العدد 3307 - الإثنين 26 سبتمبر 2011م الموافق 28 شوال 1432هـ

الانتصار الحقيقي!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

الانتصار الحقيقي للشعوب يتأتى من خلال التوافق النابع وفق رغبة الشعوب وتصديق الحكومات عليه، وليس توافقا يُزَج زجاً للنجاح، أو بالكاد يتحقق عن طريقه الأمن، أو حتى يكون فشله واضحاً للعيان.

إن ما يحدث في وطني لم يحقق الى الآن أي انتصار حقيقي، لا من قبل المعارضة، ولا من قبل الحكومة، إذ إن الطرفين تواجههما عقبات كبيرة من أجل تحقيق هذا التوافق الذي يطمح إليه عامة الشعب.

لابد أن نعي خطورة الأزمة التي تعيشها البحرين، ونعمل على تحقيق نوع من الإيجابية لأي مبادرة تخرجنا منها، حتى لا نخسر أكثر مما خسرناه في الـ 7 أشهر الماضية، فلقد استنزفت البحرين طاقاتها البشرية والاقتصادية والسياسية، على صعيد الحكومة أو صعيد المعارضة.

عندما تطرقت بالأمس عن رفضنا للتظاهرات التي حدثت في السيتي سينتر، عاتبتني جهات من المعارضة على عدم فتح ملف القرى وما يحدث فيها، ولطالما التزمنا في خطنا الذي يوحّد الصفوف، لا الذي يؤجّج الطائفية، مازلنا نرفض دخول المتظاهرين الى المجمّع، وهو حدث كان أخطر من كل الأحداث التي حصلت في البحرين، ونتمنى من القائمين على تلك المظاهرة بالتفكير مليا بأماكن المظاهرات التي لا تنتهي بمأساة كما حدث في المجمّع!

ولا يتوقف الأمر عند هذا الموضوع فقط، بل اننا نرفض كل أشكال القمع والتهجّم على بيوت الناس، وما لجنة بسيوني اليوم إلا لجنة تصب في صالح المواطن قبل أي شيء، وقد قبل بها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حرصا منه على إرجاع الأمور الى نصابها الصحيح.

على موجة أخرى، لا يمكننا أن نحقق الانتصار الحقيقي فعلا واضحا إلا إذا تناولنا ملف المفصولين وإرجاعهم الى أعمالهم قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه، فالعملية «مُعرقلة» على رغم توجيهات الملك السامية، ولا نعلم الى الآن ما هي الأسباب وراء عدم إرجاع المفصولين!

ليس هذا فقط، بل لقد كانت كلمة أوباما في الجمعية العمومية للأمم المتحدة واضحة وجليّة للعيان، وهي مؤشر خطير بالنسبة للمحللين السياسيين، فلقد حرص على التحدّث عن شأن البحرين، وطالب بالرجوع الى طاولة الحوار مع المعارضة، وذكر اسم الوفاق للتفاوض بصفته كبرى كتل المعارضة.

ما نرجوه من أي طرف معارض هو المطالبة بالمستطاع، فالمواطن لم يعد يتحمّل هذا الانشقاق الذي يحدث، وكذلك الحكومة لابد لها من التحاور بالطرق التي تتيح المجال للتوافق وعدم التنافر، حتى نتخلص من هذه المشكلة ونبدأ في تأريخ الانتصار الحقيقي للبحرين.

هذا الانتصار ليس بين دولتين وليس بين شعبين، بل هو بين جميع أطياف المجتمع البحريني وبين الحكومة، ولا نريد أن تستمر الأزمة سنوات، وخاصة أننا سنقارب السنة على ما يحدث ومازال يحدث في البحرين.

إنه بلدنا، إنه وطننا، البحرين التي ترى أبناءها ينقسمون باسم الطائفية، وترى المشكلات تتفاقم فيها، وما دماء أبنائنا بسهل، ولا تضرّر اقتصادنا بالأمر البسيط، ولكن إن تنازل الطرفان، وحاولا تحريك ملف التوافق بالطريقة الصحيحة، سننتصر انتصارا حقيقيا في نهاية المطاف

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3307 - الإثنين 26 سبتمبر 2011م الموافق 28 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 48 | 1:06 ص

      شكرًا لكل شرفاء الوطن

      بارك الله فيك الاخت مريم وامثالك الطيبين الغيورين على وطنهم وكثر الله من هدة الاقلام الحرة الشريفة

    • زائر 47 | 4:06 م

      الزاءر رفم 12

      كلامك لي اثلج قلبي

    • زائر 46 | 3:53 م

      نعم أختنا الفاضلة,نحن وأنتم التوأمان اللذان ولدا من رحم هذه الأرض الطاهرة التي تأبى أن تميز أحدهما عن الاخر,ولكي نكون أوفياء لها ولبارئها لابد أن ندفع عنها كل سوء يقسم شعبها وأرضها وبحرها

    • زائر 45 | 2:56 م

      إلى رقم 7 و رقم 9

      رد إلى 7: أبداً لم يخطأ رقم 4 وفعلاً أن الحل موجود في كتاب الله الكريم ولكن من الذي يطبق ما في القرآن!!! ؟؟؟ وأين المسلمين من تعاليم هذا الكتاب العظيم؟؟؟

      رد لرقم 9: أليس من العيب أن توصف المعارضة المضطهدة بالطائفية؟؟؟ عيب والله عيب عندك كتاب الله إقرأه بتمعن ودقة وسر على الدرب الذي أناره ربك بالعدالة والانصاف.

    • زائر 43 | 1:25 م

      أخي الزائر 29

      لقد طرحتَ سؤالاً هو مربط الفرس لو أجبنا عليه بصدق. أرجو منك أخي العزيز أن تطرح هذا السؤال المهم على ضميرك كمسلم و كمواطن، و تجيب عليه بالإنصاف والعدل الذي أمرنا به الله تعالى. فعلاً التأزيم والتحشيد والإصطفاف الطائفي يأتي من أبناء طائفة واحدة، والشواهد والبراهين كثيرة جداً. أسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً و يوحد كلمتنا كإخوةٍ في الدين والوطن الواحد الذي ندين له جميعاً بالمحبة والولاء، ونتقاسم العيش فيه بسلام كآبائنا و أجدانا الذين ضربوا أروع الأمثلة في الوحدة والإخاء.

    • زائر 39 | 8:00 ص

      الى الزائر رقم 9

      هل يرضيك ان مواطن بحريني اصلي يحمل شهادة البكلريوس ويعمل في وظيفة عامل في احدى الوزارات السيادية والأعجب ان هناك من الموظفين الاجانب يتنعمون بوظائف راقية

    • زائر 33 | 6:16 ص

      رمتني بدائها وانسلت

      زائر رقم 29
      إذا كنت تعيش معنا على أرض البحرين فبالتأكيد سوف تكتشف أن قوى المعارضة فيها السني والشيعي، والاسلامي وغير الاسلامي!!.. فلا أعرف عن أي اصفاف طائفي تتحدث وهم يطالبون بالديمقراطية.. وبمجلس كامل الصلاحيات.. وبتوزيع عادل للدوائر الانتخابية!!.. مادري وين الطائفية في هالمطالب!!... والأحق بهذه التهمة غيرهم ممن لاحقوا (المعارضين) في أرزاقهم لاختلافهم معهم في (الرأي)!!

    • زائر 29 | 4:40 ص

      الحكومة ليست طائفية والدليل الكل يملك ويعمل

      ولاكن نأتي في الأصطفاف الطائفي الذي اولدته المعارضة وهم من مذهب واحد..فمن هو الطائفي ويكرس الطائفية؟

    • زائر 15 | 1:37 ص

      على الجميع أن ينتصر للوطن

      شكراً أستاذة مريم
      على الجميع أن ينتصر للوطن عبر خلق المواطنة الصحيحة، على الجميع الابتعاد عن البحث عن الانتصار للطائفة أو القبيلة أو العائلة أو الذات، متى ما بحثنا جميعاً عن الانتصار للوطن سنصل
      شوقي العلوي

    • زائر 14 | 1:33 ص

      العنوان

      يقرأ من عنوان الزائر رقم 4 للأسف الشديد خلط مفاهيم الوحدة بين القراء واللبس في نية الكاتبة الصادقة في اطروحتها دائماُ!!.

    • زائر 13 | 1:16 ص

      صباح الخير يا دانة الدانات

      يبنتي ما فيه غريب هد اهله وارضه وعرضه ويانا على شان كم روبيه بكون امين على البلد اكثر من الملحان اهلها يبنتي كل اللي ايحصله من الديره فايده ابو الالف يبيعه ابخمسين واهو في الفايده على قلت غواويص لول صار القفال ردو الديره وطاحت دانه عوده من يد النوخذه قيمتها قدر خمس مئه روبيه لقاها واحد جريب السيف ضميره ميت باعها بمأئتين قالوا له حرام تسوى ازيد رد عليهم لا غصنا ولا سبنا يلعن من طمس ليها هذا حال المتربصين في ديرتنا هلايام

    • زائر 12 | 1:06 ص

      شكر للاستاذة مريم على طرحها الجميل والمتوازن ولا شك في وطنيتها

    • زائر 11 | 12:48 ص

      الحل يا أختي مريم هو موجود في جميع صفحات القرآن الكريم الذي ندّعي الاخذ به واحترامه

      لكن المشكلة ان المسلمين ابتعدوا عن الدين كثيرا يا أختي.
      علما ان الجميع يدركون ان الموت قريب
      والكل سوف يحاسب امام ربه
      لكن يبدو ان البعض لا يفكر إلا في حياته فقط.

    • زائر 6 | 12:35 ص

      استاذه مريم

      بارك الله فيك اختى العزيزة
      لن اضيف على كلامك سوى كلمة جميلة قالها
      مواطن غيور على وطنه فى تلفزيون البحرين:
      قال اتمنى ان تحل المشكلة
      من الجذور حيث لا نريد ان ترجع لنا هذه المشكلة
      مرة اخرى بعد عشر سنوات و يظهر لنا جيل آخر
      يطالب بنفس المطالب و يكبر اولادنا بعد عشر سنوات و يفهمو ما كان يحدث فى بالبلاد قبل عشر
      سنوت

    • زائر 5 | 12:27 ص

      بعض الأمل..

      الأستاذة الفاضلة ، إن مصداقيتك ونزاهة ضميرك تتأكد لنا في كل مرة من خلال طرحك المتوازن ، مهما اختلفنا معك في توصيف او تشخيص بعض الأحداث التي مرّت او تمر، إلا اننا نكن شعور كبيرا لك بالاحترام والتقدير لأننا نجد فيك الانصاف وقول الحق دون مداهنة، في الحقيقة نحن نشفق عليك لأنك كمن يمشي في حقل من الألغام، إذ انني افهم ان كتاباتك مهما كانت متوازنة ومنصفة إلا انها قد تغضب عليك بعض "طرفي النزاع" مع ذلك نرجو وندعو لك ان تستمري لأنك عنصر من عناصر الأمل المتبقي! والله المسدّد والموفق.

    • زائر 3 | 12:09 ص

      سلمت يداك استاذه مريم

      "هذا الانتصار ليس بين دولتين وليس بين شعبين، بل هو بين جميع أطياف المجتمع البحريني وبين الحكومة، ولا نريد أن تستمر الأزمة سنوات، وخاصة أننا سنقارب السنة على ما يحدث ومازال يحدث في البحرين."

      نعم يجب ان يفكر الطرفين بعقلانيه ويجلسو على طاولة الحوار من اجل الوطن وكما اسلفتي لايوجد منتصر في هذه الازمه فكلنا نعيش على نفس الارض الطيبه ارض ابائنا واجدادنا .

اقرأ ايضاً