العدد 3303 - الخميس 22 سبتمبر 2011م الموافق 24 شوال 1432هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

ضياع الأبناء... بين التفكك الأسري والعنف الأسري!

الطلاق هو إنهاء للحياة الزوجية بصورة دائمة ونهائية، ولكن ما الأسباب وما النتائج؟

إن المسئولية الملقاة على عاتق المجتمع إنما هي مسئولية جسيمة وعظيمة إذا ما أخذنا في الاعتبار ضرورة المحافظة على الرعاية السليمة للأطفال والناشئة لضمان أن ينشأوا نشأة سليمة يستفيد منها المجتمع.

كثيراً ما نجد حالات يكون فيها الطفل يتيم الأبوين بينما هما على قيد الحياة! وهذا يحدث في الحالات التي ينعدم فيه الدور الرئيسي للوالدين تجاه أبنائهم!

أين يجد الطفل الابتسامة والضحكة؟ أنتم يا أولياء الأمر قللتم فرصها بتقصيركم في أداء الواجبات المناطة بكم! ما ذنب هذا الطفل أن يعيش عالماً مليئاً بالصراعات الداخلية نتيجة انهيار لبنة الأسرة الأولى، ما ذنبه أن يحمل روحاً عدوانية تجاه الأبوين والمجتمع بأسره؟!

ويحدث في حالات كثيرة أن ينتقل الطفل من مقر الأسرة المتفككة والمنهارة إلى العيش مع زوجة أبيه أو زوج أمه، ما يجعله عرضة لحالات اضطراب نفسي ويتحتم على الطفل وفقا لهذا الوضع الجديد، أن يتكيف مع بيئات ثقافية واجتماعية متباينة، ما يؤثر سلباً على شخصية الطفل بصورة كبيرة بحيث يخلق منه شخصية مهزومة ومتأرجحة ويجعل الطفل بالتالي يعقد مقارنات مستمرة بين أسرته المنهارة المتفككة وحياة الآلاف من الأسر من زملائه الذين يعيشون مثل سنه مع آبائهم وأمهاتهم ما يولد لديه شعوراً بالإحباط!

وأرجح بل أكاد أجزم أن معظم الحالات يكون سببها الزوجان أو أهاليهما أو كلاهما معاً! من خلال عدم التوافق العاطفي أو الثقافي أو الزواج غير المدروس من كلا الطرفين، أو عدم رضا أحد الطرفين عن الآخر أو عدم التنازل عن بعض الحقوق والمطالب، متناسين ضرورة مراعاة جانب الحفاظ على الرعاية السليمة والآمنة للأبناء بدل أن يعيشوا وسط أمواج متلاطمة من الخلافات والنزاعات والتشتت الذي سينعكس حتماً بالسلب على الأبناء!

وأقول لكم أيها الزوجان... أتقوا الله في أنفسكم، فإن لم تتفقا واختلفتما، فإن العاقبة حتما ستكون وخيمة، لأن الأطفال بعد اختلافكما سيواجهون مآسي كثيرة ومخاطر اجتماعية متعددة قد لا تحمد عقباها، وقد تجلب للمجتمع مفاسد وأضرارا هو في غنى عنها... وختاماً أذكركم بأن «أغعض الحلال عند الله الطلاق»!

سمراء القصير


إذا شككتَ في مودة إنسانٍ فاسأل قلبك عنه

من الحكايات القديمة التي يتناقلها الصينيون منذ زمن طويل أنّ فتاة تزوجت وسكنت مع زوجها ووالدته في منزل واحد، ونتيجة لتباين شخصية الزوجة مع أم زوجها (عمتها) بدأت الاختلافات والخناقات تشتد يوماً بعد يوم وتحول المنزل إلى جحيم لا يُطاق، وبالطبع كان الإجهاد والتعاسة الدائمة من نصيب الزوج المسكين. وفي لحظة ضعف إنساني قررت الزوجة التخلص من أم زوجها! فذهبت إلى أحد باعة الأعشاب ويدعى (مستر هوانج) وطلبت منه أن يمدها ببعض الأعشاب السامة التي تمكنها من التخلص نهائياً من أم زوجها! فكر هوانج في الأمر وأبدى استعداده لمساعدتها لكن بشرط أن تفعل ما يريده منها وتنفذه حرفياً، وافقت الزوجة على شروطه فذهب هوانج إلى غرفة خلفية ثم عاد ومعه علبة بها سائل على شكل قطارة، وأخبرها أنّ هذا سمّ ليس سريع المفعول ولكنه قاتل لا محالة، وقال لها إنّ الهدف من ذلك حتى تكون في مأمن ولا تحوم حولها الشكوك! ومن ضمن الخطة أن تجهز بين فترة وأخرى طبق من الدجاج أو اللحم وتضع فيه قليل من هذه القطارة وتقدمه إلى عمتها، وقال لها إنّه وحرصاً على السرية وإبعاد الشبهات يجب أن تُحسّن علاقتها بعمتها وتطيع كل رغباتها وتعاملها كملكة.

أخذت الزوجة العلبة معها وذهبت مسرعة إلى البيت وتذكرت ما قاله لها هوانج فغيرت طباعها ونظرت إلى عمتها بابتسامة اجتهدت أن تكون صادقة وعاملتها كما لو كانت أمها، وتجنبت الجدال معها، وشرعت في عمل الأطباق اللذيذة مع وضع قطرات من السائل في طبقها، بعد فترة تغير قلب العمة وبدأ يخفق بالحب لزوجة ابنها وراحت تفتخر بها وتذكرها عند الأهل والأصدقاء وتقول عنها إنها أفضل زوجة توفق ابنها في نيلها!

طبعاً تغير جو البيت ومال إلى السعادة وبدأت الابتسامة تعلو وجه الزوج وتحسنت صحته كثيراً فما كان من الزوجة إلا أن ذهبت إلى بائع الأعشاب مرة أخرى وهي في غاية الارتباك والقلق، وطلبت منه أن يساعدها وبسرعة في منع السمّ من قتل عمتها، وقالت له إنها امرأة لطيفة وإنها تحبها مثل أمها! ابتسم مستر هوانج وقال لها «أنا لم أعطِك سمّاً على الإطلاق وإنّ محتويات العلبة ما هي إلا قليل من الماء! هذه نهاية حكايتنا.

ولكن قبل أن نتطرق إلى المدلول النفسي والاجتماعي من هذه القصة، يحضرنا حديث رسولنا الكريم الذي يحث فيه المسلمين على طلب العلم ولو في الصين، هذا الحديث حسب بعض الآراء ليس مجرد مجازاً للبعد والمستحيل والمشقة ولكن ربما توجد رسائل أخرى يريد الرسول إيصالها للمسلمين، حيث إن كلام الرسول ليس كلاماً عادياً فهو لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى. فالصين دولة ذات حضارة عريقة ولها علاقة بالعرب قبل الإسلام بقرون وقرب ظهور الإسلام، كما إنّ لها الأسبقية في الكثير من الاختراعات، وقد اشتهرت الصين بظهور الكثير من الحكماء الذين تبحّروا في بعض العلوم كما برع الصينيون أيضاً في إدراك بعض فلسفة الحياة وحكمتها والحكم الصينية بدأت الآن في متناول الكثير من الناس وكلها تتكلم عن الإنسان وكيف يكيّف نفسه مع هذه الحياة بحلوها ومرّها.

وما هذه الحكاية إلا ولوجاً في دخائل النفس البشرية وتقلباتها، وإنّ الإنسان إذا أراد محبة الآخرين له يجب عليه أن يحب الآخرين.

وقد اعتبر الإسلام الكلمة الطيبة صدقة، لأن للصدقة تأثيراً مزدوجاً على المتصدِّق والمتصدَّق عليه، أيضاً لماذا اعتبر الإسلام التبسم في وجه أخيك المؤمن صدقة؟ لأن للابتسامة مفعول السحر خاصة إذا كانت صادقة ونابعة من القلب، وأكثر ما يحث عليه الإسلام هو جمع القلوب لا تفريقها لأن القلوب إذا تنافرت يصعب جمعها (إن القلوب إذا تنافر ودّها ...شبه الزجاجة كسرها لا يجبر) وكمثال على تقلبات النفس البشرية يحدّثنا تاريخنا الإسلامي كيف عالج رسولنا الكريم خصلة البخل عند بعض المسلمين!

هذه الصفة الدميمة الموجبة لهوان صاحبها ومقته وهي الخصلة التي يصعب على المبتلى بها بذل حتى القليل من أمواله والتصدق بها على المحتاجين، عالجها بمجموعة من أقواله الشريفة منها الحديث الشريف «تصدقوا ولو بشق تمرة» هذه الوصفة أتت مفعولها عندما استهان بعض المسلمين البخلاء بالتصدق بشق تمرة وقالوا سنتصدق بتمرة كاملة! ولكن عندما لاحظوا نظرات الرضا والدعاء الصادر من المتصدَّق عليه بدأ مفعول هذه الوصفة يأخذ تأثيره في النفوس وتخلص الكثير من البخلاء من هذه الخصلة الذميمة، فخصائص النفس البشرية غريبة، فكما تغيّر قلب بطلة حكايتنا تجاه أم زوجها بحكمة بائع الأعشاب تتغير الكثير من القلوب المقفلة إذا عُرفت أنواع مفاتيحها.

وتراثنا الإسلامي مليء بمثل هذه المواعظ والوصفات، وخلاصة مقالنا إنه إذا أردت أن تنفتح قلوب الناس تجاهك فحاول أن تفتح قلبك أنت للناس وأزل عنه جميع الرواسب الضارة ثم ازرع ما تشاء فستحصد ما تريد.

حسن الوردي


ذكرى باهتة

ظلام باهت، ظلام ليس له لون!

هوَ مثل قلبها، يدون ذكراها بتعفن!

تضحك، ولكن لا صدى!

تتجرأ بكلامها وتصمت... أسلوبٌ لاذع...

ذكريات ليست بمهمة، خانقة، وترهب الملامح!

تتسلل في لغتها الحائرة... تحزن عندما تجرح قلباً

ولا تمثل دور الحزن عند جرحها!

وتقلدُ دور الأعمى في مواقفها...

تنصح وتنسى النصائح لها...

تأخذ دور الحب على نغمةَ الملل...

كوني لغةً رائعة لا فيلسوف مملاً...

يتدلى في الروح وتشهق... إلى العشق وللأبد!

إسراء سيف


وش اللــي يجبــرك ع المُــر

إبــزمان الحكــمة قالوها مَثـــــل عابــــر مع الأمثال

وش اللي يجبرك ع المُر غير اللي أمر وأقشر

وراي أعدائي بالسكين وقدامي بحـــر وأهوال

ولا لي إييد أصــد ابها عــدوي أو بها أبحــر

عدوي دوسة العزة بحوري صَبر وطــولة بــــــال

أموت بلسـعة الأول وبالثاني بعـــد أخسَر

أغص وما هو من حولي سوى كاس الجمر قتـَال

يا إمــا أشرب الذِلة أو إني بالعــذاب أصبـر

دخيلك يا زمن تكفى وتكفى بس تهز إرجـــــال

قبَــلت المُر لكنـــي عَجَزت أختار هالأمـرَر

في هالمرين تتساوى قشارة واقعي المحتال

عدوي يرصــد ابـضعفي وبَـــحري جايــع وينــــــطر

ضعيفة وزاد في وهني حيرة في الجسد تغتال

عَجَزت أختـــار يا دنيــا في هالمرين أرسى أبــمُر

صحيح اللي جَبَر نفسي على ضَعفي صعب ينقـال

صحيح إني بَـتـرت إيدي قبل ما دنيتي تِبتِــر

وجيت ألجأ ولكـن المَثل صَعّب عــلي الحـــال

وش اللـي يجبرك ع المُـر غير اللي أمَر وأقشَر

بنت المرخي

العدد 3303 - الخميس 22 سبتمبر 2011م الموافق 24 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً