علمت «الوسط» من مصادر مطلعة، أن عدداً من قيادات جمعية الرابطة الإسلامية رفضوا دعواتٍ متكررة من قبل جمعيتهم للتقدم بترشحهم في الانتخابات التكميلية المزمع إجراؤها 24 سبتمبر/ أيلول 2011.

وأشارت المصادر إلى أن الجمعية حاولت الدفع بعددٍ من ابرز كوادرها الذين ترشحوا في انتخابات 2010، إلا أنهم امتنعوا عن الترشح، الأمر الذي استدعى أن تكتفي بدفع مرشحٍ يتقدم للمرة الأولى في الانتخابات، في الدائرة التي تعدها الجمعية معقلها التاريخي (أولى الشمالية)، بالإضافة إلى دعم مرشحٍ آخر في المحافظة الوسطى، دون الإعلان عن ذلك رسمياً.

وتعد «الرابطة» الجناح السياسي لما يعرف بـ «تيار الشيخ المدني»، وقد كانت الجمعية السياسية الوحيدة من بين 19 جمعية مرخصاً لها، التي أعلنت مشاركتها في الانتخابات التكميلية، والتي أعلنت السلطات الرسمية إقامتها لشغر مقاعد 18 وفاقياً استقالوا من مواقعهم البرلمانية في فبراير/ شباط 2011، احتجاجاً على التعامل الرسمي مع الأحداث التي مرت بها البلاد خلال الأشهر القريبة الماضية.

وأعلنت «الرابطة» في بيانٍ رسمي أصدرته مساء أمس السبت 20 أغسطس/ آب الجاري أنها قررت المشاركة في الانتخابات التكميلية المقرر إقامتها أواخر شهر سبتمبر/ أيلول 2011، عازية قرارها إلى «المبادئ العامة التي تنطلق منها الجمعية والقائمة على المشاركة الإيجابية في الشأن العام والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة».

ولفتت الرابطة في بيانها إلى أنها «كانت في المدة الأخيرة تتدارس الوضع بعد الأحداث وما آلت إليه الأمور، ورأت أن الوضع الحالي يوجب المشاركة الإيجابية وعدم التخلي عن المسئولية في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البحرين».

وعلى رغم أن «الرابطة» شاركت في جميع الاستحقاقات النيابية الفائتة، بدءاً من العام 2002 حتى 2010، إلا أنها لم تتمكن من إيصال ممثلين لها، إلا في الانتخابات الأولى، حيث شكلت «الكتلة الإسلامية»، حين قاطعت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وثلاث جمعياتٍ أخرى معها تلك الانتخابات التي بلغت نسبة المشاركة الشعبية فيها 53 في المئة.

وتحظى قيادات الجمعية بعلاقاتٍ وطيدة مع الجهات الرسمية، وقد تمكنت على مدى المجالس الثلاثة التي تشكلت في مجلس الشورى أن تحجز لها عدداً من المقاعد في كل فصلٍ تشريعي، وهي حالياً تمتلك قرابة 5 مقاعد في الشورى من بين 40 عضواً فيه.

وفي الانتخابات الأخيرة الماضية (2010)، قدمت «الرابطة» مرشحاً واحداً باسمها في الدائرة المذكورة، ودعمت عدداً لا يقل عن ثلاثةٍ آخرين في دوائر مختلفة، غير أنها لم تحصد إلا 1058 صوتا بنسبة 12.6 في المئة، فيما حصلت جمعية الوفاق على 7350 صوتاً بنسبة 87.4 في المئة من أصوات المقترعين الذي بلغ 8970 ناخباً.

ولاتزال «أولى الشمالية» تتصدر الدوائر الأربعين من حيث عدد الناخبين فيها، إذ إنها الدائرة الأكبر على مستوى البحرين التي تبلغ كتلتها الانتخابية في 2011 نحو (16597 ناخباً)، وهي تفوق في عدد ناخبيها جميع ناخبي المحافظة الجنوبية بدوائرها الست.

وتضم الدائرة الأولى في «الشمالية» مناطق عدة هي «الجزء الغربي من منطقة البلاد القديم، الخميس، جدحفص، المصلى، طشان، أبوبهام، السهلة الجنوبية، الديه، جبلة حبشي، السهلة الشمالية». وتتداخل في هذه الدائرة قوى عديدة فهي تضم قاعدة جماهيرية لكل من تيار المرحوم الشيخ سليمان المدني، كما يمثل تيار جمعية الوفاق الوطني الإسلامية «السواد الأعظم»، بالإضافة إلى بعض التيارات الأخرى المقاطعة للانتخابات، وتمثل جدحفص كتلة مهمة في الدائرة، إذ تمثل نحو 34 في المئة من عدد ناخبيها. ومن غير المعروف حالياً، ما إذا كان في استطاعة «الرابطة» حث الناخبين في الدائرة على المشاركة بما يضمن فوزها بمقعدها، إذ يتنافس مع مرشحها أربعة مرشحين آخرين.

وإذا ما تحقق لها مبتغاها، فإن المقعد النيابي سيكون الوحيد لها في مجلس النواب 2011، والأول لها منذ العام 2006