مرت أمس (السبت)، الخامس والعشرون من شوال، ذكرى وفاة الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع)، مؤسس مدرسة فقهية عريقة في التاريخ الإسلامي.
وُلد الأمام سنة ثمانين للهجرة (699 م)، وتوفي سنة مئة وثمانية وأربعين (765 م)، وعاصر آخر خمسة خلفاء أمويين، وأول خليفتين عباسيين (السفاح والمنصور). في هذه الفترة الانتقالية المضطربة انشغل القوم بالسياسة والحروب، وانشغل الإمام بتأسيس مدرسته الفقهية التي ستبقى شامخةً على جبهة الدهر. كانت فترة انتقالية، بين دولة تترّنح وتميل نحو الغروب، ودولة مشغولة بتدعيم أركانها في الأرض.
لم تكن هذه المدرسة وليدة صدفة تاريخية عابرة، بل كانت امتداداً لسلسلة ذهبية تبدأ بالإمام علي (ع)، وتنحدر في ذريته من أئمة البيت النبوي الشريف، الذين ظلوا مهوى قلوب المسلمين وطلاب العلم والفكر والحقيقة. ويقدّر بعض المؤرخين عدد مريديه بأربعة آلاف طالب، من مصر واليمن وخراسان وغيرها، وكان من بينهم بعض أئمة المذاهب، فضلاً عمّا روي عنه من مناظرات مع كبار علماء الأديان الأخرى. وتروى له مناظراتٌ مع بعض الملاحدة حيث بدأت تنتشر بعض الأفكار الإلحادية في بداية فترة الانفتاح على الثقافات الأخرى، وكان يجلس معهم ويتبسط في مناقشتهم، ويضرب لهم الأمثال.
ناقش بعض أئمة القياس، وبعض رؤوس المعتزلة مثل عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء، وبعض أقطاب الفكر الإلحادي مثل ابن أبي العوجاء. وحين سأله أحدهم واسمه أبوشاكر الديصاني: ما الدليل على حدوث العالم؟ دعا ببيضة وحملها في راحته وقال: «هذا حصن ملموم داخله غرقئ رقيق يطيف به كالفضّة السائلة والذهبة المائعة، أتشكّ في ذلك»؟ فأجابه الديصاني: لا شكّ فيه، فقال: «ثمّ إنّه ينفلق عن صورة كالطاووس، أدخله شيء غير ما عرفت؟ قال: لا. قال: فهذا دليل على حدوث العالم...» في حديث ممتع طويل.
روى عنه كثيرٌ من كتّاب الحديث من السنة والشيعة على السواء، وكان مالك بن أنس يقول عنه «حدّثني الثقة بعينه»، و «ما رأت عين، ولا سمعت أذن، ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق، فضلاً وعلماً وعبادةً وورعاً».
وقد ورد من أوصافه انه «ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيض الوجه، له لمعانٌ كأنه السراج، أسود الشعر، أشم الأنف قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا مزهراً، وعلى خده خالٌ أسود». وهو أطول أئمة أهل البيت عمراً، وأكثرهم آثاراً، فقد ترك وراءه تلامذةً نابهين أسهموا في النهضة العلمية التي شهدتها الحضارة الإسلامية في العصر العباسي الأول، لعلّ أشهرهم أبو الكيمياء الشهير جابر بن حيان، فضلاً عن إسهاماته في الطب وعلم الكلام والتفسير والفلسفة والحديث، مع توجيه الكتابة في مجال التاريخ على أسس علمية وموضوعية. ولا ننسى أن عصر الترجمة لم يبدأ إلا بعد أكثر من نصف قرن من تاريخه، وأن المذاهب التي نعرفها الآن، لم تتبلور بعد، وإنّما حدث ذلك بعد مرور قرن من ذلك التاريخ، حين أصدر الخليفة المتوكل مرسوماً يقصر المذاهب على أربعة من بين أكثر من خمس عشرة مدرسة فقهية كانت شائعةً آنذاك.
عاش الإمام الصادق خمسين عاماً من عمره في ظل الدولة الأموية، أي انه عاصر نصف عمرها، وكان شاهداً حياً على تقلباتها الحادة وصراعاتها العنيفة. ولم يكن مثله بعيداً عن السياسة، فقد كان يتابع ما تتفجّر به الساحة من ثورات وحركات احتجاج، كردود فعل طبيعية على النكوص العام عن النهج الإسلامي الذي بشّرت به الرسالة الجديدة أمم الأرض.
لم ينغمس في السياسة بالكامل ولم يكن بعيداً أو منعزلاً عنها، فقد كان يراقب ربيع الثورات آنذاك وقد انتشرت في مشرق العالم الإسلامي ومغربه، بعضها تزعمه ثوارٌ من العلويين، وبعضها تزعمه ثوارٌ مما عرف بالخوارج، وتمت مواجهتها جميعاً بقمع شديد، تركت ندوباً عميقةً في الوجدان الإسلامي العام لعقود طويلة.
كانت له رؤيةٌ خاصةٌ في قراءة التحوّلات التاريخية الكبرى، ربما تقوم على استذكار وصية جدّه النبي (ص) لعليٍّ: «إن إزالة الجبال الرواسي أهون من إزالة مُلك لم تنقض أيامه». وربما كان ذلك تفسيراً لالتزامه موقف المراقب من بعيد. فالخلافة العباسية الجديدة التي عرفته قريباً من الحركة، أخضعته مراراً للاستجواب، ودسّت عليه من يمتحنه دون جدوى، ومع ذلك ظلّ الخليفة المنصور يتتبعه ويترصّده حتى قدّم إليه السمّ، لينهي حياةً كلها علمٌ وفكرٌ وصفاءٌ وتُقى
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3305 - السبت 24 سبتمبر 2011م الموافق 26 شوال 1432هـ
مسجد الصادق فى الجفير
هل تعلم و تصدق أن أهل السنة و الجماعة يجلون و يحبون ال البيت و الامام الصادق رضوان الله عليهم اجمعين و الدليل مسجد جامع فى الجفير فى منطقة السنة و الهولة اسمه " مسجد الصادق "
المصلي
قال رسول الله ص ( مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها أوتركها غرق وهوى فمن مثلهم وقد ذكرهم وخصهم الباري في محكم كتابه وعظيم خطابه بآيات بينات منها آية التطهير- وآية المباهلة - وآية المودة - وآية الولاية- وآية التبليغ - وسورة الأنسان الى غيرها من الآيات التي نزلت في حق أهل البيت ع ومن مثلهم وقد خلق الله أنوارهم قبل أن يخلق آدم باثنى عشر ألف عام كما في الحديث ومن مثلهم وقد أوجب الله ولايتهم ومحبتهم وفرض طاعتهم على كل انسان وجعل ولايتهم شرطا أساسيا في قبول الأعمال والعبادات
الصادق وما أدراك بالصادق (ع)
الموضوع فوق الممتاز وكل ما قرأته وأعرفه من العلماء الأجلاء عن مولاى الامام بأن لا مكان للشوفينيين والنازيين فى مدرسة الامام . وأرجو أن يهدى ال .. كل من يريد أن يلصق بهذه المدرسة كل هذه الأفكار واتجاهات لهذه المدرسة الربانية .
من أقوال الإمام جعفر الصــــــــــــادق عليه السلام .......... ام محمود
*إذا كان الزمان زمان جور وأهله أهل غدر فالطمأنينة إلى كل أحد عجز.
*الذنوب التي تغيّر النعم: البغي. والذنوب التي تورث الندم: القتل. والتي تُنزل النقم: الظلم. والتي تهتك الستور: شرب الخمر. والتي تحبس الرزق: الزنا. والتي تعجّل الفناء: قطيعة الرحم. والتي تردّ الدعاء، وتظلم الهواء: عقوق الوالدين.
*احذر من الناس ثلاثة: الخائن والظلوم والنمام لأن من خان لك سيخونك ومن ظلم لك سيظلمك ومن نمَّ إليك سينم عليك.
*عالم أفضل من ألف عابد وألف زاهد وألف مجتهد.
*مجاملة الناس ثلث العقل.
نعم صدق رسول الله ياسيد
لواجتمع اهل اليمن على ازاله جبالهم لخلص الموضوع دون هدر قطره دم كما لو اجتمع الليبيين على ازاله سلسه جبال ليبيا لجعلوها ارض مبسوطه في نصف الفتره التى استغرقوها لشلع القذافي وازلامه
يا صادق آل محمد
سلام عليك امامي
الاصلاح خير
كانت له رؤيةٌ خاصةٌ في قراءة التحوّلات التاريخية الكبرى، ربما تقوم على استذكار وصية جدّه النبي (ص) لعليٍّ: «إن إزالة الجبال الرواسي أهون من إزالة مُلك لم تنقض أيامه».
سلمت يداك
السلام عليك يا إمامي الصادق يا بحر العلوم يوم ولدت ويوم واستشهدت ويوم تبعث حياًً.
شكراً لكم
ليس على مزاج الكاتب...!
إذا كتبت مقالا عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) فإن الكاتب لايسعه إلا أن يكتب الروائع و أن حاول الكاتب غير ذلك سيخونه القلم و سيخرج علوم و جمال و جواهر.
لاشلت يداك يا سيد قاسم...
العالم....
الامام الصادق(ع) عالم ومؤسس لعلوم شتى منها الرياضيات والكيمياء والذرة ولكن جهل الكثيرون من المسلمين دلالة واضحة على إخفاء نوره ظلماً وعدواناُ-وإلا ما الغرض معرفة جابر بن حيان من قبل الجميع بينما الامام الصادق(ع) فلا يعرفه إلا أتباعه والنزر القليل من الطوائف الاخرى!!!(ظلم التاريخ)!!!.
الامام الصادق(ع) استاذ العلماء وائمة المذاهب
شكرا لك
حقا انه معلم العلماء
يا جعفر بن محمد الصادق
السلام على مؤسس المذهب الجعفري
وعظم الله اجوركم بذكرى مصاب ابي عبدالله الصادق
بوعلي
رحم الله والديك سيد .. وثبتك الله على ولايتهم .
رائع
رائع يا استاذ مقالك وشكرا لكم