يحيي العالم في العاشر من سبتمبر/ أيلول من كل عام «اليوم العالمي لمحاربة الانتحار»، وبحسب موسوعة «ويكيبيديا» فإن الانتحار هو «التصرف المتعمد من قبل شخص ما لإنهاء حياته»، وتشير الموسوعة إلى آخرين يعرفونه بأنه «قتل النفس تخلصاً من الحياة».
وقد اختلفت الآراء حول الانتحار هل يعكس شجاعة الشخص المنتحر أم جُبنه.
ولفتت الموسوعة إلى أن «بعض الشعوب لديها رمزية خالصة للانتحار كما هو عند اليابانيين»، وأشارت إلى أن «الإسلام يحرم النفس بأي حال من الأحوال ويشير إلى أن حياة الإنسان ليست ملكاً له وبالتالي لا يجوز التحكم فيها من قبله»، ونبهت إلى أن «نحو 35 في المئة من حالات الانتحار ترجع إلى أمراض نفسية وعقلية كالاكتئاب والفصام والإدمان»، وتابعت «كما أن 65 في المئة ترجع إلى عوامل متعددة مثل التربية وثقافة المجتمع والمشكلات الأسرية أو العاطفية والفشل الدراسي والآلام والأمراض الجسمية أو تجنب العار أو الإيمان بفكرة أو مبدأ كالقيام بالعمليات الانتحارية».
من جهته قال عضو مجلس إدارة رابطة علماء الشريعة بدول الخليج الشيخ علي مطر إن «الانتحار وقتل النفس بأية طريقة ووسيلة لا شك أنه حرام في شريعة الإسلام ومن كبائر الذنوب، وعقوبته بأنه يعذب بالطريقة التي قتل نفسه بها في نار جهنم خالداً فيها والعياذ بالله تعالى»، ورأى أن هذه العقوبة تستفاد من قول النبي (ص) «مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً».
وعبر مطر عن أسفه لأن «هناك من تضعف إرادته إذا أصيب بمشكلة أو محنة أومصيبة، كموت عزيز، أو إصابة بمرض خطير، أو رسوب في الدراسة، أو فشل في تجارة، أو مشروع زواج، أو خسارة مادية، أو ديون، أوبسبب لعب القمار، وتعاطي المخدرات وغير ذلك، فيعجز عن حلها والتغلب عليها، ولا يتحلى بالصبر، فتراه ينهار ويصاب باليأس والجزع والإحباط، ومع عدم التسلح بالإيمان والتحلي بالصبر، فربما أقدم على الانتحار وإنهاء حياته، ظنا منه أنه إذا مات تخلص من تلك المصيبة، واستراح من تبعاتها»، واستدرك «لكن الأمر ليس كذلك، فإن الموت بهذه الطريقة سبب للعذاب كما تقدم، ويترك الحسرة والألم في قلوب أقربائه ومحبيه».
وشدد مطر على أن «الواجب على الإنسان أن يصبر على أقدار الله تعالى، وما يصيبه من مصائب وتقلبات الأحوال التي تصيب كل البشر ولا يسلم منها أحد»، واستشهد بقول رسول الله (ص) «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له»، مؤكدا أن على الإنسان أن يستعين بالله تعالى ويتوكل عليه، ويدعوه ويستنجد به وحده، لقوله سبحانه «أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ...»، وختم «لهذا فإن حالات الانتحار بين المسلمين المؤمنين ولله الحمد نادرة جدا أوتكاد تكون منعدمة، لأن إيمانهم بالله عز وجل يمنعهم من ذلك».
إلى ذلك بين الشيخ هاني البناء أن «الانتحار يعد معصية من الكبائر»، وقال: ورد عن الإمام الصادق(ع) أن «من قتل نفساً متعمداً فهو في نار جهنم خالدا فيها»، وعن الإمام الباقر(ع) أن «المؤمن يبتلى بكل بلية ويموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه»،
ونبه البناء إلى أن «المؤمن يمنعه إيمانه أن يصل إلى الانتحار، وفي كثير من الأحيان تلازم الانتحار معصية أخرى وهي اليأس من رحمة الله»، وتابع «لأنه ينتحر بعد أن ييأس من حل المشكلة أو الفرج، وبالتالي يمزج بين اليأس وقتل النفس وهما معصيتان من الكبائر».
ونوه إلى أن الإسلام عمل على تربية المؤمن بحيث لا يفكر في الانتحار أو ييأس، وأن يستثمر حياته، وكلما ضاقت عليه البلايا اعتقد أن الفرج اقترب لأن الله سبحانه وتعالى يقول «إنما العُسرِ يُسرا»،
وبين البناء أن «الإسلام دخل لعقل الإنسان، ليجعل من تفكيره باتجاه أن الابتلاء يصنعك ولا يعذبك ويجعلك تتكامل، وأنت ملك لله تعالى، مستشهداً بقوله تعالى «إنا لله وإنا إليه راجعون»، وأضاف «الله يتصرف بملكه فلماذا تغضب؟، ومع ذلك فإن الله يجازي الإنسان لصبره على البلاء الذي يصيبه»، ونبه إلى أن «الإسلام يدخل لقلب المؤمن يعلمه أن الله لطيف به ويحبه وأن الابتلاء هو من باب المحبة، فالضابط الذي يحب الجندي يكثر تمارينه وعمله وذلك من باب حب الضابط للجندي لكي يتكامل بسرعة»،
واستكمل «وهذا في موضوع الإنسان إذ إن الله سبحانه وتعالى يبتليه ليتكامل ويقوى، وما أن يشتد عليه البلاء ويبلغ حده تأتي مرحلة اليسر بعد العسر»
العدد 3290 - الجمعة 09 سبتمبر 2011م الموافق 10 شوال 1432هـ
خطأ في الآية الكريمة
هناك خطأ في الآية
إنما العسر يسرا
الصحيح:
إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
وموضوع مميز...........................