العدد 3299 - الأحد 18 سبتمبر 2011م الموافق 20 شوال 1432هـ

محاكمة الرياضيين

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كان لقاء مساء الخميس (8 سبتمبر/ أيلول 2011) الذي جمع مسئولي الرياضة في البحرين بالأندية والكوادر الرياضية لإنهاء أزمة إيقاف الرياضيين، وعودة الحياة الرياضية لمجاريها، مع بداية الموسم الرياضي الجديد، خطوةً إيجابيةً على الطريق الصحيح وخصوصاً أنها أبعدت الرياضة عن السياسة.

كان اللقاء صريحاً وواضحاً وجدياً، وخلص إلى نقاط جوهرية، وقرارات لم تكن رسمياً، إلا أنها وضعت النقاط على الحروف وأرجعت جميع الرياضيين والإداريين للملاعب الرياضية، وأسقطت كل العقوبات والإيقافات.

ما حدث في ذلك اللقاء، والذي سبقه تحركات قادتها قيادات رياضية كانت من أجل مصلحة الوطن، وإبعاد الرياضة عن السياسة. وكانت كلمات المسئولين عن الرياضة البحرينية، واضحة في ذلك اللقاء حيث دعت إلى نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة، وإعادة ترميم البيت الرياضي.

صحيح أن المسئولين عن الرياضة البحرينية فضلوا عدم الحديث عن القرار رسمياً، وخصوصاً أن صدور قرار من هذا النوع قد يدين المؤسسة الرياضية في البحرين دولياً لمعاقبتها رياضيين بسبب ممارستهم حقهم الإنساني والسياسي، إلا أنه يبقى قراراً جيداً في الوقت الراهن.

ما هو غير إيجابي، وبعد ذلك المساء الذي كان محاولة لتجاهل الماضي وتصحيح الأخطاء، إحالة جلّ الرياضيين الموقوفين والمتهمين على خلفية قضايا سياسية إلى المحكمة الجنائية (61 رياضياً) في قضية واحدة وبتهمة واحدة، وهي التحريض على كراهية النظام.

61 رياضياً بحرينياً عمل من أجل هذا الوطن ورفع علمها حالياً في المحافل الدولية والإقليمية يُحالون للمحاكمة لمجرد ممارسة حقٍّ من حقوقهم السياسية الذي نص عليه الدستور، فمنهم من تظاهر ومنهم من اعتصم للمطالبة بالإصلاح سواء كان ذلك الإصلاح رياضياً أم سياسياً، فالإنسان الرياضي مواطن أولاً وأخيراً وله حقوق سياسية مكفولة لا يمكن الانتقاص منها أبداً.

الرياضيون واجهة البلاد الخارجية وأبطال البحرين، ومحاكمتهم لمجرد ممارسة حقهم الإنساني المكفول دولياً سيمسّ سمعة البحرين خارجياً، فليس من المعقول أن يُحال هذا العدد الكبير من الرياضيين دفعةً واحدةً إلى القضاء واتهامهم بتهمة واحدة وكأنهم تنظيم أو «خلية مجرمة» ليست رياضية.

العالم ينظر إلينا بعين مستغربة، فكيف يُحاكم الرياضيون، كما يُحاكم الأطباء وسبق ذلك التحقيق مع معلمين ومهندسين ومحامين وصحافيين وغيرهم، كما سُرّح الموظفون والعاملون، فهؤلاء هم أساس المجتمع فكيف يحاكمون كلهم دفعة واحدة؟ ولماذا؟

معركة الرياضيين، كشفت عن تناقض واضح فيما يجري في هذا الوسط، وتضارب في المواقف وحتى القرارات، فالقرار السري غريب وإن كان إيجابياً، وخصوصاً أن قرار الإيقاف كان علنياً ومن أعلى المستويات، فلماذا لا يكون قرار الإرجاع بالشاكلة نفسها ومن ذات الجهات التي أصدرت قرار الإيقاف؟

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3299 - الأحد 18 سبتمبر 2011م الموافق 20 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 5:24 ص

      يعطيك العافية يا استاذ هاني

      بيض الله وجهك على ها الكلام الطيب ودمت سالم ولا جعله الله آخر الكلمات منك.
      هذا الكلام الجيد الي يعزز الثقة والوحدة الوطنية

    • زائر 17 | 3:12 ص

      هناك من يحاول زيادة الغليان

      أصبحنا لا نشكّ أن هناك أطراف في هذا البلد تسعى إلى توتير الأجواء بكل طريقة وفي كل مكان معتقدين
      أنهم بذلك يحققون شيئا
      أولا هؤلاء سوف لن يفلتوا من المحاسبة
      ثانيا طال الزمان أو قصر لا يصح إلا الصحيح
      ثالثا البلد يكفيه توترا وما يحصل يمكن ان يجر الوبال على الجميع
      هذا الكلام لمن لديه عقل ويعي ما يحصل

    • زائر 14 | 2:07 ص

      كبيره يلاوسط

      كنت ولازلت افتخر بجريدة الوسط علي القدورات الموجودة في طاقمها بقيدة الدكتور .شكرا علي المقال

    • زائر 10 | 1:06 ص

      حبيبتي البحرين

      البحرين ما زالت تعاني من تداعيات

    • زائر 8 | 12:58 ص

      محاكمة

      الأخ هاني ارجو منك تسليط الضوء على قضية الطلبة الجامعين فهم ايضا تم توجيه دعوة أحضاريات للمثول امام المحاكم وربما سوف يكون الطلبة من الأبتدائي الى الثانوي

    • زائر 7 | 12:57 ص

      ابــ سيد رضا ــد

      كبير يا الفردان . للاسف المشكله لم تمس المجتع الرياضي بل اتجهت لكل المجتمعات الثانيه و نحن ما زلنا بانتضار الحل السياسي لكل المشاكل . و شكرا لك استاذي الجليل على مقالاتك الجرئيه

    • زائر 4 | 12:39 ص

      اين الحكماء

      لازم نطور بدل ما نرجع للوراء
      ولازم التدخل من الحكماء

    • زائر 3 | 12:36 ص

      شكر لكم

      اة يا شعبي اتمني ان يكون هناك فرج سياسي من اجل الشعب والوطن

اقرأ ايضاً