قال نائب الأمين العام للشئون السياسية بجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) رضي الموسوي، في حفل تأبين المناضل عبدالرحمن النعيمي، بقرية النويدرات مساء يوم الجمعة (9 سبتمبر/ أيلول 2011): «كأنما يستحضر مأتم آل إسماعيل في النويدرات الليلة، أجواء حركة هيئة الاتحاد الوطني منتصف الخمسينيات عندما اجتمع أعضاؤها في مأتم بن خميس بمنطقة السنابس، وكان عبدالرحمن الباكر وعبدالعزيز الشملان كتفاً بكتف إلى جانب السيدعلي كمال الدين وعبدعلي العليوات وباقي أعضاء الهيئة الذين قدموا تضحيات جساماً من أجل شعبهم وبلادهم ضد الاستعمار البريطاني من دون أن يلتفتوا إلى طائفة ومذهب من يدافعون عنه ويضحون من أجله». مشيراً إلى أن «هذه المبادرة التي منحتنا دفقاً جديداً من الأمل والطموح والإصرار على مواصلة درب فقيدنا الغالي عبدالرحمن النعيمي بالتأكيد على وحدة شعبنا ووحدة أهدافه الوطنية في الحرية والديمقراطية والمساواة بين أبناء الشعب الواحد، بطوائفه ومذاهبه وايديولوجياته».
وأضاف «نحتفي اليوم بتأبين واحد من عمالقة البحرين والخليج والأمة العربية، الذي أمضى حياته الزاخرة بالعطاء الدائم منذ أكثر من خمسين عاماً قضاها في النضال الدؤوب من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل».
وأوضح الموسوي أن «فقيدنا الغالي وقبل أن يكون أممياً وقومياً، كان وطنياً ديمقراطياً بامتياز. فقد اعتبر النضال الوطني في البحرين العمود الفقري لأي نضال وجهاد آخر، ومنذ منتصف ستينيات القرن الماضي، أخذ النضال الوطني مأخذه في حياة النعيمي، فحضر وقاد إضراب الكهرباء في العام 1968، عندما كان مهندساً في محطة الجفير».
وبين أن «النعيمي كان جريئاً في مواقفه، لا تأخذه في الحق لومة لائم، فقضى من عمره أكثر من 33 عاماً متنقلاً من منفى إلى آخر ومن معتقل إلى معتقل، حتى استقر به المقام في دمشق. في المنفى والشتات لم تتزحزح مبادئ النعيمي قيد أنمله، وكان ابناً باراً لهذا الوطن وشعبه، فكان مقاتلاً ضد الظلم وضد الفساد الذي يمارسه الأبناء العاقون لهذا البلد، وكانت أول خطوة قام بها عندما رشح نفسه للانتخابات النيابية العام 2006 هي الكشف عن ذمته المالية ودعا باقي المرشحين للقيام بالخطوة نفسه... مبادئ اختطها وآمن بها هو ورفاقه في الحركة الثورية التي قادت النضال في المنطقة وفي الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي، وفي الجبهة الشعبية في البحرين وبعد ذلك جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) بعد عودته من المنفى».
وقال: «لقد آمن وبشر المناضل عبدالرحمن النعيمي بالوحدة الوطنية، واعتبر من يضرب إسفين فيها خارج على الوطن والشعب وابن عاق له، ولم يتردد يوماً من الإفصاح عن موقفه أمام أي كان. فهو رجل المواقف الصعبة، وحامل لواء الوحدة الوطنية والوحدة الخليجية والوحدة العربية، بإيمان راسخ، مهما حاول البعض تقسيم الشعب إلى فسطاطين طائفيين متناحرين».
وأضاف «ونحن نؤبن الأب الروحي لـ «وعد» نؤكد لكم اليوم أن جمعية العمل الوطني الديمقراطي وهي تسير على منهاج المناضل عبدالرحمن النعيمي، تؤكد مجدداً أن الخيارات والحلول الأمنية والعسكرية والعقوبات الجماعية بما فيها الاعتقالات والفصل التعسفي من العمل لن تصنع وطناً معافى، وهي حلول أكدت فشلها الذريع على رغم أعداد الشهداء الذين سقطوا وآخرهم الشهيد علي جواد، بالإضافة للجرحى والمعتقلين. فالأزمة سياسية دستورية بامتياز، وحلها كذلك... وليس هناك من مخرج حقيقي سوى الجلوس إلى طاولة الحوار الجدي الذي ينتج تفاهمات وتوافقات بين الحكم والشعب، بما يؤسس لحقوق أصيلة للإنسان والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، بحيث تكون مقدماته انفراجات أمنية وسياسية حقيقية وشروعاً في العدالة الانتقالية لجبر الضرر. هذا هو عبدالرحمن النعيمي الإنسان والمناضل من أجل الحرية... غادر هذه الدنيا تاركاً لنا جميعاً إرثاً نضالياً هو ملك للجميع نتعلم منه معنى الحياة الحرة الكريمة التي يجب أن نعيشها في ظلال الوحدة الوطنية الجامعة لكل مكونات الشعب البحريني من دون تمييز».
وقالت عائلة الراحل النعيمي في كلمة لها في التأبين: «إخواني من أحب النعيمي لفكره الإنساني الذي لم يميز بين عرق أو دين أو طائفة أو مذهب أو عقيدة، ليكن نصب عينه، أن تحقيق أهداف أية قضية عادلة لن يتحقق إلا بكلمة صدق للخصم قبل الصديق قائمة على روح التسامح والمعاني الإنسانية. ولا ننسى أن في هذه الأرض الكثير من إخواننا البشر من وقع عليهم الضيم، لابد من قراءة كل التجارب الإنسانية والتعلم منها ودعمها ولا تحيد البوصلة عن فلسطين، فالصراع الحقيقي للعرب هو مع الكيان الصهيوني ومن يقف وراءه من قوى الشر وحب المال بمختلف أجناسهم».
وأضافت «خلال تواجدنا في سورية الحبيبة التي ندعو الله أن يفرج كرب أهلها ويفرح قلب كل شعب تواق للحرية يحلم بعصر تحترم فيه قيمته الإنسانية، في أية بقعة من بقاع الأرض. تعودنا أنا وأخي خالد أن نذهب للحلاقة عند حلاق ظريف يفتي في كل شيء! في إحدى المرات - ويبدو أنه حصل على معلومة جديدة - بادرني بسؤال وعلى وجهه ابتسامة العارف وإن بدا عليها بعض الخبث، قال لي يا وليد أنت بحراني ولا بحريني! نظرت متعجباً قائلاً ما قصدك، قال يعني أنت شيعي ولا سني، قلت ببراءة ما أعرفه هو أننا من البحرين، ضحك ضحكة المنتصر، وشعرت بالحنق لا أعرف لماذا. حين عودتي للمنزل سألت والدتي ما الفرق بين الشيعي والسني، وهل نحن شيعة أم سنة، قالت يا ولدي كلنا مسلمون وليس بين الاثنين أي فرق عند الله إلا بالعمل الصالح».
من جانبهم قال أهالي قرية النويدرات، في كلمة لهم بتأبين المناضل النعيمي: «أن نرثي المناضل الكبير المرحوم عبد الرحمن ألنعيمي... أن تُرثي رجلاً حمل ثقافة سعادة الإنسان، وهو يرى أن الماضي ليس أفضل والحاضر ليس أسوأ والمستقبل ليس أخطر، فإن رثاءه لا يكتمل ولن يكتمل... وأن تستحضر تاريخ مناضلاً شامخاً منذ عقد الستينيات، وهو مؤمنا بالعروبة وحق شعوبها في النضال ضد الصهاينة وضد كل إشكال الاضطهاد والانتهاكات والتمييز، فلن تستطيع أن تكمل حلقات استحضار تاريخه... وأن تحاكي شخصية بهامة المرحوم عبدالرحمن وهو يجابه وجابه ممن يستعرضون ثرواتهم على مرأى من بؤس الفقراء والمعدمين، فلن تستعرض إلا جزءاً صغيراً من التفاصيل... وأن تكتب عن مناضل صلب تنقل بين جبال وبراري خليجنا العربي وصحارى الوطن العربي باحثاً عن تحقيق العدالة لشعوبها، فلن تكتب إلا عن قسم محدود... وأن تتحدث عن شخصية مناضل كبير بحجم المهندس المرحوم عبدالرحمن النعيمي، بعد رحيله، وهو كان يحلم بوطنٍ لا يرجف فيه الأمل، فهي مجازفة كبيرة خوفاً من ألا تفيه حقه، ونحن لن نفيه حقه»
العدد 3291 - السبت 10 سبتمبر 2011م الموافق 11 شوال 1432هـ
رحل ابو امل ويبقى الامل
ونحن على دربه سائرون فى نبذ الطائفية العمياء التى يؤجج وينفخ فى نارها بعض الصحفيين الموتورين لتحويل الوطن المتحاب الى ساحة للتناحر والبغض والكراهيه،ونحن ومن هذا المنبر الشريف نقول لهم لن ولن تستطيعو تمزيق وحدة الشعب فالبحرين للجميع والجميع للبحرين والولاء كل الولاء لتراب الوطن واهله بكل طوائفه وملله...
آبائى آمهاتى اخوانى اخواتى ابنائى من اهل السنة والجماعه احبكم وافديكم بروحى.
على نهج النعيمي سائرون
اخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه
ونعم الرجل
قله من الرجال الذين يجعلون مصلحة البلد فوق كل اعتبار ولا ينتمون لجهات خارجية محرضه ومخربه