قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع)، في الدراز، الشيخ عيسى أحمد قاسم إن المجتمعات العربية تعاني من واقع سيئ من الانقسام، بينما تتقدم على مجتمعات كثيرة في العالم في هذا المضمار.
ومن جانبه، قال إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين، الشيخ عبداللطيف محمود إنه يدعو على من قتل الشاب علي جواد الشيخ، بالعذاب العظيم، وعلى كل من علم بقاتله وكتم الشهادة.
وفي خطبته يوم أمس الجمعة (9 سبتمبر/ أيلول 2011) تحدث قاسم في سياق خطبته، عن الانقسامات في المجتمع الواحد، موضحاً أن "المجتمع الذي ينقسم إلى ظالمٍ ومظلوم، ناهبٍ ومنهوب، سالبٍ ومسلوب، قاهرٍ ومقهور، آمنٍ وخائف، مترفٍ ومحروم، لابد أن يكون منشأً للصراع واحتدامه، ومجتمعات الأرض اليوم ـ إلا ما ندر منها ـ تعيش هذا الانقسام المنتج للصراع المؤجج له، وحالة الانقسام المرضي هذه لابد منها في غياب الدين الحق والقيم الخلقية الأصيلة عن عالم السياسة والاجتماع".
وذكر أن "الظاهرة ليست بنت اليوم، وإنما قد ترسخت طويلاً، ومكثها في الأرض عامة، وفي الأرض العربية بالخصوص طويلٌ مقيم، لكن لماذا اليوم لا أمس يرتفع صوت الشعوب، وتكثر التحركات والثورات، ويعلو لهب النار، ويحتدم الصراع؟".
وأجاب قاسم على التساؤل بالقول: "السر أن من عناصر العلة انتفاء المانع، فحتى مع وجود المقتضي لا يولد المُسبب في ظل ما يعطل فاعليته".
وبيّن أن "الظلم والنهب والقهر والإساءة، وازدراء الشعوب، والاستخفاف بكرامتها، واستعبادها، وتجهيلها، واستحمارها من قبل الحكومات هو ما اعتادته الساحة العربية منذ قديم، ومنذ تنكرت هذه الحكومات لإسلام الأمة وإنسانيتها".
وأضاف "والتخلف الفكري، والهزيمة النفسية، وسحق الثقة في النفس، ومحق إرادة التغيير عند الشعوب بفعل سياسة التجهيل والقمع والإذلال، وتحريف الدين، وتحويله إلى أداة تخديرٍ وتدجينٍ واستسلامٍ لإرادة الظالم، كان دائماً هو المعطل لحركة الشعوب من أجل استرداد حق".
وحيّا قاسم الأطباء المفرج عنهم يوم الأربعاء الماضي (7 سبتمبر 2011)، وقال: "تحيةً لهم وهم يخرجون من امتحانهم الطويل وتجربتهم القاسية، التي لم يكن يخففها إلا أنها بعين الله".
إلى ذلك، قال إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين، الشيخ عبداللطيف محمود إنه يدعو على من قتل الشاب علي جواد الشيخ، بالعذاب العظيم، وعلى كل من علم بقاتله وكتم الشهادة.
وأوضح المحمود، في خطبته يوم أمس (الجمعة) أن "حدثت في البحرين جريمة قتل لأحد الشباب من أيام، وقد جاء بجثته ثلاثة أشخاص إلى أحد المراكز الصحية وتركوه وحتى الآن لم يعرف قاتله، لذلك يحق لنا أن ندعو على كل من قتل نفساً بغير حق وندعو على من قتل الشاب، ونقول: اللهم أنزل غضبك وعذابك العظيم على من قتل الشاب علي جواد الشيخ، والعنه في الدنيا والآخرة يا رب العالمين، وعلى كل من علم عن قاتله وكتم الشهادة، وعلى كل من اتفق على عدم إظهار الحقيقة وهو يعلمها أو شجع على ذلك، وأفرغ الصبر على قلوب والديه وأهله، إنك سميع مجيب".
وفي سياق خطبته، أشار المحمود إلى أن "خلال الأسابيع الماضية جاءت الأخبار بأن هناك من يحاول أن يقدم مبادرة لحل المشاكل في البحرين ويعرض خدماته، وفي هذه الحالة يجب علينا أن نسأل ثلاثة أسئلة: أولاً، عن الأطراف التي تريد أن تقدم خدماتها؟، هل هو من محبي النظام في مملكة البحرين، أو من مبغضيه؟، وثانياً، عن دور هذه الأطراف في الأحداث التي وقعت، هل كان موقفها مع المخربين أم مع جميع أهل البحرين؟". وأضاف "نسأل ثالثاً، عن طبيعة الحلول المقدمة؟، هل هي لمصلحة جميع أهل البحرين أم هي لمصلحة فئة من الفئات على حساب بقية فئات المجتمع؟".
وبيّن المحمود أن "الذين يتبنون هذه المبادرة إنما يتبناها أطراف من مبغضي النظام في البحرين، ويودون أن ينتهي، كما أن هؤلاء كانت لهم يد طولى في التخطيط والتمويل والتنفيذ والاستشارة والتوجيه".
وأضاف "كما يتبين من بنود هذه المبادرة، أنها إنما تؤدي لتحقيق أهداف المؤامرة الفاشلة التي حيكت للبحرين، وأريد منها أن تسلب حرية البحرين وعروبتها ودينها، وأن توقع الحرب الأهلية بين أبنائها على أساس طائفي. يريدون بهذه المبادرة أن يحققوا مرحلياً بالطريقة السلمية وبالتراضي ما فشلوا في تحقيقه في مؤامرتهم بالقوة".
واعتبر المحمود أن "المبادرة يتنازل فيها المتآمرون عن بعض مطالبهم، إلى حين حتى يتمكنوا من الباقي في الأزمان القادمة، وهذا أمر مرفوض من شعب البحرين، ونرجو من القائمين على الدولة وساستها أن يعلموا بموقفنا هذا، الذي يعبر عن معظم مكونات هذا الشعب بمختلف أديانه ومذاهبه وأعراقه، وأنه لا يجوز أن تمرر هذه المبادرات من غير التشاور مع مكونات هذا الشعب، فلا يصلح في هذا المقام وهذه الأحوال أن تتم أية تسويات في سرية أو في الخفاء فهذه الدولة نحن شركاء فيها مع جميع أبنائها ومحبيها".
وقال المحمود: "الأمر الذي أحب أن أؤكد عليه لشعب البحرين بمختلف أديانه ومذاهبه وأعراقه، أنكم قد أثبتم أنكم قوة كبرى قادرة على إيقاف كل المؤامرات، وقد نهضتم للوقوف أمام المؤامرة الكبرى على البحرين بكل أريحية، للمحافظة على أمنكم وسلامتكم واستقرار البحرين ونموها. وكان تجمعكم الفريد من نوعه، رسالة لكم أنكم لابد أن تعتمدوا بعد الله عز وجل على قدراتكم المجتمعة، فقد تقصر قدرات الدولة في بعض الظروف عن القيام بمهامها عند الفتن الكبرى".
واعتبر إمام وخطيب جامع كرزكان، الشيخ عيسى عيد، أن الإفراج عن الكوادر الطبية، مساء يوم الأربعاء الماضي (7 سبتمبر 2011)، خطوة في مسار حل الأزمة البحرينية، التي عصفت بالبحرين منذ شهر فبراير/ شباط الماضي.
وقال عيد، في خطبته يوم أمس: "إن خطوة الإفراج عن الكوادر الطبية إيجابية بلا شك، وتصب في المسار الصحيح لحلحلة الأوضاع المتأزمة التي تعصف بالبحرين، إلاّ أنها ليست نهاية الأزمة; لأنّ مشكلة اعتقال الكوادر الطبية متفرعة عن المشكلة السياسية الرئيسية، ومع ذلك يمكن أن يقال إنها تشكّل مفتاحاً لحل اللغز المعقد في الأزمة". ورأى أن هذه الخطوة "تُهدئ المهتمين المخلصين الذين يبحثون عن الحل، إلى طريق الحل وأسلوبه، كما أنها تؤكد أنّ الحل السلمي السياسي هو الأجدر لإنهاء الأزمات، والوصول إلى الحلول الناجعة، والذي لا يؤدي إلى الخراب والدمار أبداً، وأن الخيار الأمني لا يزيد الأزمة إلاّ تعقيداً، واتساعاً، وتشرذماً، وإن خيار العنف لا يولد إلا العنف وهو مرفوض على جميع المستويات".
في المقابل وصف عيد خطوة الإفراج عن الأطباء بأنها "ناقصة غير تامة، وليست لائقة بمقام هؤلاء الذين ساهموا في إعلاء سمعة البحرين طبياً، حيث أصبحت البحرين وبسبب هؤلاء وبلا شك، في عداد الدول المتقدمة طبياً في كثير من المجالات الطبية".
وزاد "بهؤلاء الأطباء أصبحت البحرين ولو على مستوى دول الخليج وبعض دول العالم، محط أنظار الخليجيين وغيرهم، وقبلة كثير منهم للعلاج، نعم كانت ناقصة غير تامة، حيث خرجوا من السجن، وهم ينتظرون المحاكمات في المحاكم العسكرية المعدة دولياً لمحاكمة العسكريين خاصة".
وبيّن عيد أن ذلك "يجعل أسباب الإفراج غير واضحة، والأهداف من هذا الإفراج غير بيّنة كذلك، إذ لو كان الهدف من عملية الإفراج محاولة الخروج بالبلد من هذه الأزمة الخانقة، لما كان لهذه المحاكمات أي معنى، ولألغيت كل هذه المحاكمات".
وطالب بـ "إرجاع الكادر الطبي إلى مهامه الشاغرة، لترجع للبحرين مكانتها وسمعتها العالمية في مجال الطب".
المفتاح: المجتمع يقوم على التآخي والتعاون
ومن ناحية أخرى، قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ فريد المفتاح، إن الضمانة الحقيقية لتحقيق العدالة والمساواة بين المسلمين، تكمن في الأخوة الصادقة، والتآلف النقي، مؤكداً أن "المجتمع المسلم لا يقوم إلا على مبدأ التآخي والتعاون والتفاهم بين أفراده".
وأوضح المفتاح، في خطبته يوم أمس أن "الوحدة لا تتحقق والمحبة والتواصل، ما لم يكن الاتحاد حقيقياً، ومن دون ذلك لا يتحقق الاستقرار والأمن. والأمة الواحدة لا تقوم إلا على الأخوة الصادقة". وأشار المفتاح في خطبته، إلى التآخي والتراحم الذي كانت تتسم به المدينة المنورة إبان حياة الرسول (ص)، مبيناً أن "كان مبدأ التآخي في المدينة من أهم عوامل قيام الدولة الإسلامية، إذ ترك أهل المدينة، كل مسببات الفرقة وراء ظهورهم، وكان همهم الوحيد هو كيفية صناعة مجتمع واحد متآخٍ صادق". وأكد أننا "في أمس الحاجة إلى أن نؤكد أخوتنا، ونقف في وجه من يريد أن يفرق بيننا، وينبغي ألا نسمح لأحد أن يعكر صفو أخوتنا، ولا أن يسرق أحلامنا ويعطل تواصلنا مع بعضنا بعضاً".
وفي سياق خطبته، أفاد المفتاح بأن "الأمة الإسلامية ذات هوية إيمانية، وصفة ربانية تمتاز بها عن سائر الأمم، والخيرية أعظم ملامح هذه الهوية التي تجعلها وساماً لهذه الأمة".
وأضاف أن "من أهم ملامح هذه الهوية، وحدة المعتقد، والهدف والمصير المشترك"، معتبراً أن "هذا العنصر من عناصر هوية الإسلام، وأهم عنصر لاستمرار وحدة الهدف والمعتقد".
إلى ذلك، قال السيدعبدالله الغريفي، إن الإصلاح السياسي الحقيقي الذي لا خيار غيره أقل كلفةً من هذا الثمن الباهظ الذي طال الأرواح والأموال والأعراض، وأضر بالأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار".
ورأى الغريفي، في حديثه الأسبوعي مساء أمس الأول (الخميس)، أن "الإصلاح السّياسي الحقيقي فحسب هو المخرج، وأنّ أيَّ خيار آخر سيُبقي الأوضاعَ مأزومةً ومرشّحةً إلى مآلاتٍ خطيرةٍ وكارثية ومدمّرةٍ".
وقال الغريفي: "لا أظن أنّ أحداً يُخلص لهذا الوطن يرى في استمرار التأزيم مصلحة، إلا مَن يريدُ الدمار لهذا البلد، وإلا مَنْ يريدُ الشر بهذا الوطن، وإلا مَنْ يريدُ العبث بمصالح هذا الشعب".
وتساءل الغريفي: "لمصلحةِ مَنْ أن تستمر الأوضاعُ مأزومةً؟، أما آن الأوان لتعالج الأمورَ بطريقةٍ قادرةٍ على أن تنقذ البلادَ والعبادَ مِن هذا المنزلق الخطير؟".
ورأى أن "ما عاد القمعُ، مهما اشتدَّ وقسى وعَنُفَ، قادراً أن ينقذ الأوطان من أزماتِها ومحنها وشدائدها، وما عاد قادراً أن يُسكت صرخاتِ الشعوب المطالبة بحقوقها".
واعتبر أن "من الحكمة والعقل أن تتجّه أنظمةُ الحكم إلى المصالحة الحقيقية مع شعوبها، ولا مصالحةَ من خلال القبضات الأمنية الباطشة، وإنّما من خلال الإصلاحات السّياسية التي ترضي الشعوب، وتستجيب للحقوق".
وتابع "مازال شعبنا ينتظر مبادرةً جريئةً صادقةً لإنقاذ البلد من هذا الواقع المأزوم". واستدرك "ربّما نسمع أصواتاً تدفع في اتجاه تكريس ما هو قائمٌ، بكلِّ أخطائِه وإخفاقاتِه، وترى في هذا الخيار الأصلح وتحرّض على مزيدٍ من الشدّةِ والبطشِ والانتقام، وعلى مزيدٍ من القبضةِ الأمنية، وتبارك كلَّ ما يحدث من ملاحقاتٍ، ومداهماتٍ، وتسريحاتٍ، واعتقالاتٍ، ومحاكماتٍ، لا أظن أنّ هذه الأصوات تخدم هذا الوطن، إنّها أصواتٌ مدمّرةٌ، ومُأَزِّمةٌ، ومؤجّجة".
ووصف الغريفي هذه الأصوات بأنها "أصوات غارقةٌ في الوهم والخطأ، فالمرحلة الراهنة المأزومة، ليست في حاجةٍ إلى خطاباتِ التحريض والانتقام، والتخوين"، مبيناً أن هذه المرحلة "في حاجةٍ إلى خطاباتٍ عاقلةٍ، حكيمةٍ، مخلصةٍ، صادقةٍ، تريدُ الخيرَ لكلّ مكوّناتِ هذا الوطن، وتنزعُ المحبةَ والوئامَ بين أطيافِ هذا الشعب، وتخفّفُ من عناءاتِ النّاسِ وعذاباتهم، وتمسحُ الدموعَ مِن عيونِ الذين أصابتهم الأوضاعُ المأزومةُ بكوارثِها، وآلامِها، وأوجاعها أولئك الذين فقدوا مَنْ فقدوا من أبناءٍ، وآباءٍ، وأزواجٍ، وأخوةٍ، وأحبةٍ، أو غيّبتهم السجونُ والمعتقلات أو قطعت أرزاقهم سياساتٌ غيرُ حكيمةٍ".
وزاد الغريفي "ما أحوج المرحلة إلى هذه الأصواتِ الأمينة على مصالح النّاس، والصادقة مع ربّها، والمملوءة بحبّ الخير، والمسكونة بالرحمة، وهذه وظيفة خطابِ المنابرِ الدينية الأصيلة، الخطابِ المحكومِ لضوابط الشرعِ والدين، غيرِ المأسور للأهواء والنزعات، غيرِ الخاضع لمزاجات السياساتِ الحاكمة، غيرِ الممالئ والمجامل لرغبات النّاس حينما تكون على خلاف شرع الله".
وأضاف "ما أحوج المرحلة إلى الخطاب الجريء، الصادق مع أهدافه ومبادئه، المطالب بالعدل والإحسان، الناصح للحاكم والمحكوم، المدافعِ عن المظلومين والمحرومين، والصائنِ لمبادئ الدين، الخطابِ الذي يُوّحد ولا يُفرّق، خطابِ المحبّة والتسامح، لا خطاب الكراهية والانتقام". وتابع "ما أحوجنا إلى خطابِ البناء والإصلاح، لا خطاب الهدم والإفساد، خطاب الرفق لا خطاب العنف".
وثمّن الغريفي خطوة الإفراج عن الأطباء واعتبرها "خطوة في الاتجاه الصحيح، وأملي أن تتبعها خطواتٌ في إطلاقِ سراحِ بقية المعتقلين والسجناء، ولكي تتوافر الأجواء الملائمة لأيّة مبادرة إنقاذٍ تهدف إلى إصلاح الأوضاع، وإلا فستبقى الأجواءُ مأزومةً، ما يُعقّد أيّة محاولة تغيير"
العدد 3290 - الجمعة 09 سبتمبر 2011م الموافق 10 شوال 1432هـ
يا خطباء الجمعة
العنوان يقول ان الخطباء يدعون الى الاصلاح والتآخي وعند قرائتي لخطب البعض لاحظت انه يكرر كلمة الخونة .. فمن يقصد بهذه الكلمة وأي تآخي يرتجى بعد هذه الكلمة .. ولماذا يلمح ان من قتل الشهيد علي الشيخ هم من الشعب ؟!
ولماذا لم يطالب بالقصاص العادل لمن قتل ما يفوق 30 قتيل على حد تعبيره؟! أين العدل ؟
المحمود: ندعو بالعذاب العظيم على من قتل "علي الشيخ"
الشيخ عبداللطيف محمود إنه يدعو على من قتل الشاب علي جواد الشيخ، بالعذاب العظيم، وعلى كل من علم بقاتله وكتم الشهادة.