أكثر من مرة سمعنا الرئيس الأميركي باراك أوباما يتحدث عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة القادرة على الحياة وعلى حدود 1967م.
كما سمع العالم كله الوعود المكررة من الرئيس الأميركي بأنه سيكون مع هذا الخيار، وأنه شخصياً سيعمل على تحقيقه لكونه حقاً مشروعاً للفلسطينيين، ولا يمكن لأميركا تجاهله. لكن تلك الوعود تذهب سريعاً أدراج الرياح ولا تصبح هناك قيمة لكل ما قاله الرئيس الأميركي إذا كانت «إسرائيل» لا ترغب في تحقيقه! بل إن الرئيس ينقلب على عقبيه ويبذل قصارى جهده لكي لا يفعل الفلسطينيون أي شيء في سبيل تحقيق حقهم المشروع، ويرسل رجاله تباعاً للرئيس الفلسطيني لكي يثنوه عن الذهاب للأمم المتحدة وليبقى حيث هو ينتظر إملاءات الصهاينة وتحقيق رؤيتهم للدولة الفلسطينية.
ومع أن الأميركان يعرفون جيداً أن الصهاينة وحدهم، هم من يقف في وجه أي مشروع جاد للصلح والسلام مع الفلسطينيين، كما يعرفون أيضاً أن الصهاينة وحدهم هم من ينقض كل قرارات الأمم المتحدة فيتوسعون في الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، كما يستمرون في محاصرة الشعب الفلسطيني والتضييق عليه في سائر شئون حياته، والاعتداء على حرية أبنائه، ومع هذا فإن الأميركان كانوا ومازالوا يقفون إلى جانب الصهاينة في كل جرائمهم بل ويبررون لهم أفعالهم الإجرامية.
الصورة الآن أن الفلسطينيين سيتجهون إلى الأمم المتحدة لأنهم لم يجدوا أي طريق آخر، ولن يخسروا شيئاً لأنهم خسروا كل شيء. والشيء الآخر أن هناك دولاً كثيرة ستعترف بالدولة الجديدة، وهذا سيشكل إحراجاً حقيقياً للأميركان الذي يتظاهرون دائماً بوقوفهم إلى جانب حق الشعوب في الحياة الكريمة، فإذا جاء الحديث عن الشعب الفلسطيني انحرفوا بشدة عن مسارهم السابق ورفعوا «الفيتو» مراراً وتكراراً، تأييداً للظلم الإسرائيلي وتناسوا كل مبادئهم المزعومة!
الرئيس الأميركي يبحث عن مصالحه، فالانتخابات على الأبواب، وتأثير اللوبيات اليهودية عليه سيكون واضحاً، ولهذا فهو يعمل على استرضائهم بكل السبل، ولتذهب حقوق الفلسطينيين إلى الجحيم، فالعرب كلهم لا قيمة لهم في رأيه! ولكن يبقى أن نتساءل نحن الشعوب العربية: ماذا ستفعل حكوماتنا العربية إزاء ذلك الاستخفاف بمشاعرنا وحقوقنا؟ لماذا تتحرك «إسرائيل» في كل اتجاه وبقوة في سبيل مصالحها، ولا تفعل حكوماتنا شيئاً يذكر؟! لماذا تستدعي «إسرائيل» هذا السفير أو ذاك وتهدده لأن بلده وعد بتأييد الفلسطينيين، ولا نسمع أن بلداً عربياً استدعى سفير أميركا أو سواه لأن بلده سيقف ضد مصالح الفلسطينيين؟!
الأمير تركي الفيصل أكد أن علاقة أميركا مع السعودية ستتأثر إذا استخدمت أميركا حق الفيتو، وأنها تتأثر - حسب قوله - مع العرب جميعاً!
نحتاج إلى وقفة عربية حازمة تجاه الأطماع اليهودية والتأييد الأميركي، فعند العرب من النفوذ ما ليس عند اليهود ولكنهم لا يستخدمونه! نحتاج من حكامنا أن يعيدوا لشعوبهم حقهم في الاحترام أمام الجميع
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 3300 - الإثنين 19 سبتمبر 2011م الموافق 21 شوال 1432هـ
سلمت ايدك على هالكلمات الطيبة
بس أعتقد استادي الكريم ان الحكام العرب والقيادات العربية ما عندها كرامة حق نفسها اساسا تعطيها شعوبها فبعيد عليهم يكرمون الأبرياء المسحوقه حقوقهم في فلسطيم منذ سنين