العدد 3295 - الأربعاء 14 سبتمبر 2011م الموافق 16 شوال 1432هـ

مساعى الاعتراف بدولة فلسطينية تضع حماس في مأزق

حشود مؤيدة لحماس(صورة ارشيفية)
حشود مؤيدة لحماس(صورة ارشيفية)

إذا نجح الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مسعاه لاعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية تقام على الضفة الغربية وقطاع غزة ، فإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستواجه مأزقا شديدا ، حيث لن يكون لديها خيار سوى الترحيب بهذه الخطوة والتخلي عن مبادئها أو معارضة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.ولعلنا لا نغفل عن أن إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا على الضفة الغربية وقطاع غزة فقط سيتضمن أيضا الاعتراف بإسرائيل ، الأمر الذي يتعارض مع ميثاق الحركة الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل لتحل محلها دولة إسلامية تقام على كافة أراضي "فلسطين" التاريخية.تعارض حماس اتفاقات السلام المؤقتة التي وقعت بين إسرائيل والفلسطينيين في عام 1993 ، مثلما تعارض مفاوضات السلام بين الجانبين ، بل كانت تعبر أحيانا عن هذه المعارضة في صورة أعمال عنف ، كالتفجيرات الانتحارية وبعض الهجمات الأخرى التي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات.غير أنه في حال نجح عباس في نيل اعتراف الأمم المتحدة بدولة "فلسطين" ، فإن ذلك يعني فشل استراتيجية حماس في إقامة دولة فلسطينية من خلال ما تسميه "المقاومة المسلحة".قال عباس إنه يعتزم تقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية بمجرد وصوله إلى نيويورك في 19 أيلول/سبتمبر الجاري لحضور اجتماعات الدورة السنوية العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومن المقرر أن يلقي كلمة أمام الجمعية في 23 أيلول/سبتمبر.ويقول مراقبون في غزة إنهم يعتقدون أن حماس تفضل الانتظار حتى ترى نتيجة الخطوة التي يتخذها عباس.إذا فشل الرئيس الفلسطيني في مسعاه ، فإنه والسلطة الفلسطينية - التي لا تضم حماس - سيتحملان المسؤولية كاملة ، وإن تكللت جهوده بالنجاح ، يمكن لحماس حينئذ أن تنضم لهذا النجاح.يقول طلال عوكل ، وهو محلل سياسي في غزة ، إنه في حال استخدام حق النقض (فيتو) ضد الطلب الفلسطيني المقدم إلى الأمم المتحدة ، فإن عباس وحده سيواجه عواقب هذا الفشل ، وستقول له حماس إنها نصحته بعدم الذهاب إلى هناك.لكنه أضاف أنه إذا نجح عباس في نيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية فإن حماس ستدعم هذه الاعتراف ، لأنها لن تعارض إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعترف بها الأمم المتحدة.وحتى الآن ، لم تصدر قيادات حماس في قطاع غزة أو في دمشق أي بيان رسمي بشأن هذه القضية ، رغم توقعات بصدور مثل هذا البيان قريبا.ورغم ذلك ، لم يكن قادة حماس بصفة خاصة غاية في الغموض أو التحفظ.فقد وصف محمود الزهار ، القيادي في حركة حماس ، المساعي الفلسطينية لدى الأمم المتحدة ، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في تموز/يوليو الماضي ، بأنها "مجرد هراء" و"احتيال سياسي".وقال صلاح البردويل ، أحد القياديين البارزين في حركة حماس ، إن مساعي عباس هي خطوة "تكتيكية" تأتي في إطار عملية التفاوض التي ترفضها حماس.وأشار مصطفى الصواف ، وهو محلل مؤيد لحماس ، إلى أن الذهاب إلى الأمم المتحدة لن يكون مفيدا أو مثمرا للفلسطينيين.وعلى غرار النهج الحمساوي ، يقول الصواف إن طلب نيل اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية إنما يعبر عن الإفلاس السياسي الفلسطيني بعد أن استنفد الفلسطينيون كافة الفرص والخيارات الأخرى لاستعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة.وشدد على أن الدول المستقلة لا تقام من خلال مجلس الأمن أو الجمعية العامة أو عن طريق مائدة المفاوضات.وأضاف أن هناك "احتلالا" ، وأن القانون الطبيعي في مواجهة الاحتلال هو "المقاومة" ، مشيرا إلى أن إقامة الدول المستقلة لا يتأتى إلا عن طريق "المقاومة".وأكد أن حماس لا تعارض إقامة دولة فلسطينية مستقلة ، بل إنها تعارض الثمن الغالي الذي سيدفعه الشعب الفلسطيني.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً