العدد 3291 - السبت 10 سبتمبر 2011م الموافق 11 شوال 1432هـ

زينب... حياة من الحرمان تبعها جدل بعد وفاتها

منزل آيل للسقوط ولا وجود لاهتمام حكومي بحالتها

منزل زينب المتهالك كما يبدو من الخارج
منزل زينب المتهالك كما يبدو من الخارج

«الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن»، كلمات اختصر فيها الإمام علي (ع) ما يعانيه الفقير في وطنه الذي يعيش فيه من غربة هي أكثر ألماً من غربة السفر عن الأوطان، ويزداد ذلك الألم إذا كانت الثروة موجودة إلا أن ذلك الإنسان يحرم منها ليستأثر بها البعض والقلة القليلة.

حالات لا تحصى تعيش بيننا في وطننا في البحرين يعيشون هذه الغربة المؤلمة، بيوتهم لا تصلح لسكن الآدميين، أسقفها من الممكن أن تنهار عليهم في أي لحظة، دخل شهري لا يكاد يكفي لسد رمق الحياة تضغط عليه الفواتير ومتطلبات الحياة التي تتزايد ويشتكي منها متوسطو الدخل فما بالك بمن لا دخل له.

15 من شهر يوليو/ تموز 2011 سجلت البحرين حالة من السجال والاختلاف بين جمعية الوفاق ووزارة الداخلية بشأن سبب وفاة المواطنة زينب حسن آل جمعة (46 عاماً)، فبينما قالت «الوفاق» إنها توفيت نتيجة استنشاقها الغازات الخانقة والمسيلة للدموع التي ألقتها قوات الأمن في قرية مهزة وقرى سترة الأخرى الجمعة (15 يوليو/ 2011).

وأوضحت «الوفاق» أن زينب آل جمعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت مستلقية على سريرها في الوقت الذي كانت تشهد المنطقة احتجاجات سلمية وتجمعات للتعبير عن الرأي، وقوبلت هذه التجمعات بإغراق المنطقة بغازات مسيلة للدموع. فيما أكدت وزارة الداخلية أن المواطنة توفيت طبيعيّاً، ونفت ما تردد عن تعرضها لاختناق جراء تنفسها الغاز المسيل للدموع، وذكرت أن وقت الإبلاغ عن الوفاة لم يكن هناك أي تعامل مع أشخاص خارجين عن القانون في المنطقة التي تقطن فيها المتوفاة، فيما أشارت النيابة العامة إلى أن الوفاة طبيعية وأنها ناتجة عن توقف القلب والتنفس.

ولكن حالة السجال تلك تختفي تماما أمام الحالة التي كانت تعيشها زينب وعائلتها فلا «الوفاق» بحاجة إلى إصدار بيان بشأن حالة المنزل الذي كانت تعيش فيه، ولا الجهات الحكومية يمكنها إصدار بيان لتنفي الحالة المزرية للمنزل.

زيارة واحدة للمنزل الذي كانت تعيش فيها المواطنة تكفيك لتختصر الحكاية وتفاصيلها وكيف تعيش هذه الأسر، فالمنزل لا يقي أهله برداً ولا حراً، فضلا عن مسيلات الدموع التي قال الأهل إنها السبب وراء وفاة «زينب».

آيل للسقوط... وإنذار من البلدية

لأن المنزل آيل للسقوط، حاولت العائلة تسجيله ضمن مشروع البيوت الآيلة للسقوط منذ العام 2004 إلا أن الوثيقة ووجود ورثة وغيره أخرت التسجيل، وفي العام 2006 انهت العائلة كافة الأوراق إلا أنها لم تفلح في تسجيل المنزل ضمن مشروع البيوت الآيلة للسقوط إلا في العام 2008، ولا يعلم هل ينتظر المنزل وصول الترتيب إليه أم لا؟

المستغرب بالنسبة للعائلة تلقيها إنذاراً من بلدية المحافظة الوسطى بأن المنزل يشكل خطراً على المارة وقاطنيه، بينما الوزارة لم تحرك ساكنا لبناء المنزل رغم مطالبتنا «منذ العام 2004، فأي ازدواجية نعيشها في هذا البلد؟، خصوصا أن هناك منازل أقل تضررا تم بناؤها، ونحن نراجعهم باستمرار ولكن الوزارة تصم آذانها عنا».

70 ديناراً تعيش عليها

أمام حالة المنزل المزرية، كان الدخل الشهري للعائلة ككل وللمواطنة زينب خصوصا والتي تحتاج إلى رعاية ومصروفات خاصة كونها كانت تعيش نوعاً من الإعاقة البدنية ضعيفاً للغاية، فزينب التي من المفترض أنها تحتاج إلى رعاية خاصة من الجهات الحكومية لم تحصل على تلك الرعاية أبدا، ولم يصرف لها أي مبلغ سوى 70 ديناراً هو مبلغ يصرف لها كونها أرملة، في الوقت الذي غابت فيه وزارة التنمية الاجتماعية عن المشهد سواء بالرعاية أو بصرف مبلغ لتقوم العائلة بصرفه على احتياجاتها.

عاشت زينب في بداية حياتها حياة طبيعية لا تعاني معها من إعاقة إلا من بعض القصور البسيط في رجلها، لذلك تزوجت وأنجبت ابنتين أصبحتا الآن في عش أزواجهن، ولكنها فيما بعد وقبل سنوات وعندما كان عمرها في نهاية العشرينيات من العمر أصيبت بالإعاقة التي أقعدتها على الفراش وظلت تقاوم وسط غياب الدولة عنها لتنتهي حياتها وسط جدل عن سبب الوفاة، إلا أن جدلا لا يمكن أن يكون على أنها عاشت حياتها وسط غياب رعاية الدولة ولتختصر قول الإمام علي (ع) «الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن»

العدد 3291 - السبت 10 سبتمبر 2011م الموافق 11 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 37 | 2:46 م

      رئيس المجلس الشمالي

      إحنه بيتنه ما يصلح حتى لسكن الحيوانات، و مسجل في الآيلة من سنين طويلة. الوالدة قابلت رئيس المجلس الشمالي تشكي له الحال و تترجاه، لكن رجعت و هي تصيح!! ما عدهم ميزانية ما عليه معذورين لأن الميزانية خلّصوها على بيوت اللي يقدرون يبنون و خلّو بيوت الفقره والمساكين، لكن مو معذورين في معاملة المواطنين إبها الأخلاق و هالوجه. والله الوالدة حلفت إنها إتفضّل البيت يطيح علينه و لا تقابل هالوجه، كلش ما عنده أخلاق ويّا الناس و رافع خشمه!! ويش حاطين لينه يا بلديات؟؟؟ اللي فينا يكفينا.

    • زائر 36 | 11:24 ص

      اوال

      عين عداري تسقي البعيد وتخلي القريب
      الغريب في بلدي معزز مكرم وابناء البلد في ويلات

    • زائر 35 | 7:26 ص

      هم في هم

      هم في هم و الهموم و

      يمكن ما تخلص من هاذي

      الدنيا ...... و الله المعين

    • زائر 34 | 6:18 ص

      الى جنان الخلد وحسن العاقبة

      الله يرحمها يعني ذبحتها مسيلات الدموع والفقر والمسكن المرزي هذا هو حالك يا بلدي ((بلد الاجانب))

    • زائر 33 | 5:50 ص

      أناشد سمو ولي العهد

      من هذا المنبر الحر اناشد ولي العهد للتدخل في قضية هذه المرأة التي رحلت عن هذه الدنيا ولازالت عائلتها تعيش اوضاعا صعبة كما بينتها الصور وحلها بشكل سريع وفوري لهذه المواطنة المخلصة لارض هذا الوطن الطيب

    • زائر 32 | 5:39 ص

      نحن في البحرين

      نعم نحن في البحرين مئات المؤسسات الخيرية الشعبية والرسمية لكن اين تصرف هذه الاموال؟

    • زائر 31 | 4:43 ص

      ..

      لا حول ولا قوة إلا بالله ، ، مأساة لا توصف حقيقةً. إننا نعيش في بلد من اغنى البلدان لما فيه من نفط وموقع إستراتيجي وتجاري هام (هذا ماكنا نتعلمه في مادة الإجتماعيات من الصف الأول إبتدائي حتى الثالث ثانوي) ولاكن اين كل هذه الخيرات؟؟؟ لاكن يوم الحساب قريب ويوم لاينفع مالٌ ولا بنون ، ويومها سيعض من كان السبب في ذلك على يديه ويقول ياليتني . . ولا كن لافائدة حينها !!

    • زائر 30 | 4:27 ص

      مثل ما قال زائر 9

      ناس تجي والبيت ينتظرها وناس تموت ولا تحصل مكان يضفها

    • زائر 29 | 4:06 ص

      انا نفس المشكلة

      اسكن في بيت والد زوجتي بغرفه غير صحيه تكاد ان تتهدم علي مع عالتي انتظر بيت الا سكان مند 16 اطلب من جميع صحفي صحيفة الوسط زيارتي بالبيت والا طلاع على الحاله الماسويه التى انا بها 5 اشخاص يسكنون بغرفه صغيره في قرية كرباباد

    • زائر 28 | 3:51 ص

      اللوم مو على الدولة

      اللوم على الجيران والصناديق الخيرية والأوقاف وأهل البلد والنواب
      والله البحرين نفس ما فيها فقارة فيها اغنياء ولو كل مقتدر وغني تبرع بالقليل لما اصبح الفقر في البحرين لهدرجة
      ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم

    • زائر 27 | 3:49 ص

      الى أصابني الخرس

      نفس حالتك بس ما نقول الأ الله ينتقم منهم هالظالمين ويرحم شهدائنا وأن تكون فقيراً ومظلوماً أفضل من أن تكون غنياً وظالماً وفي النهاية الرزق من عند الله والحمد الله على كل حال

    • زائر 26 | 3:46 ص

      بين النموذج والمثال

      الأمثلة كثيرة والنماذج تكررة.
      فالمثال قد يكون له شبيه لكن ليس مثله تماماً. أما النموذج فيتكرر طبق النموذج.
      وكذلك الحالة والظاهرة فقد تكون فردية وحيدة فهي حالة، بينما عندما تتكرر فهي ظاهرة لها على المجتمع حق الرعاية التي تدخل فيها الدراسة والتخطيط والتنظيم والعناية . . الخ.
      اليوم في جارك يمكن ان تكون في ديارك ..

    • زائر 25 | 3:44 ص

      الفقر و ما أدراك ما الفقر

      الله يرحمها ويحسن لها هذا هو حال غالبية المواطنين في وطنهم عوز وحاجة.. المشتكى لله

    • زائر 24 | 2:21 ص

      ليس البيوت أيلة للسقوط حتى الأنسان أيل للسقوط

      كفانا التكلم عن الدولة نفطية وأن المواطن يعيش حياة وردية والأقتصاد فى حالة أيجابية ,فى المناطق الحساسة تبنى عمارات وفنادق شاهقة ومجمعات تجارية وشقق مفروشة ,كل هذا لمن ؟؟؟

    • زائر 23 | 2:04 ص

      الشكوى لغير الله مذله

      أنا طلبي من 94 والى الان أنتقل من بيت الى بيت وعندي خمسة أولاد واحدة منهم من أصحاب الاحتياجات الخاصه .أتحدى أي مسئول في هدا البلد أن يصبر على أبنتي ساعة واحدة أن تكون في بيته وأدا تحملها فأنا مستعد أن أسحب طلبي ومن دون شروط .حاليأ أسكن في بيت لاأستطيع أن أهيئه لكي يكون ملائمأ لحالة أبنتي .حتى أبنائي لايستطيعوا العيش حال غيرهم بسبب أختهم .لله المشتكى

    • زائر 22 | 1:55 ص

      الشهيده زينب ال جمعه......

      اللهم ارحم الشهيدة زينب ال جمعه برحمتك الواسعه وانتقم لها ممن ظلمها فى الدنيا قبل الاخره.

    • زائر 21 | 1:55 ص

      تحتاج الي واسطه

      واسطه لاغير

    • زائر 20 | 1:42 ص

      أنا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الابالله

      الله يرحمها برحمته الواسعة ..... بس وين الجمعيات الخيرية عن هذه الفقيرة!
      سلام الله عليك يا مولاي يا أبا الحسن ونعم الصدوق البليغ نعيش الفقر فى غربة الوطن هذا حالنا ولا نملك الى القول إن أستغفر الله ربي وأتوب اليه وأنا لله وأنا اليه راجعون والحمد لله على كل حال فى السراء والضراء ورحمك الله يازينب واسكنك فسيح جنانه

    • زائر 19 | 1:34 ص

      سوال

      اين الخلل؟
      للعلم نحن نعيش في عام 2011 وكتشاف النفط في عام 1932رحمة الله علي جميع اموتنا

    • زائر 17 | 1:23 ص

      مو اول بيت ؟

      بحرين بخير بالبيوت فيها كثير لكن مافي واسطة مافي شي غير اعتماد علي نفس ولا علي جمعيات حق ناس خاصيين فقط

    • زائر 15 | 1:20 ص

      رغد

      انا لله وانا اليه راجعون

      والله تستغرب انك عايش بالبحرين وسط هالهموم وهالعيشة اليي يعيشونها

      ناس تجي والبيت ينتظرها وناس تموت ولا تحصل مكان يضفها

      الله يفرج ان شاء الله عن الجميع

      وحسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 11 | 12:49 ص

      أنا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الابالله

      هالبلد عذاري

    • زائر 10 | 12:49 ص

      بالضبط دون فارق أنملة

      نعيش نحن ذات المآساة والتفاصيل بالدائرة الثالثة للعاصمة المنامة نفس السيناريو فى تقديم الطلب للايلة للسقوط من2004 وقبوله فى 2009 ونفس المعاناة المعيشية لا راتب ولا عمل ولا هم يحزنون - سلام الله عليك يا مولاي يا أبا الحسن ونعم الصدوق البليغ نعيش الفقر فى غربة الوطن هذا حالنا ولا نملك الى القول إن أستغفر الله ربي وأتوب اليه وأنا لله وأنا اليه راجعون والحمد لله على كل حال فى السراء والضراء ورحمك الله يازينب واسكنك فسيح جنانه

    • زائر 9 | 12:45 ص

      الله يرحمها

      الشهيدة زينب ال جمعة ......
      وهذا حالنا نحن المواطنين الاصليين بيوتنا متهالكة ونعيش في ضيق ....... وطلباتنا الاسكانية تتاخر الى متى ؟! الله أعلم

    • زائر 8 | 12:33 ص

      لا يمكن ان تتحكم في مشاعرك وانت تقرأ المأساة

      ترى عينك تفيض من الدمع غصبا عنك ، زينب ظلمت مرتين .

    • زائر 7 | 12:24 ص

      الرحمة واجبة

      الله يرحمها برحمته الواسعة ..... بس وين الجمعيات الخيرية عن هذه الفقيرة!

    • زائر 6 | 12:22 ص

      اصابني الخرس

      عندما قراء المقال اصابني الخرس وجرى سيل دموعي التي لا تغير من الواقع شيء
      رحمه الله الشابة بواسع رحمته

    • زائر 4 | 11:55 م

      الفقر والغربة

      الفقر فى الوطن غربه وغنى فىالغربة وطن حال الكثير من المواطنين يعيشون الغربه فى وطنهم

    • زائر 3 | 11:25 م

      نفس مشكلتي

      اسكن ببيت الو الد بغرفه غير صحيه تكاد ان تتهدم علي مع عالتي انتظر بيت الا سكان مند 16 اطلب من جميع صحفي صحيفة الوسط زيارتي بالبيت والا طلاع على الحاله الماسويه التى انا بها 5 اشخاص يسكنون بغرفه صغيره

اقرأ ايضاً