في زمن بات فيه وفاء لاعبي الكرة لأنديتهم محكوما بالمال، لا يعد من المدهش أن يتحول الحارس روجيريو سيني إلى بطل في البرازيل بعد أن لعب (الأربعاء) مباراته الألف مع النادي الوحيد الذي دافع عن شباكه «ساو باولو».
واحتفلت الصحافة البرازيلية بسيل من العناوين المؤثرة ببطولة الحارس الذي اشتهر ليس فقط بمنع دخول الأهداف وإنما بإحرازها أيضا - سجل 103 أهداف على مدار مشواره الرياضي المستمر منذ 21 عاما.
وقال الصحافي ريكاردو فلايت في تعليق نشره موقع «تيرسيرو تيمبو»: «روجيريو سيني التحم بصلب مرمى استاد مورومبي (ملعب ساو باولو)، جعل من منطقة الجزاء معبده، وحصل على مريدين وكتب تاريخه الكروي في ملاعب قرية كرة القدم العالمية».
وجذب الاحتفال بالحارس الهداف كل الأقدام إلى مورومبي، فلم يكن هناك أقل من 60 ألف متفرج في الاستاد للاحتفال باللاعب (38 عاما) الذي يعد اليوم قائد ساو باولو ومعشوق جماهير النادي الأول. وفي مطلع العام لم يجذب الاحتفال الذي نظمته إدارة النادي بعودة المهاجم لويس فابيانو أكثر من 45 ألف متفرج.
ولدى مغادرته الملعب وقد بدا عليه التأثر الشديد، جثا سيني أمام درع ساو باولو وبعث برسالة إلى الجماهير «هذا هو حياتي... أحبكم».
وتمثل الألف مباراة التي لعبها سيني لساو باولو حدثا تاريخيا، لكنها ليست رقما قياسيا، إذ يملكه «الملك» بيليه مع سانتوس برصيد 1116 مباراة، يليه المهاجم السابق روبرتو ديناميتي الذي لعب 1108 مباراة مع فاسكو دا جاما، النادي الذي يترأسه في الوقت الحالي.
وللتفوق عليهما، يحتاج سيني الذي يتم التاسعة والثلاثين في مطلع الموسم الجديد، إلى مواصلة اللعب على الأقل حتى العام 2013. لكن الحارس يؤكد أنه لا يملك خططا للمستقبل البعيد: «مبدئيا، عقدي يمتد حتى 2012، وتجديده يعتمد على ما يحدث على أرض الملعب. أنا أعيش على الانتصارات والألقاب». لكن رقم سيني له مدلوله، ولاسيما في برازيل اليوم، إذ تتسبب العروض المليونية في تدفق دائم للاعبين على أندية الخارج، الأمر الذي لم يكن يحدث في عهد بيليه وروبرتو ديناميتي.
وذكر الصحافي رودريجو بوينو من صحيفة «فوليا جي ساو باولو» أمس أن في أوروبا الكثير من الأندية التي تملك لاعبين لا يزالون أوفياء لأنديتهم الأصلية، مثل الإيطالي باولو مالديني الذي كان قد لعب 902 مباراة مع ميلان حتى اعتزاله العام 2009، والإسبانيين راؤول - الذي لعب 741 مباراة مع ريال مدريد - وتشافي الذي ارتدى إلى الآن قميص برشلونة في 723 مباراة.
وبحسب بوينو، يوجد في البرازيل «انطباع عام بأن الانتماء إلى قميص واحد في عالم الكرة بات من تقاليد الماضي، وأن اللاعبين المعاصرين ما هم إلا مرتزقة يقفزون من ناد إلى آخر... من أجل تدعيم مشوارهم القصير والعالمي»
العدد 3290 - الجمعة 09 سبتمبر 2011م الموافق 10 شوال 1432هـ