العدد 3300 - الإثنين 19 سبتمبر 2011م الموافق 21 شوال 1432هـ

مواطن من بين 3000!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

مواطن من بين 3000 مفصول تقريبا، سُرِّحَ من عمله منذ مارس/ آذار الماضي، ولديه 3 بيوت يصرف عليها، وبعد عمل مضن في إحدى الشركات الكبرى، وبعدما حصد الجوائز في سرعة إنجاز العمل والخبرة الطويلة وعدم تجاوز القانون، نجده اليوم يعاني من القانون!

6 أشهر تقريبا قضاها الرجل وهو يحاول تبرير موقفه أو مكان تواجده أو حتى مدى إخلاصه، أو استيعاب رَفض شركته لتقاعده عندما كانت محتاجة لخبرته ونجاحه، وإقصائه عندما بدأ الفصل الجماعي لأبناء طائفته. واليوم فـَقـَد الرجل طاقته في سياسة «روح وتعال وراجع بكرة»، ويئس من الحصول على راتب التعطل، ويعيش حاليا تحت خط الفقر.

عندما احتاجت إليه البحرين لم يدر لها وجهه، بل تنازل عن حق التقاعد من أجل مواصلة العمل والمثابرة عليه، ولكن عندما وجد نفسه في مأزق لقمة العيش، عليه الذهاب والإياب وليس هذا فقط، بل «سامَ» وجهه للعزيز وغير العزيز، وفي النهاية وصلت أوراقه بعد متابعة النقابة ما بين وزارة العمل والتأمينات من أجل صرف المبلغ الذي يستحقه الرجل.

كانت لدى الرجل حجّة غياب مقنعة إبان الإضراب والأحداث، وتواصل مع رؤسائه في العمل حتى ينجز ما لم يستطع أحد إنجازه في ظروف حالكة مرّت بها البحرين في شهر فبراير/ شباط ومارس/ آذار، ولم تُقنع الحجج رؤساءه لإرجاعه أو الحصول على تقاعده، وكان من بين 3000 مفصول تقريبا يطالب بحقه.

حدث ما حدث، ولكن الرجل اليوم يعاني الأمرّين؛ ضيق الحال والشعور بالمهانة وعدم القدرة على مواجهة طوفان «روح وتعال» من أجل حقه، ولا يعرف إن كان غاضبا على الحكومة أم حزينا على هذا الوضع المعيشي في البحرين، أم انه آمن بالقضاء والقدر خيره وشرّه من أجل مواصلة الحياة.

وأخيراً اصطدم الرجل بتأخير تلبية توجيهات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله بإعادة المفصولين، وتكبّد عناء الإجراءات القانونية بين وزارة العمل والتأمينات الاجتماعية، ولا يعرف متى سيستطيع الحصول على حق «التعطل» من أجل سد مصاريف أسرته.

في وقت يجاهد هو وبقية المفصولين لسداد القروض والديون ولوازم المدارس ومتطلبات الحياة، ونجد الإجراءات البيروقراطية تعطل توجيهات سامية أو قوانين لمملكة القانون، فهل هذا العدل الذي نعهده عن البحرين؟! أم لابد له أن يصبر على ما حصل من مأساة لا دخل له فيها!

نناشد الحكومة الرشيدة بتسريع توجيهات جلالة الملك الحكيمة، من أجل حفظ الحقوق، وعدم انفلات الأمور، لأن الفقر «كفر» والحاجة مدعاة لأمور مستقبلية سيئة، قد لا تحمد عقباها في هذا الوطن، فهل من مُجيب، وهل من آذان صاغية؟

دعونا نضع أنفسنا مكان المواطن والـ 3000 مفصول، مهما كانت الأسباب، فإنّ قطع الرزق ليس من «شيم» أمة محمد (ص)، ولو من أجل التأديب كما قال أحدهم

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3300 - الإثنين 19 سبتمبر 2011م الموافق 21 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 4:42 م

      رب ارجعوني

      كم هو صعب أن تنسلخ روح طيبة مؤمنة بدينها وعزتها وسط كومة بركان هائج ,وأصعب من ذلك أن تلك الروح لم تزل ناعمة رغم الخدش والجرح ,والأصعب منه ثباتها ضد الطوفان الهائج - هكذا هي أنت حس واحساس تفتخر به النساء المتحررات,وما أظنك بذلك لا تحرجين قلوب أولئك المسمون ب(الرجال!)

    • زائر 25 | 6:44 ص

      من ينتشل البلاد الوضع المتردي من ؟؟

      مع كل الجراحات أختي الكريمة لا تبدوا ولا تلوح في الأفق أي بارقة أمل على إصلاح الوضع في البحرين بل أكاد أن أجزم بأن الأسوء قادم والتضحيات والضحايا ستضيق القائمة بهم مالم يحدث إنفراج بإتخاذ خطوات جريئة تصحيحية
      لكني متشائم جداً من القادم

    • زائر 24 | 6:18 ص

      غريب مايحدث في البحرين

      البحرين هذه الواحة الجميلة تحولت لحوش مبعثر بفضل تسلط أشخاص غير مؤهلين لإتخاذ القرار الوطني الصحيح
      والقادم يا أختي أكبر وأعظم

    • زائر 23 | 5:59 ص

      لا لن نرحل

      اخ على هالوطن . يريدون ان نهجره ونهاجر ولكننا قاعدون صامدون متكاثفون ومتأخون مع من يتلمس جراحنا ويشعر بقهرنا ..

    • زائر 18 | 3:32 ص

      ولد البحرانية

      شكراً ياشريفة يابنت الاشراف ... لقد لامستي الجرح الذي فيني

    • زائر 17 | 3:04 ص

      بنت الشروقي

      مع كل يوم تجذبنا مقالاتك و اسلوبك التقني شكرًا لك يا بنت الشروقي و بالتوفيق

    • زائر 14 | 2:36 ص

      شكرا لك وجزاك الله خيرا

      تبقى حالة المفصولين حالة إنسانية ملحّة لا يشمت فيها إلا من فقد الرحمة وعلى ما يبدوا أننا خدعنا في مجتمعنا الذي كنا نراه أفضل مما كشفت لنا الحقائق
      والحمد لله على ما أوضح لنا وكما يروى عن الإمام علي
      جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي
      اتضحت لنا الكثير من الأمور وذلك خير من الله أن تتضح لك الناصح من الناس ممن هو في الظاهر لك وفي الباطن عليك
      وتلك الأيام نداولها بين الناس فلا يفرحنّ أحد فالدوائر تدور

    • زائر 13 | 2:25 ص

      احباط

      عندما نقرأ الصحف اليومية نصاب بالاحباط ، نرى كل الابواب وحتى الشبابيك مغلقة ، نريد ان نرى بصيص من أمل.

    • زائر 12 | 2:16 ص

      وهناك المزيد

      موقف رائع مشرف من أصيلة قلبها على وطنها وأبناء وطنها .. ما تقولين أختاه مؤلم للقلب ولكن أين من يعتبر ويوقف هذه المهازل الحمقاء في حق أبناء الوطن لا لشيئ سوى الحق والكراهية والطمع في مناصب دنيوية زائلة .. عليك بالمزيد من هذا لعل هناك من يقرأ ويعي ويرجع لصوابه

    • زائر 11 | 2:02 ص

      نعض جراحنا صبراً

      لو كان كل نفس انسان بنقس نفسك الوطني الطيب الاصيل يا اختي يا مريم لعشنا في راحة وهناء ولكن ماذا نقول

    • زائر 10 | 2:01 ص

      لماذا لا يلجأ المتضررون للقضاء

      على المفصولين في الشركات والدوائر الحكومية اللجـوء للقضاء ،، كما فصلوا بالقانون يجب ان يعادوا بالقانون

    • زائر 9 | 2:00 ص

      اللحمة الوطنية

      شكرا للكاتبة المبدعة في محاولتها المتكررة والمتعقلة في لملمة الشمل الوطني ومداوة الجراح بدلاُ من الرقص على آهات المفصولين كما يفعل البعض عبر كتاباتهم المريضة الداعي الى الفرقة بكل ما تملك من قوة حفظ لمصالحها الضيقة!!!.

    • زائر 8 | 1:21 ص

      هذه هي الوطنية

      شكراً لك
      وجزاك الله خيراً والذرية الصالحة لبناء الوطن من جديد

    • زائر 4 | 11:27 م

      لقد أسمعت لو ناديت حيا

      ولكن لا حياة لمن تنادي

    • زائر 28 زائر 4 | 7:39 ص

      ياسر

      نعم ؟

    • زائر 3 | 11:15 م

      شكرا أختي على هذا المقال

      أختي العزيزه بالنسبة لخطاب الملك وأمره بأعادة جميع المفصولين الا أن المسؤلين لم ينفذو قرار الملك بل واصلت الوزارات والمسسات الحكومية عملية الفصل وكما قرءنا اليوم ان وزارة الصحة أعادة موقوفين الى العمل وفي نفس اليوم فصلتهم فلماذا لاتنفذ التوجيهات الملكيه يا ترا من يعطلها؟

      المفصولين في أمس الحاجه الى أعمالهم التي فقدوها فيا ترا هل يعودون أو يجلسون في البيوت مع نسائهم ويعيشون على ما عطايا أهل الخير

اقرأ ايضاً