نظمت الجامعة العربية في دبى المؤتمر الاول لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يوم السبت الموافق 12 من أكتوبر/ تشرين الاول الجاري ولمدة يوم واحد. شارك وحاضر فيه نخبة من الوزراء والمتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات وصل عددهم الى 300 شخصية من مختلف الدول العربية مثل وزير المواصلات السوري محمد المنجد ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاردني فواز الزعبي ووزير الاعلام والثقافة الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ومن الكويت وزير المواصلات الشيخ احمد العبدالله الصباح ووكيلة التعليم العالي رشا الصباح والشيخة لبنى القاسمي بالاضافة الى ابراهيم الدوسري من الجمعية البحرينية للتدريب وتنمية الموارد البشرية واحمد المهندي من قطر، ومدير مركز دعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء المصري رأفت رضوان ومسئولين آخرين ومن شركة سيسكو و IBM ولأهمية الحدث نستعرض أهم ما قدم فيه من اوراق ومداخلات. افتتح المؤتمر بكلمة من الفريق اول ولي عهد امارة دبي ووزير دفاع دولة الامارات محمد بن راشد بن مكتوم، وكانت كلمة مهمة وقيمة تدل على تبنيه لمشروع ادخال وتوفير وتطبيق كل ما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات بمحاولات جادة ودؤوبة، بدليل افتتاحه لمؤتمر القمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في صباح السبت وفي اليوم نفسه مساء افتتح مشروع مهم وهو واحة السيليكون على غرار وادي السيليكون Silicon Valley في اميركا، وفي صباح اليوم التالي الاحد افتتح معرض جايتكس، ثالث اكبر معرض للمعلوماتية في العالم بعد كومدكس اميركا وسيبيت المانيا، وكأنه يريد ان يقول نحن هنا ليس لاثبات الـذات فقط، بل جئنا لننافس ايضا في مجال حيوي استطاعت بعض الدول من خلاله ان تطور نفسها وتتطور كتحصيل حاصل لاعتمادها على ادوات تكنولوجيا المعلومات التي لا تقبل الا ان تعمل بامتياز وتميز وبالتالي تحمل وتدفع لمن يتعامل معها دفعا ليكون ايضا متميزا. ولابد من الاشارة هنا الى ان واحة السليكون في الامارات عبارة عن مشروع طموح وفريد من نوعه على مستوى المنطقة، لانه عبارة عن انشاء مصنع للشرائح الصغروية السليكونية Silicon microchips والتي لا يمكن من دونها تشغيل أي من الاجهزة الحديثة، والملاحظة الاخرى ان تلك التكنولوجيا كانت تعتبر، وحتى وقت قريب، من التكنولوجيا المحظور تصديرها للدول الشرق اوسطية بسبب خوف الدول الصناعية من تحوير استخدامها لادخالها في صناعات عسكرية!! وهذا الهاجس غير صحيح لاننا في الاخير شعوب متعطشة لادخال التكنولوجيا الى مختلف مجالات عملها وأيضا تحاول كغيرها من الشعوب ان تطور من قدراتها الصناعية في مجال تكنولوجيا المعلومات وهذا حق طبيعي ومشروع. فلماذا لا يكون لدينا بدلا من واحة سيليكون واحدة، عشر واحات سيليكونية تتكامل فيما بينها من حيث النوع والاداء وغيرها لتكون مجدية اقتصاديا للمستثمرين، وان كانت تلك المشروعات بحاجة الى تجاوز النظرة الربحية التجارية البحتة فيها، لانها ضرورة لقيام ونهضة صناعات اخرى تعتمد في مكوناتها على تلك الشرائح، فحتى لعب الاطفال اليوم، صغرت او كبرت، تحتاج بشكل او آخر الى تلك الشرائح. هذا ان تجاوزنا هدفنا ورسالتنا، ولكن في واقع الحال الالعاب التي تنمي العقول والذكاء تحتاج بكل تأكيد إلى تلك المعالجات، نعم نحتاج إلى أن ننظر إلى الموضوع ببعض من الشمولية وتأثير تلك التكنولوجيا على واقعنا الادنى وايضا مستقبل اجيالنا واستقلالية دولنا من التبعية الاقتصادية على الاقل في مجال تكنولوجيا المعلومات. وقد تطرق ممثل شركة سيسكو في احدى المداخلات عن ضرورة مطالبة المسئولين في الدول العربية من الشركات العالمية مثل سيسكو بالمساهمة الفعلية في التنمية من خلال انشاء شركات تهم الطرفين ويكون مردودها مفيدا للجميع. وفي مداخلة للشيخ محمد بن زايد عن اهمية الاعلام التكنولوجي وشحته، أبدى ملاحظة تستحق التوقف عندها فعلى رغم وجود بعض المحاولات الاعلامية (مقروءة ومسموعة ومرئية) فإنها محاولات شخصية وفردية بحاجة إلى كم كبير من الدعم وسيكون هذا احد موضوعات الخطة الوطنية للتنمية في تكنولوجيا المعلوما
إقرأ أيضا لـ "أنور الحربي"العدد 39 - الإثنين 14 أكتوبر 2002م الموافق 07 شعبان 1423هـ