قرأتُ سؤالا جميلا أمس، وأحببت أن أجيب عليه من واقع خبرة مدارس البحرين، وخاصة انني تنقلت بين المرحلة الثانوية والابتدائية، ووجدتُ قصصا مثيرة وحوادث أكثر إثارة و «أكشن» وطرافة عند دخول وخروج أبنائنا الطلبة من المدرسة واليها. وخاطبتُ أولياء الأمور، وفرحت ممّن لديه وعي، وحزنت على من لا وعي له عندما أخاطبه عن حركة دخول وخروج أبنائنا الطلبة، حتى لا يخلق المشكلات، وعبثا أحاول.

السؤال يقول: لماذا لا تقوم وزارة التربية والتعليم بإيجاد مرشدين متخصصين للطلبة المستجدين بالابتدائي، وخصوصاً في ظل شكاوى أولياء الأمور من صعوبة دخول وخروج أبنائهم الصغار للمدرسة؟

وحيث انني لم أفقد الإصلاح داخل وزارة التربية والتعليم وأنا ابنتها - وان كانت العلاقة يشوبها نوع من العتب على الوزارة - وددت الإجابة على هذا السؤال البسيط والمعقد، إذ أصطدم يوميا بولي الأمر عند دخول وخروج أبنائنا من المدرسة، وخاصة عند فترات الصباح الباكر وحين انصراف الطلبة الى بيوتهم.

إن دخول وخروج الطلبة الصغار بالذات هي آلية يحددها مدير المدرسة، والجميع متفق عليها في مدارس البحرين، وتبدأ بلجنة لاستقبال الطلبة ولجنة لانصرافهم، والمرشد الاجتماعي والمشرف الإداري على قائمة لائحة هذه اللجنة، حتى تنضبط عملية الخروج والدخول، ولكن!

عندما تصطدم بولي أمر واع بأهمية وخطورة دخول وخروج التلاميذ، فإنك لا تقع في مشكلات كاختناق أولياء الأمور عند البوابة أو عدم وجود ولي أمر تأخر على ابنه، فالعملية تكون أكثر سلاسة عندما يتبع ولي الأمر إرشادات المدرسة، وخاصة أن خروج الطلبة الصغار يبدأ من الصف الأول ومن ثم يتبعه الصف الثاني الى آخر الصفوف المتواجدة، حرصا من إدارات المدارس على عدم الازدحام والاختناق.

المشكلة التي نواجهها هي محاولة دخول أولياء الأمور الى داخل أروقة المدرسة لإيصال أبنائهم داخل الصف، وهذا لا يعطي الطفل تحملا للمسئولية ولا يجعل المدرسة تؤدي دورها بشكل صحيح.

ناهيك عند الخروج، عندما ترى أفواجا من أولياء الأمور يناقشونك ويجادلونك بشأن دخولهم الى المدرسة لأخذ الأبناء، وهذا لا يجوز بالطبع، إذ الإرباك الذي يُحدثه ولي الأمر، قد يجعل المدرسة تعيش في مشكلة ما أو في مأزق ما، ما يؤدي الى عدم جدوى الحلول والإشادات التي تتبعها المدرسة من أجل الأبناء.

وعليه، نتمنى من إدارات المدارس إشراك المتطوّعين في عملية دخول وخروج الطلبة، حرصا على سلامتهم وأمنهم في المدارس، كما نتمنى من وزارة التربية والتعليم توفير شرطة المجتمع من أجل تنظيم السير وحل المشكلات التي قد تحدث أثناء دخول وخروج الطلبة وخاصة الصغار.

وليس هذا فقط، فإنك عندما تخاطب من لا وعي له، فإنك إما تجادل طوال اليوم، أو تصمت لأنك خاسر للجدال لا محالة، وهذا ما يوقعنا في مشكلات كبيرة تؤدي الى الضرب في بعض الأحيان، فيا ليتنا نعي أن عملية خروج الطلبة ليست سهلة كما يظنها البعض، ولكنها تتم بتضافر جهود القائمين والعاملين في المدارس بمعية وعي ولي الأمر لهذه العملية. وجمعة مباركة