السفر ظاهرة إيجابية تغلب على الكثير من الخليجيين والذين يقصدون خلاله الأماكن السياحية في الدول العربية والأوروبية وهناك من يفضل زيارة الأماكن الدينية التي تضم مزارات وعتبات مقدسة ومنها سورية وإيران والعراق. ويضم المجتمع البحريني عدة أذواق فيما يخص وجهات السفر، فالبعض يميل إلى زيارة الأماكن الدينية والعتبات المقدسة، والبعض الآخر يرى راحته في زيارة دول شرق آسيا والدول الأوروبية للترفيه والاستجمام.
وقد كان للأزمة السياسية التي عصفت بالبحرين منذ 14 فبراير/ شباط 2011 وقعٌ كبيرٌ على مستوى رحلات السفر، وسجلت غالبية مكاتب السفر والسياحة خسائر مالية ضخمة خلال الأزمة بسبب توقيف رحلات الطيران إلى إيران والعراق ولبنان، فضلاً عن إغلاق جسر الملك فهد أمام حركة السفر، وقد وصلت خسائر أحد مكاتب السفر والسياحة إلى 500 ألف دينار بسبب توقف الرحلات البرية من خلال حافلات النقل، فضلاً عن توقيف الرحلات إلى إيران.
من جانبه، قال المواطن جاسم الكنكوني إن أكثر وجهات السفر المفضلة للبحرينيين هي مناطق جنوب شرق آسيا وتركيا، مشيراً إلى أنه يهوى السفر إلى الدول الأوروبية وذلك بسبب ارتفاع الأسعار في العالم، إذ أصبح لا يوجد فرق بين وجهات السفر الأوروبية.
وأرجع الكنكوني سبب رغبته السفر إلى أوروبا، إلى أن "الدول الأوروبية هي أكثر شمولية من ناحية توافر السواحل الجميلة بالإضافة إلى عراقة الماضي وتوافر آخر الاختراعات التكنولوجية".
وفيما يتعلق بما إذا تأثرت حركة السفر خلال الفترة الماضية بسبب توقيف حركة الطيران إلى العراق وإيران ولبنان، أفاد بأن الحركة تأثرت بسبب وجود بدائل أخرى أمام المواطن من ضمنها تركيا، ماليزيا، وتايلند.
واتفق المواطن محمود الشعلة مع رأي الكنكوني بشأن وجهات السفر المفضلة لدى البحرينيين، وأفاد بأن الكثير من البحرينيين عمدوا في الفترة الأخيرة إلى الاتجاه نحو السفر إلى الدول الأوروبية وشرق آسيا.
وذكر أن وجهات السفر تختلف بين فئات المجتمع البحريني، فهناك من يُقبل على زيارة الدول العربية للسياحة الدينية ومن ضمن هذه الدول سورية، إيران، والعراق، والغالبية يقصد الدول الأوروبية وشرق آسيا.
وأوضح الشعلة أن الدول الأوروبية تمتاز بالمعالم الحضارية والطقس البارد فضلاً عن أجوائها المهيئة للسائح الخليجي، وخصوصاً أن الكثير من البحرينيين يهربون من حرارة الشمس إلى الدول الباردة في أوروبا.
ولم يخفِ أن حركة السفر تأثرت خلال الفترة الماضية بسبب توقيف حركة الطيران إلى العراق وإيران ولبنان، إلا أن ذلك لم يمنع الكثير منهم من السفر إلى دول بديلة كأوروبا التي تشهد طلباً متزايداً عليها.
إلى ذلك، قال عقيل عبدالرحيم إن الوجهات المفضلة لدى البحرينيين من أجل السياحة الدينية هي سورية وإيران والعراق، من أجل زيارة الأماكن المقدسة والعتبات الدينية فضلاً عن الترفيه في الأماكن السياحة في تلك الدول.
وذكر عبدالرحيم أن توقيف حركة الطيران إلى العراق وإيران ولبنان كان له الأثر الكبير في التأثير على حركة السفر لتلك الدول، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية في الفترة الماضية، وأوضح أن أكثر المواطنين يقصدون دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصاً سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة.
من جانبه، أفاد صاحب مكتب الحرم للسفر والسياحة سيدإبراهيم عيسى بأن المكتب سجل خسائر مالية كبيرة بسبب توقيف حركة الطيران إلى العراق وإيران ولبنان خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن خسائر المكتب منذ بدء الأزمة السياسية تقدر بأكثر من 30 ألف دينار.
وأوضح عيسى أن الوجهات المفضلة حالياً للسفر هي العمرة والمدينة المنورة، على اعتبار أن هذه الأماكن الدينية الأرخص لدى الكثير من البحرينيين وخصوصاً محدودي الدخل، منوهاً إلى أن المكتب ينظم فقط الرحلات السياحية الدينية إلى دول منها سورية، إيران، والعراق، مشيراً إلى أن المكتب يواصل تسجيل الحجاج لموسم الحج لهذا العام.
ونقل عيسى معاناة المكاتب السياحية جراء توقيف حركة الطيران إلى إيران، قائلاً: "تسبب ذلك في الكثير من الخسائر لدى مكاتب السفر والمسافرين، إذ يكون السفر حالياً إلى إيران عن طريق مطار الدمام أو الدوحة، هذه الخسائر ليست على مكاتب السفر والمسافرين فحسب بل تطال مؤسسات البلد بالكامل كشركة طيران الخليج".
من جهته، أكد مسئول مكتب النصر للسياحة والسفر سيدمصطفى الدرازي أن خسائر المكتب التي تقدر بأكثر من 500 ألف دينار منذ مارس/ آذار الماضي، وذلك بسبب إغلاق جسر الملك فهد أمام المسافرين البحرينيين ووقف الرحلات الجوية إلى إيران.
وأشار إلى أن الأزمة السياسية تسببت في توقف عمل المكتب كلياً كما توقف 20 باصاً، ما تسبب في توقف رواتب الموظفين لمدة شهرين.
وعلى صعيد السفر إلى إيران، أوضح الدرازي أن المكتب لديه رحلتان أسبوعياً إلى إيران، إذ إن المكتب متعاقد مع أحد مباني السكن لإيجار المبنى في فترة العروض التي لديهم، وتوقف الطيران تسبب في خسارة المبالغ المدفوعة من دون فائدة.
ولفت إلى أن أكثر وجهات السفر المفضلة للبحرينيين هي الرحلات السياحية إلى ماليزيا وسيريلانكا ودول شرق آسيا، مرجعاً ذلك إلى أنها أقل كلفة من الدول الأوروبية.
وأشار إلى أن الدول العربية ما عادت هدفا إلى البحرينيين، وأضاف أن السفر إلى دول الخليج يقتصر على سلطنة عمان وتحديداً صلالة
العدد 3304 - الجمعة 23 سبتمبر 2011م الموافق 25 شوال 1432هـ
منورين
الكنكوني والشعله منورين ،