«دعوني والتمسوا غيري... واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغِ إلى قول القائل وعتب العاتب... وأنا لكم وزير خير لكم مني أميراً»، هكذا كان رد الإمام علي (ع) على الجماهير التي كانت تطالبه بتسلم منصب الخلافة الإسلامية، في تأكيد منه على زهده في مثل هذا المنصب الذي قال عنه «إن خلافتكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز»، رابطاً هذا المنصب ومكانته بإقامة العدل وإرجاع الحق لأصحابه دون أي مواربة أو تأخير تطبيقاً للشريعة الإسلامية وتحكيماً للضمير الإنساني.
لذلك جاء في خطبته مع بداية تسلمه الخلافة «... والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته فإن في العدل سعة ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق».
فالحكم هو تطبيق للعدل، وأي ابتعاد عن العدل هو ابتعاد عن الإسلام والإنسانية، ولا يقتصر العدل على المسلمين فقط بل إن الإسلام أوجب العدل للجميع ورفض أي نوع من التمييز بين المسلمين أنفسهم أو حتى بين المسلمين وغير المسلمين، فمثلاً لم يذكر التاريخ رواية أو حادثة واحدة فقط تبين أن الإمام عليأعطى الزهراء كونها زوجته أي ميزة على الناس كونها زوجة الخليفة.
ولأنه يؤمن أن الحاكم إنما هو عامل للناس وإن اختلفت رتبته عن باقي العمال وإن عليه مسئوليات جسام، فإنه كان يحمل جرابه على كتفيه ويخرج في جوف الليل يتنقل بين بيوت الفقراء واليتامى والأرامل يوزع الطعام عليهم. وما أن يعود إلى البيت ويقف ليصلي حتى يرفع يده بالدعاء قبل ذلك «اللهم اشهد على عبدك علي بن أبي طالب أنه أدى إلى عبادك حقوقهم».
بويع الإمام علي (ع) بالخلافة في سنة 35 هـ / 656 م بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاثة أشهر، وتشير الأخبار أنه وعندما اقترب رحيله التفّ اليتامى والفقراء والمساكين حول منزله وقد خيم الحزن عليهم، لأن راعيهم والمشرف عليهم اقترب رحيله عن الدنيا.
هذه الصور التي يسترجعها الإنسان تعيده للعام 2011 وما يمر به العالم العربي من أحداث، خصوصاً الصورة الأخيرة، فبينما ألتفّ الناس حول بيت الإمام علي في حزن وأسى وخصوصاً الفقراء واليتامى منهم، فإن الفضائيات وكل وسائل الإعلام تنقل سخط الفقراء واليتامى والمساكين على الحكام العرب الذين ما أن يفرّوا من الحكم حتى يعلن أن ثرواتهم بمليارات الدولارات حرم منها الفقراء والمساكين ومتع بها بعض نفر.
حكام لم يحملوا الجراب على ظهورهم، بل حملوا أموال الناس بالباطل وهربوا بها هم وأقرباؤهم، ولم يكفِهم ما أخذوه طوال سنوات بل استغلوا لحظاتهم الأخيرة في الحكم لينهبوا ما تبقى من مال وذهب.
حكام لم يفهم أحدهم شعبه الذي حكمه لعقود إلا في خطاب اضطر بعده للهرب بثياب نساء من تونس، حكام بعد أن ملأوا جرابهم ذهباً ودولارات لأنفسهم بدل الطعام للفقراء، لذلك لعنهم الفقراء ليقول ثانيهم في آخر خطابته أنه كان زاهداً في الحكم، أما ثالثهم فهو الرئيس الذي كان يقول إنه ليس برئيس ولا عنده منصب، لذلك حصل الآن على منصبه الذي يستحقه، فهو ليس إلا جرذ سرق أموال ليبيا لسنوات وظلم أهلها ورمَّل نساءها.
صورتان بين حُكمين، بين الثرى والثريا، على الإنسان فضلاً عن حكام العرب والمسلمين الاختيار بينهما، بين الرحيل بعز أو الرحيل هروباً بثياب نساء أو الاختباء كالجرذان
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 3297 - الجمعة 16 سبتمبر 2011م الموافق 18 شوال 1432هـ
سبب قتل علي عدل علي
سبب قتلى علي دين علي عدل على .
الامام علي
الامام علي حدد شروط الحاكم بمايلي
على الحاكم ان يأكل يلبس يسكن ابسط ما يأكله يلبسه بسكنه ابسط الناس
الحاكم المسؤول اذا زادت امواله خلال تحمله المسؤولية يعتبر لص
ماندلا
لا يمكننا ابدا ان نقارن امير الموءمنين (ع) باى شخص حاكم كان ام عالم, عم هناك فرق بين الثريا والثرى ولكن نتمنى ان يكونوا مثل مندلا عندما حكم ولم يكمل فترته ان يكونو مثل عبدالناصر عندما توفى ولم يكن يملك بيتا ولا رصيد حساب في بنك
شكرا لك ايها الاستاذ الكبير
شكر خاص..
شكر خاص للكاتب المحترم لذكره الامام علي(ع) لأن ذكره إيمان وكفى!!!!!.
شكرا على المقال وملاحظة
الشكر لك لتذكيرك ايانا بسيرة امير المؤمنين عليه السلام
والملاحظة هي كيف سيميز علي زوجه الزهراء عن غيرها وهي استشهدت قبل ان يحكم الناس باكثر من عشرين سنة. للتنبيه فقط.
نعم علي
شكرا لصاحب المقال وعلي وما ادراك ما علي ابن عم المصطفى (ص) وخليفته
ابو حسن
هذا علي ومن أراد الخير فلينتهج نهجه
اتبعوا علي يا حكام ويا محكومين تفلحوا
لايوجد مثيل للامام علي
علي والعدل ، العدل وعلي هده الشخصية التي ابهرت العقول وخلدت عبر الازمنة ليتنا كنا في ذاك الزمان
عدَلَ فملك الدنيا ولم تملكه
هو عدل علي في حكمه وحكومته لانها كانت تكليفٌ لا تشريف
اصبت يا مالك
حبنا لعليً عليه السلام حبٌ لورعه حبُ لجهده حبُ لعدله حبٌ لنزاهته فشخص الامام علي شخص لا يتكرر وحكومة حكومة لاتتكرر لانها حكومة رجلً قدم افطاره وافطار ابناءه لفقير ونام وعياله وزوجنه بجوعهم هي دولة رجلُ خاف الله عز وجل ان يسائله في مقدار تمره
عليٌ عليه السلام حاكم عادل
كم نحن بحاجة الى دولة علي وحكم علي ونزاهة علي ورشد علي وتقوى علي وحنكه وحكمة علي عليه السلام
العدل
شكرا يا مالك :
لن ولم تاتي حكومه كحكومة الامام على (ع)ولو سنح الوقت والظروف الى الامام لحكم المسلمين العالم.
عبد علي البصري
نَفْسَهُ ، وَ يُنَاجِي رَبَّهُ ، يُعْجِبُهُ مِنَ اللِّبَاسِ مَا خَشُنَ ، وَ مِنَ الطَّعَامِ مَا جَشَبَ .كَانَ وَ اللَّهِ فِينَا كَأَحَدِنَا ، يُدْنِينَا إِذَا أَتَيْنَاهُ ، وَ يُجِيبُنَا إِذَا سَأَلْنَاهُ وَ كُنَّا مَعَ دُنُوِّهِ مِنَّا وَ قُرْبِنَا مِنْهُ لَا نُكَلِّمُهُ لِهَيْبَتِهِ ، وَ لَا نَرْفَعُ أَعْيُنَنَاإِلَيْهِ لِعَظَمَتِهِ ، فَإِنْ تَبَسَّمَ فَعَنْ مِثْلِ اللُّؤْلُؤِ الْمَنْظُومِ ......قَالَ : فَكَيْفَ صَبْرُكَ عَنْهُ يَا ضِرَارُقَالَ : صَبْرَ مَنْ ذُبِحَ وَاحِدُهَا عَلَى صَدْرِهَا
عبد علي البصري
دَخَلَ ضِرَارُ بْنُ ضَمْرَةَ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ لَهُ ـ معاوية ـ : صِفْ لِي عَلِيّاً ؟فَقَالَ لَهُ : أَ وَ تُعْفِينِي مِنْ ذَلِكَ ؟فقال
: لَا أُعْفِيكَ . فَقَالَ : كَانَ وَ اللَّهِ بَعِيدَ الْمُدَى ، شَدِيدَ الْقُوَى ، يَقُولُ فَصْلًا ،و يَحْكُمُ عَدْلًا ، يَتَفَجَّرُ الْعِلْمُ مِنْ جَوَانِبِهِ ، وَ تَنْطِفُ الْحِكْمَةُ مِنْ نَوَاحِيهِ ، يَسْتَوْحِشُ مِنَ الدُّنْيَا وَ زَهْرَتِهَا ، وَ يَسْتَأْنِسُ بِاللَّيْلِ وَ وَحْشَتِهِ .
ليت زمامه يعود
سلام الله عليك سيدي يا أمير المؤمنين\r\nنعم هنيئا لمن عاصرك وعاش تحت ظلك\\nليت هذه الايام تعود حتى نهنئ بها