بيد أنه على رغم هذه التغييرات الإيجابية جداً، فيسير التقدم نحو تحقيق الأهداف المحددة المتفق عليها في إعلان باريس بوتيرة أبطأ بكثير مما كان متوقعاً؛ بل وما هو أكثر من ذلك، بقدر أكبر من عدم التساوي في جميع أنحاء العالم.
وعلى سبيل المثال، في حين أوفت عديد من البلدان النامية بالتزامات تحسين سبل إدارة الأموال العامة، لا تزال عديد من الجهات المانحة لا تستخدم مثل هذه النظم. وأضحى من الواضح أن هناك حاجة إلى المزيد من الجهود لمواجهة تحديات عالم اليوم الإنمائية الملحَّة.
فقد تغير العالم بشكل جذري منذ كانت المساعدات على ماكنا نعرفها قبل نحو 60 عاماً. وأصبح المشهد العالمي اليوم مليئاً بالوقائع سريعة التطور.
وشهدت العقود القليلة الماضية ارتفاعاً كبيراً في عدد المنظمات والدول التي تدعم التنمية، في حين تقدم البلدان متوسطة الدخل والاقتصادات الناشئة المساعدة الإنمائية مباشرة، وعلى نحو متزايد، خارج إطار النماذج التقليدية في الماضي.
وبالمثل، هناك الآن المزيد من منظمات المجتمع والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخاصة والشركات والجهات التي تحرص على ترك بصماتها على المشكلات العالمية الملحَّة.
وفي حين تقدم هذه الجهات تمويلاً جديداً، جنباً إلى جنب مع أساليب وأفكار يمكن أن نتعلم منها، فإن الملعب أصبح مزدحماً، وكثرت التحديات التي تواجهها البلدان النامية.
بالإضافة إلى ذلك، تتطلب القضايا عبر الوطنية - مثل الصحة والأمن والعمالة والهجرة وانعدام الأمن الغذائي والتغيير المناخي - استجابة منسقة؛ بل وإرادة سياسية قوية لمعالجتها
العدد 3303 - الخميس 22 سبتمبر 2011م الموافق 24 شوال 1432هـ