12 قتيلا...، 27 شهيدا...، 32 قتيلا...، بلغ عدد الموتى اثنين وعشرين...، قضى أكثر من عشرين في...، تمّ العثور على 16 مواطنا... هكذا تأتيك الأنباء كلّ يوم عن أعداد القتلى تسمعها فتظنها حملة تطهير لبعض المزارع من الجراد فإذا بك تصغي باهتمام لتعرف أن الضحايا هم أبناء سورية الذين يسقطون بالعشرات يوميا بين قتيل وجريح. أمّا اللاجئون فحدّث ولا حرج: آلاف في لبنان وآلاف في تركيا وعالقون على الحدود وهاربون من البيوت... وصامدون في وجه الطاغوت...
نعم لك أن تتخيّل؟ ولِمَ تتخيّل فالواقع صار أقوى من الخيال لا بل غدا ضربا من اللامعقول! فهل يعقل أن يكون تعامل العدوّ الصهيوني أكثر تحضّرا مع أبناء غزّة والضفة من تعامل القوات السورية مع أبناء شعبها؟ هل الموت صار خبزا يوميا لشعب طالب يوما بالحريّة؟ وهل هكذا تؤخذ الشرعية في زمن الحكم بالديمقراطية؟
الأرقام الواقعية تكشف هولا لا طاقة لضعاف القلوب بتحمّله فبعد ستة أشهر من ثورة الشعب السوري يرصد مركز توثيق الانتهاكات في سورية مقتل 148 طفلا سوريا، بلغ عدد الإناث منهم 80 طفلة. ووفقا للإحصاءات المتوافرة، احتلت حمص المرتبة الأولى من حيث تسجيلها العدد الأكبر من الضحايا، مع مقتل 761 شخصا، مقابل 594 شخصا في درعا، و350 في حماه، و319 في إدلب، و243 في ريف دمشق، و182 في اللاذقية، و125 في دير الزور، و90 في دمشق، و44 في حلب، و28 في طرطوس، و10 في السويداء، و8 في الرقة، و7 في الحسكة و5 في القامشلي. بحسب ما أوردته «الشرق الأوسط» أمس الأول. وبلغ عدد الذين قضوا تحت التعذيب، حتى هذه اللحظة، 108 قتلى توزعوا بشكل أساسي بين درعا وحمص وريف دمشق واللاذقية. وتقدر أعداد المعتقلين بعشرات الآلاف، وثق المركز أسماء 9885 منهم، من بينهم 107 معتقلات من الإناث ومئات الأطفال والفتية الذين لم يبلغوا سن الرشد بعدُ.
ومن أبرز الممارسات القمعية مشهد الطفل حمزة الخطيب الذي تعرض لتعذيب وحشي على يد الأمن السوري فسلخ جلده وقطع عضوه الذكري، إضافة إلى المغني الشعبي إبراهيم قاشوش الذي اقتلع رجال الأمن حنجرته ردا على ترداده أغاني تطالب الأسد بالرحيل، والاعتداء الوحشي على رسام الكاريكاتير علي فرزات وتكسير أصابعه.
ويا ليته موت وكفى بل ما هو أمرُّ وأنكى ذلك الذي انتشر في مقاطع فيديو عن تعذيب المتظاهرين للاتجار بها في السوق السوداء حيث يقال إن فيها تآمرا بين بعض عناصر من المعارضة بحيث كلما صور رجال الجيش السوري مشاهد تعذيب قاسية كان مقابل بيعها ونشرها أرفع وأغلى وذلك لمزيد إحراج نظام بشار. فهل وصل الاتجار بإنسانية المواطن السوري وكرامته إلى هذا الحد؟ حقا ما رأيناه من مشاهد ركل ورفس وإهانة وصفع لا تسلب الضحية كرامتها بل وأيضا يتجلى معها استلاب آخر هو اغتراب رجل الأمن عن إنسانيته وفقدان آدميته وارتداده حيوانا مفترسا يتلذذ بتمزيق أشلاء فريسته.
أمّا العالم فمازالت التحركات الرامية لحماية الشعب السوري من آلة القتل تسير بخطى السلحفاة, فلو كانت الضحايا من الحيوانات قططا أو طيورا... لهبّت منظمات الدفاع عن الحيوان الأوروبية وجمعيات الرفق بالحيوان الأميركية واتخذت مواقف صارمة منذ بداية سقوط أول الضحايا لا بعد أن بلغ عددهم الآلاف لأن في ذلك بحسب مبادئ هذه الجمعيات الراعية لحقوق الحيوان تهديدا بانقراض النوع الحيواني فيخصصون له محميّة طبيعية ويعقدون المؤتمرات وينفقون الأموال لحفظ ذلك النوع من الطيور أو القطط... أمّا النوع العربي السوري ذو التاريخ التليد والأصل المجيد فلا يُلتفت إليه بالحماس والسرعة ذاتهما في محاولة الحدّ من عدد الموتى والجرحى ولعلّ المعادلات السياسية في المنطقة والقوى التي تتجاذب المصالح من الشرق والغرب هي التي أخرت أشكال التدخل الإيجابية. وفي النهاية يبقى الدم السوري يدفع ثمن هذه التجاذبات وتبقى يده المضرجة بالدماء تدق وتدق رجاء أن تفتح بنفسها باب الحرية «الحمراء» على قول الشاعر المصري:
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرّجة يدقّ
ولكن في كل أسبوع تتواصل المعاناة وترتفع الشعارات وتختلف العناوين لأيام الجمع فمن جمعة كذا إلى جمعة كذا والحال على ما هو عليه هكذا: تعنت وإصرار من هذا الجانب وذلك الطرف فهل سنقرأ في عناوين الجمع المقبلة شعار: «جمعة حقن الدماء» أو «جمعة التسامح» أو ما شابه ذلك بحيث لا نرى دماء تسفك ولا قتلى بالعشرات ولا عالقين بالمئات ولا لاجئين بالآلاف؟
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"العدد 3300 - الإثنين 19 سبتمبر 2011م الموافق 21 شوال 1432هـ
من لهذا الشعب؟
لقد فقد الدكتووووووووووووووور بشار شرعيته بعد سقوط الضحايا فإلى متى الدفاع عنه وإلى متى انتظار إصلاحاته الموعودة؟ دَ لمّا تشوف حلمة وذنك على قولتنا
من يحقن الدماء؟
النظام السورى تربى على القمع و القتل و التعذيب منذ اكثر من اربعين عاما و الشعب السورى طالب بالحمايه الدوليه و ليس بالتدخل العسكرى فالنظام هو من يجب عليه حقن دماء شعبه فالثورة مستمرة حتى اسقاطه فهذا النظام لا يستحق الحياة
لا للتدخل الخارجي
السلام عليكم،تحية طيبة لك أستاذي العزيز، تحبة لشعب سوريا وتحية لأسد سوريا، اعتقد ان سوريا قادرة على حل هذه المشاكل الداخلية بشرط عدم تدخل دول الجوار، كلنا نعلم من يدعم الثوار المتمردين السوريين، والشعب السوري الصامد يعرف من هم وأي أجندة يتبعون، استاذي العزيز إذا تدخلت دولة لدعم سوريا تعتبرها تدخل خارجي وإذا تدخلت دولة أخرى في بلد تعرفه أعتبر دعماً لها وأمر حسن،اتمنى ان تتركوا الكيل بمكيالين وان تركنوا وترجعوا لضمائركم فتحيوها، كلنا مع الحق والحق مع علي ، شكراً جزيلا لك
شكرا من أخيك : مواطن سوري
نرجو لكل طالب حق أن ينال مبتغاه
واتمنى لإخواني سوريا الحرية من عنف وقسو ة نظام الحكم هناك
يا ريت يا استاد
«جمعة حقن الدماء» أو «جمعة التسامح» أو ما شابه ذلك بحيث لا نرى دماء تسفك ولا قتلى بالعشرات ولا عالقين بالمئات ولا لاجئين بالآلاف؟
نرجو ذلك يا استاد
دعواتكم للشعب السوري