وصلت لمرحلة من الإحباط عندما انقطعت سبل عودة اللاعبين الموقوفين المنتظرة منذ مطلع شهر رمضان الماضي، فقد كنت أسمع حينذاك بأن القرار بيد المسئول الفلاني وسيعود خلال أيام ليعلن رفع الإيقاف، ومر شهر رمضان ومرت معه إشاعات لم تصدق، حتى جاء يوم 8 سبتمبر/ أيلول الجاري وهو يصادف (يوم الخميس)، عرفت منذ مطلع ذلك الأسبوع بأن الخبر السعيد للرياضيين سيكون في هذا اليوم، اتصل بي أحدهم يسألني عن الجديد، قلت له 8 سبتمبر، قال لي «هذا ليس أول تاريخ يشاع، ويبدو أنه كسابقه، لقد مللنا».
جاء يوم 8 سبتمبر، وجاء معه الخبر السعيد فعلاً، لم يكن كسابقه، كان يوم كسر الجمود حول الملف الذي ظل معلقا أياما طويلة من دون داع في وجهة نظري الشخصية، كنت أتمنى عودة الجميع لرياضتهم في أسرع وقت ممكن، لأن «تمطيط القضية» يوما واحدا يكلف رياضتنا الكثير، فالسياسة ما ان تدخل البيت الواحد (العائلة الواحدة) إلا وأفسدتها، فما الحال والسياسة تدخل وسط مجتمع كبير من المجتمعات الرئيسية في البلد الواحد.
بأمانة، وإن كنت قد وصلت لمرحلة من الإحباط، إلا أنني لم أفقد الأمل في عودة الرياضيين قبل الموسم الجديد 2011/2012، ففي قناعتي أن العودة إن لم تكن اليوم ستكون غدا لا محالة، إلا أن ما كان يراودني ولعله يراود كثيرين ممن يحبون الخير لهذه الرياضة، هي المرحلة التي تلي مرحلة العودة، وهي مرحلة رأب الصدع الذي أصاب الرياضة جراء الأحداث السياسية، فهذه المرحلة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها ويفترض التعامل معها حتى لو لم تكن المعالجة بصورة علنية.
في قناعتي، إن قرب موعد دورة الألعاب الخليجية في البحرين خلال الشهر المقبل، فرصة مناسبة لقطع مشوار طويل في إطار المعالجة التي أتحدث عنها على كل المستويات من جانب، وفرصة مناسبة لتهيئة الأجواء للموسم الجديد من جانب آخر، وبالتالي يفترض استغلال هذا الاستحقاق الخليجي بما يحقق ذلك، وبما يضمن نجاح (البحرين) تنظيميا وجماهيريا وإعلاميا وحسابيا (النتائج) كذلك، وهذا ما تحدثت فيه في مقال الأسبوع الماضي (الألعاب الخليجية... مسئولية مشتركة).
تصورت أن ملف الرياضة وعلاقتها بالأحداث السياسية قد انتهى مع عملية الإفراج والإذن بعودة الرياضيين الذي أطلقه رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في لقائه برؤساء الأندية، ويبدو أن الملف لم ينته، مع تحويل 61 رياضيا إلى المحاكم المدنية على خلفية المشاركة في مسيرة الرياضيين، ما يعيد الوضع للمربع الأول كما ذكر الزميل العزيز محمد مهدي.
أدعو الشخصيات الخيرة من المسئولين في الرياضة الذين اجتهدوا من أجل عودة الرياضيين الموقوفين إلى التحرك من جديد، لإخراج الرياضة من خندق السياسة المظلم والذي لن يزيد رياضتنا إلا تراجعا، وهي التي مازالت في مرحلة البناء في العهد الجديد لها والذي نأمل أن يكون مشرقا في المستقبل القريب بظهور نتائج الاستراتيجية الجديدة التي تتبناها اللجنة الأولمبية البحرينية.
آخر السطور
المفسدون كثر، يعتقدون بأنهم خلف الأنظار وفي الواقع ان تصرفاتهم مكشوفة ومعروفة للعامة، مثل هؤلاء الناس سيسقطون عاجلا أم آجلا كما تسقط ورقة التوت، لأنه لا يصح إلا الصحيح والشر أن بقي يوما أو أكثر فإنه ليس أبديا، كم هو رائع أن تكون ذكرى طيبة أمام الناس (...)
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3303 - الخميس 22 سبتمبر 2011م الموافق 24 شوال 1432هـ
المكارثية البغيضة ..
حال منتحباتنا صارت تكسر الخاطر بعدما طالتها المكارثية البغيضة