: «الآن فهمتكم»، بعدما حكمهم 23 عاماً.

وفي آخر خطاباته، منّ حسني مبارك على المصريين بقوله: «لقد خدمتكم 30 عاماً»، وغمز من قناة زميله بن علي بقوله: «لن أغادر مصر وسأبقى لأدفن فيها»!

أما قائد الجماهيرية الليبية العربية الشعبية الاشتراكية العظمى، معمر القذافي، فقد وصف الليبيين بعدما حكمهم 42 عاماً، بالحيوانات والحشرات والفئران!

في يوم الأحد الماضي، كانت الشعوب العربية على موعدٍ مع خطابٍ تاريخي آخر، ألقاه علي عبدالله صالح، بدأه بعبارة: «يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج». وهنأهم بمناسبة العيد التاسع والأربعين لـ «ثورة 26 سبتمبر الإنسانية ضد الظلم والجهل والفقر والتخلف»!

في الفقرة التالية من خطابه المنشور على موقعه الرسمي، سرعان ما يتحوّل إلى استعارة قاموس زملائه السابقين، إذ بدأ باتهام معارضيه بأنهم «عناصر همّها الركض وراء السلطة ونهب الثروة وإقلاق السكينة العامة وترويع المواطنين»! ووصف بالمقابل أتباعه بالشرفاء والمخلصين الذين لقّنوا الإرهابيين وكبّدوهم خسائر كبيرة بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، التي وجّه إليها شكراً حاراً نابعاً من أعماق القلب، لدعمها إياه في حربه على الخارجين عن الشرعية الدستورية.

الرئيس صالح دعا العقلاء والسياسيين إلى أن يراجعوا مواقفهم وأن يستفيدوا من الدروس، واعتبر نفسه خارج دائرة هذه النصيحة. فموقفه السابق لم يتغيّر، فمازال متمسّكاً بـ «الشرعية الدستورية»، التي تعني بقاءه لأطول فترةٍ ممكنةٍ في الحكم. وهو يتهم المعارضة بـ «كل هذا الركض وراء السلطة»، فيما تسأله المعارضة عن «كلّ هذا التشبث بالسلطة» بعد كل هذه المحن وسيل الدماء.

صالح وجّه كلمةً إلى الشيّاب من معارضيه بقوله: «لنتجه جميعاً نحو الحوار والتبادل السلمي للسلطة. أي مشكلة لابد لها من حل! تعالوا لنتشاور ونتحاور بدون سفك الدماء»... وحذّرهم من «الوصول إلى كراسي السلطة على نهرٍ من الدماء، فهذا هو الظلم بعينه»!

ووجّه كلمةً أخرى إلى من أسماهم «الأخوة الشباب»، بقوله: «ما أنتم إلا ضحايا لتلك العناصر يزجّون بكم في المحارق. وأنا آسف للمنظمات الدولية «التي تطالب الدولة اليمنية بضبط النفس»، في إشارةٍ حانقةٍ للمنظمات الحقوقية التي أدانت تصاعد عمليات القتل واستهداف المدنيين بقذائف المورتر بعد عودته لليمن، حتى قتل مئتان وجرح أضعاف ذلك في الشوارع. وذكّر هذه المنظمات «المنحازة» بأن دستور اليمن يضمن حقّ التظاهر والتجمع بالطرق السلمية!

وأعلن عن سعادته للتجاوب مع البيانات التي صدرت من البيت الأبيض والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي «الذين أيّدونا عندما أصدرنا قرار تفويض نائب الرئيس لإجراء الحوار مع اللقاء المشترك! شكراً لهم».

مسك الختام في هذا الخطاب التاريخي وأمن عليه ملايين اليمنيين: «الثورة منتصرة، نحن منتصرون على كل أنواع الظلم والتحدي. أتمنى لشعبنا النصر والثبات والتوفيق والنجاح»

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3307 - الإثنين 26 سبتمبر 2011م الموافق 28 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 2:06 ص

      كلمة حق

      السيد قاسم عمره ما دافع عن طاغية ولا تعاطف مع دكتاتور. قبل ايام كتب عن سورية وبشار الاسد، بس اللي ما يريد يفهم ويش تسوي معاه يا سيد؟

    • زائر 13 | 1:48 ص

      المعلقين الثلاثة الاوائل نقول

      نحن لا نقر الظلم من اي كان ولا تعتقد اننا مع بشار الاسد وقمعه لشعبه ولكن حتى تتكلم عن حدث ما يجب عليك
      ان تحيط بالموضوع احاطة تامة وتعطي كل ذي حق حقه
      واحيانا لا يمكنك تناول بعض المواضع بتفاصيلها حتى لا تظلم احدا وهذا التناول ربما يتعذر لاسباب ربما تدركها وربما لا وربما تدركها وتكابر
      الظلم ظلم من اي وقع ولكن اعتقد انك هناك من المعارضة السورية الشرفاء لم يقبلوا لانفسهم ان يكونوا مطية وقبلوا التدخل الاجنبي ولا تنسى وجود اسرائيل داعمة لخط البعض في سوريا وذلك واضح جدا

    • زائر 12 | 1:47 ص

      الى الزائر 1+2

      ما هو التفسير لقتل الضباط والجنود والتنكيل بهم؟هل هي ثورة شعبية أم ماذا؟؟؟؟.

    • زائر 11 | 1:41 ص

      اي نعم كلام غريب مكرر من اكثر من زعيم

      يتهم المعارضي بالركض وراء السلطة التي احتلّها هو لنفسه ويريد توريثها لأبنائه ولكن لا يحق لاحد غيرهم
      المطالبة بها وكان الله اورثه اياها خالصة له ولأهله ولا حق
      لشعبه فيها فهم يطالبون بما ليس لهم حق فيه!

    • زائر 10 | 1:40 ص

      لا يختلف اثنان

      الصفة والموصوف، النعت والمنعوت، وكذا العلة والمعلول...
      من المعروف عند إعطاء صفة مثل تاريخي دل ذلك على نسب هذا الحدث أو ذاك إلى التاريخ. فحاضرنا تاريخ المستقبل، وليس بخفي على أحد أن التاريخ تصنعه مشيئة الله وأخطاء البشر.. وما أشبه الليلة بالبارحة . .

    • زائر 9 | 1:37 ص

      نريد المزيد من هذه الخطابات

      هذه الخطابات لم تعني سقوط وانما رحيل

    • زائر 6 | 1:24 ص

      الى الزائر3

      عفوا الكاتب المحترم يتكلم عن ربيع الثورات العربية وليس عن سقوط الشاه المدوي منذ عقود!!!

    • زائر 5 | 12:58 ص

      إيران لاتمر على اللسان ولايخطها البيان

      والفظائع التي ترتكب بحق شعبها

    • زائر 4 | 12:56 ص

      ليش يا بو هاشم

      ماتتطرق للمجازر في حقك أبناء الشعب السوري

    • زائر 1 | 10:28 م

      نسيت ذكر خطاب بشار

      ولا ننسى الخطاب التاريخي لبشار الأسد الذي وصف شعبه بالجراثيم.

اقرأ ايضاً