العدد 3291 - السبت 10 سبتمبر 2011م الموافق 11 شوال 1432هـ

الربيع العربي... آخر الأخبار

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يبدو أن الربيع العربي مقبلٌ على مرحلة جديدة من التسخين. فالأرض التي مسّها الضر والجمود أربعين عاماً، عادت لتمسح عن وجهها الغبار.

أسخن الأخبار وأكثرها إثارةً جاءت من مصر، حيث حطّم آلاف من المتظاهرين الجمعة الماضي الجدار العازل للسفارة الإسرائيلية في القاهرة، وسقط مئات الجرحى، بحسب وكالة (أ ف ب)، و1049 بحسب آخر خبر. وهو «حادث خطير جداً»، كما صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يتخبط هذه الأيام جرّاء الضغوط التي تأتيه من جانب دولتين كانتا حليفتين حتى وقت قريب، فانقلبتا خلال عامٍ واحدٍ إلى مواقف مزعجةٍ جداً للكيان الصهيوني.

الجمعة الأخيرة أسماها المصريون «جمعة تصحيح المسار»، بينما أسماها السوريون «جمعة طلب الحماية الدولية»، في وقتٍ ضاقت فيها عليهم السبل، واستمر سفك دم هذا الشعب العربي، في بلدٍ تميّز بدورٍ كبيرٍ في دعم قوى المقاومة طوال ثلاثين عاماً، وأسهم في إفشال عدة مشاريع استعمارية لتطويق المنطقة وإخضاعها للنفوذ الغربي، ولكن لم تعد تأتي منه في الأشهر الأخيرة غير أخبار القتل وقمع المتظاهرين، وصور المظاهرات اليومية المطالبة برحيل النظام.

إلى الجنوب قليلاً، تظاهر أكثر من ألف شخص في عمّان، بحسب وكالة (د ب أ) مطالبين بإصلاح شامل وتعديلات دستورية مرضية للشارع الأردني، ورفعوا شعار «نريد استعادة حقوقنا الدستورية»، و «الشعب يريد حكومة منتخبة». يبدو أن الحكومة هناك غير منتخبة، والحقوق الدستورية لم تتوافر بعد.

في اليمن اختار المتظاهرون الآية الكريمة «نصرٌ من الله وفتح قريب» شعاراً لجمعتهم الأخيرة، إذ تراوح الأزمة مكانها. لم يغادر اليمنيون ميادين المدن الكبرى. النظام يتهم حركتهم بالميليشيات المسلحة، كما هي في بلدان أخرى، وهم يدينون ما يسمونه بـ «أكاذيب النظام» ووعوده التي لم تنفذ... ويستمر الحراك.

من الشام إلى إفريقيا، حيث أعلن الإنتربول الجمعة الماضي، عن إصدار مذكرات للدول الأعضاء في المنظمة (188 دولة) بشأن اعتقال العقيد المخلوع معمر القذافي وابنه سيف الإسلام ومدير مخابراته، بينما وصلت دفعةٌ جديدةٌ من رجاله إلى النيجر هرباً، بينهم اللواء علي خانا، المسئول عن قواته الجنوبية. وفي اليوم نفسه بدأ ما تبقى من أنصاره باستخدام صواريخ ضد معارضيه الذين يحاصرون ما تبقى من معاقله في بني وليد (آخر خبر أن الناتو بدأ بقصفها أيضاً).

الإنتربول مقرها مدينة ليون بفرنسا، البلد الذي كان رئيسه (ساركوزي) من أصدقاء القذافي، والمفارقة أنه كان من أشرس من عملوا على الإطاحة به. أما أمين عام الإنتربول رونالد نوبل، فقال إن الإجراء الأخير سيشكل أداةً مهمةً للمساعدة في تحديد أماكن تواجد القذافي واعتقاله.

في العراق، خرج المئات إلى ساحة التحرير وسط العاصمة، للمطالبة بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد والمفسدين، ونبذ المحاصصة الطائفية، فالساسة الجدد المتناحرون في بغداد مازالوا يتوهمون أنفسهم أبطالاً فوق المحاسبة والمساءلة. وفي عاصمة عربية أخرى، خرج الألوف في مسيرةٍ يطالبون بحل البرلمان، والبدء بحل سياسي يستجيب للمطالب الشعبية، بعيداً عن تكريس مبدأ الاستهداف والتمييز والانتقام من المطالبين بالشراكة في القرار. ودعوا إلى بناء دولة القانون باعتباره حاجةً ملحةً وليست ديكوراً، لإعادة بناء الوطن الذي لا يقوم على التمييز والتهميش والاضطهاد.

لقد انطلق قطار الربيع العربي... دون توقف

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3291 - السبت 10 سبتمبر 2011م الموافق 11 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 9:21 ص

      المصلي

      نتمنى من العلي القدير ان ننعم بالأمن والأمان بتحقيق مطالب هذا الشعب المسالم وهي في واقع الأمر ليست عسيرة أن خلصت النيات الحسنه وهذا لايتأتى الا بابعاد المأزومين طائفيا عن ساحة القرار السياسي وتجريم كل من تسول له نفسه الخسيسة بتكريس مبدأ الأستهداف والتمييز والأقصاء والأنتقام من المطالبين بالأصلاح السياسي والأجتماعي وبناء دولة المؤسسات المدنية الحديثة والتي تقوم على قيم العداله والشراكة المجتمعية الحقيقية وهذه هي قيم السماء الخالدة

    • زائر 11 | 6:34 ص

      الأشياء والاحداث في الوطن العربي

      عرف اليونانيون القدماء أنه "متى ما كان الشيء له عدت مسميات لا تعبر عن ماهيته دل ذلك على الضبابية التي خلقتها المسميات على الشيء"
      ومن الملاحظ ان التحركات في الدول العربية تحديداً أخذت عدت مسميات مثل الربيع العربي، الصحوة الإسلامية، الثورات . . الخ.
      ما هي حقيقة الظاهرة التي تحدث في البلدان العربية تحديداً وفي هذه التوقيت؟؟

    • زائر 10 | 5:19 ص

      أجمل واحلى مقطع في المقال واللبيب بالاشارة يفهم !

      عاصمة عربية أخرى، خرج الألوف في مسيرةٍ يطالبون بحل البرلمان، والبدء بحل سياسي يستجيب للمطالب الشعبية، بعيداً عن تكريس مبدأ الاستهداف والتمييز والانتقام من المطالبين بالشراكة في القرار. ودعوا إلى بناء دولة القانون باعتباره حاجةً ملحةً وليست ديكوراً، لإعادة بناء الوطن الذي لا يقوم على التمييز والتهميش والاضطهاد.

    • زائر 9 | 4:05 ص

      شكرا

      شكراً لك إستاذنا هكذا عرفناك مع الحق
      مع حق الشعب السوري في مطالبه
      مع المدينة العربية التي خرجت بالألوف في مطالبها

    • زائر 8 | 2:46 ص

      الى كل شرفاء الربيع العربي أقول:

      الحذر كل الحذر من الدول المنافقة:
      أمثال: أمريكا و فرنسا وبريطانيا وباقي دول النفاق.
      هذه الدول تتاجر بالقيم والمبادئ دون حياء لخدمة مصالحها.
      شباب مصر وتونس وليبيا واليمن وباقي شباب ثورة الربيع العربي يجب تحقيق الاهداف بشكل صحيح.

    • زائر 6 | 1:35 ص

      مسك الختام ياسيد

      و يا واصلاً من نشيد الخلود ختام القصيدة بالمطلع

    • زائر 5 | 1:28 ص

      مبدع أنت في مقالاتك ، كما عودتنا دوماً.,,

      // لقد انطلق قطار الربيع العربي... دون توقف//


      مقال جميل جداً ، ينم عن مستوى الحنكة والثقافة العالية للأستاذ الفاضل ..,,

    • زائر 4 | 1:09 ص

      ياللحرية

      هذا البلد العربي .. هو وطني

اقرأ ايضاً