يتهمنا البعض حين نتحدث عن تداعيات الأزمة الأخيرة، وما حدث من انشقاق بين مكونات المجتمع البحريني وانتشار نار الفتنة الطائفية، أننا نقفز إلى النتائج من دون النظر إلى الأسباب التي أدت لذلك.
هذه الأسباب تتمثل من وجهة نظرهم في خيانة فئة من الناس لوطنهم وتبعيتهم للخارج، فيما يرى آخرون – وهم قلة – أن أسباب ذلك تتمثل في التقليد الأعمى لما حدث من ثورات في عددٍ من البلدان ومحاولة جر البحرين قسراً لربيع الثورات العربية.
ولكن لحد الآن لم يتناول أحدٌ الأسباب الواقعية لما حدث، وبشكل موضوعي يحلل فيه المعطيات الخارجية كتأثير ربيع الثورات العربية وتفاعلها مع الوضع المحلي. كما لم يناقش أحد حتى الآن بشكل منصف دور الجمعيات السياسية وتأثيرها على الشارع في هذه المرحلة بالذات.
مهما يكن من أمر فإنه لا يمكن اجتزاء هذه المرحلة فقط من تاريخ الشعب البحريني ومحاولة تحميلها جميع الأخطاء، فهذه المرحلة لم تكن إلا فصلاً من فصول التاريخ وإن كانت أكثر عنفاً وإرباكاً للجميع... الحكومة والمعارضة والموالاة.
فالبحرين عرفت الحركات الاحتجاجية منذ أوائل القرن الماضي عندما قامت ثورة الغواصين في العام 1932. وكانت أول دولة خليجية تعرف الحركات والتنظيمات السياسية عندما تم تشكيل جبهة التحرير الوطني البحرانية في العام 1955 بشكل سري، وتبعتها الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي التي تحوّلت إلى الجبهة الشعبية في البحرين.
كما شهدت البحرين حركة هيئة الاتحاد الوطني 1954- 1956، وأقرب من ذلك حركة التسعينيات التي أدت إلى إنهاء قانون أمن الدولة الذي استمر طويلاً، وعودة الحياة النيابية في البحرين وتشكيل الجمعيات السياسية بشكل علني.
لم تكن كل هذه المكتسبات التي دشنها عاهل البلاد في مشروعه الإصلاحي لتحدث لولا حركة الشارع البحريني من أجل حياة أكثر عدالة وديمقراطية، ولم تكن كل هذه المكتسبات لتشمل جميع فئات وطوائف المجتمع البحريني لولا تضحية فئةٍ من المجتمع كان يتهمها الجميع بالتخريب في ذلك الحين. لقد فقد الشعب البحريني وقتها - أيام قانون أمن الدولة - العديد من الشهداء وشرد المئات من المواطنين في المنافي ولم يكن من ذنب لهم سوى المطالبة بعودة الحياة النيابية. كما فقدت البحرين في الفترة السابقة نحو 40 قتيلاً وأكثر من 3000 تم فصلهم عن العمل وسجن عدد من الكوادر الطبية وفصل مئات الطلبة من جامعاتهم ومدارسهم ولم يكن من ذنب لهم سوى المطالبة بالإصلاح، إضافة إلى جرح نحو 5000 شخص، وهجرة آلاف الأشخاص إلى خارج البحرين.
تاريخ الشعوب لا يمكن أن يقف عند مرحلة معينة، وما قد يعتبره البعض خطأً فادحاً وخيانة للوطن، يمكن أن يكون في المستقبل طريقاً شائكاً سلكه قلة من الناس بصبر وتضحية ليصل الجميع إلى مجتمع أكثر عدالة
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 3300 - الإثنين 19 سبتمبر 2011م الموافق 21 شوال 1432هـ
رب ارجعوني
لقدأصبت بذلك صميم قلوب مرتجفة عسى تستفيق من رقدةقبرها الدنيوي الدنئ,وتنفض عنها غبار ذلها الوضيع,لتنظر بقلبها وروحهاعظمةوهيبةالقاهرالجبار,لتصلي له وحده ولا تعبد غيره-فماأحوجنا اليوم أن نؤمن بأن الاسلام عبادته سياسة وسياسته عبادة-كي نعبده عبادة الأحرارالأبرارالتجار,قبل أن نودع حفرنافي وحدةوعذاب,ونبعث ليوم الفزع الأكبرونحن بصلاتناقدعبدناغيره,وبعبوديتناقدعبدناعبده,وبصمتناوذلنا قدكبلنادينه,فلاتنفع حينهاالبراءةمن أحد,ولايستغيثك أحد,ولاينظراليك الا الواحدالأحد الفرد الصمد,الذي لايضيع عنده حق أحد.سبحانه
المكاسب
أصحاب التضحيات يعملون للجميع دون إستثناء - أما أصحاب الافق الضيقة ينظرون الى شخصنة المكاسب أولاُ لذا الطرف الاخير لا يمكن إدراك حجم ومعنى التضحيات لانه فاقد للشئ!!!!.
كلام صحيح 100%
لفتت انتباهي هالكلمة ( لم تكن كل هذه المكتسبات لتشمل جميع فئات وطوائف المجتمع البحريني لولا تضحية فئةٍ من المجتمع كان يتهمها الجميع بالتخريب ) اضعف الأيمان مثل ما يقولون المفروض ما نتهم الغير على غير دراية ومشكور ألف شكر على هالوقفة استادي
جميل
جميل مقالك كأسمك ورسمك .
في الصميم
سلمت يداك يا أبن المحاري