لا أدري لماذا يصرّ فخامة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك على دخول المحكمة وهو ممدّدٌ على سرير طبي؟ فلو كنت مكانه لمشيت على رجلي، حتى لو كنت متكئاً على عكّاز!
هل لأنه يريد أن يكسر خاطر شعبه لكي يعفو عنه؟ أم ليستعطف مزيداً من المحامين الكويتيين للدفاع عنه؟ أم للتأثير على القاضي قاسي القلب الذي يتولَّى محاكمته ومحاكمة ولديه ووزير داخليته وكبار أركان نظامه؟
كلما شاهدت صورته في الفضائيات وهو ممدّدٌ على السرير يتلفت حيران، يميناً وشمالاً، تذكّرت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الديمقراطي اللبناني وليد جنبلاط. فقبل أكثر من عشرين عاماً، وفي سياق تعليقه على أحد مؤتمرات القمة العربية، أطلق عليه وصف "المومياءات".
أحدهم حكم بلاده ربع قرنٍ بالحديد والنار، ونشر المقابر الجماعية من الشمال إلى الجنوب، وحين دخل الغزاة هرب إلى حفرةٍ في الأرض.
كان وزير إعلامه يهدّد الغزاة بتعليقهم على أسوار بغداد، بينما صنع الإعلام الغربي المخادع أسطورةً ضخمةً عن المدن المحصَّنة تحت طبقات الأرض، تبين أنه لم يكن يملك غير تلك الحفرة التي لجأ إليها بعد أن تخلّى عنه جيشه وقوات حرسه الخاص، وحين عثر عليه كان شعره مشعثاً لم يحلقه قبل سبعة أشهر.
حاكمٌ آخر هرب بالطائرة، وأخذ يستنجد برئيس فرنسا الذي كان أحد أصدقائه المقرّبين، فلم يسمح له حتى بالهبوط على الأرض. يقال إنه أغلق عنه حتى هاتفه الأرضي والنقّال، ورفض الردّ عليه. بعدها أخذت تحوم طائرته في السماء عدة ساعاتٍ فوق مياه البحر الأبيض المتوسط، حيث رفضت حتى الجزر الصغيرة استقباله، بما فيها كورسيكا ومالطا ورودوس وقبرص وكريت... كلها رفضت السماح له بالهبوط فظلّ معلقاً في الهواء!
ثالثٌ كانوا يستقبلونه في العواصم الغربية بالترحاب حتى وقتٍ قريب، بعد أن سلمهم أسلحة بلاده، وبدأ بصفحةٍ جديدةٍ من التعاون المخلص والمثمر مع مخابراتهم، حيث سلّموه عدداً من رجال المعارضة ليسلخ جلودهم في أقبية السجون، في صفقة القرن "النفط مقابل البقاء". حتى رئيس وزراء إيطاليا سيلفيو برلسكوني انحنى على يديه يقبّلهما دون شعورٍ بالخجل. كان ذلك قبل عام، أما قبل نصف عامٍ فقد أصبح طريدةً... واليوم أصبح طريداً.
مطلع هذا الأسبوع، كشفت التقارير ما وصلت إليه سياسة الانصياع والتعاون مع المخابرات الأميركية والبريطانية. وأمس (الخميس) خرج وزير بريطاني ليعتذر عن عار تعامل حكومته مع أنظمة دكتاتورية بشعة كانت تنتهك حقوق الإنسان على الدوام، وعلى رأسها نظام العقيد المخلوع.
في كل عامٍ يتنافس المخرجون في "هوليوود" على تقديم أروع الأفلام وأتقنها صنعةً، ويتنافس الفنانون على انتزاع جوائز الأوسكار، حيث يُفرش لكبار النجوم السجاد الأحمر في أكبر مسارح لوس انجليس. وفي فبراير/ شباط هذا العام فاز فيلم خطاب الملك البريطاني بجوائز أفضل فيلم ومخرج وسيناريو وممثل. وفاز فيلم "أليس في بلاد العجائب" بجائزة أفضل إخراج فني، بينما فاز فيلم "الرجل الذئب" بجائزة أفضل مكياج!
لو كان للعالم العربي "هوليوود" وصناعة أفلام حقيقية، فمن منهم سيفوز بجائزة أفضل ممثل؟ وأيّ فيلمٍ سيحصد جائزة أفضل سيناريو؟ وأروع إخراج؟ وأجمل مكياج؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3289 - الخميس 08 سبتمبر 2011م الموافق 09 شوال 1432هـ
اول مرة
اول مرة تصدق وتقول وحين دخل الغزاة هرب الي حفرة في الارض الحمد لله ما قلت الفاتحين
سؤال
لم لا يتعظ طواغيت اليوم؟ .. وقد رأوا نهاية طواغيت الأمس!
مقال ممتاز قاسم ...
مقال ممتاز قاسم حسين الى الامام دائما وابدا
أتوقع نهايات تعور القلب للرؤوساء الذين انزلوا من فوق عروشهم بالقوة .... ام محمود
أكيد هم نادمين أشد الندم ويعضون أيديهم بسبب تعاونهم مع الأعداء طوال هذه السنوات وفي الأخير لم يمدوا لهم يد المساعدة و لم يتصلوا بهم للتخفيف من معاناتهم ولم يطرشوا لهم مسج يتعاطف معهم و لم ينظروا لهم نظرة رحيمة مثل ما فعلوا بصدام المشهد يتكرر الآن
أنا أتوقع ان تكون نهاية الطغاة درامية حزينة مثل نهايات الأفلام الهندية سوف تبكينا
إذا كان حالهم الحين محزن فكيف سيكون عندما يتم القبض عليهم أو اعدامهم أو سجنهم مؤبد أو نفيهم الى أقاصي البلاد
التاريخ يعيد نفسه
لكن نفس القذافي ما بنشوف مجنون حقيقي
..القذافي يستاهل جائزة نوبل في الكلمات البذيئة...نسيت الزعيم اليمني ما ذكرته . ام محمود
والذي احترق بنفس الطريقة التي أذاقها لشعبه ونجا بأعجوبة ولكنه فقد فروة رأسه ويده لا تعمل والتجميل برع في اعادة وجهه كالسابق لكنه لم يتعلم من الدرس وما زال يردد بانه سيعود وزين حصل بلد ينقذه من اصاباته الجسيمه
أما القائد المعجزة الذي حير الناس بخطاباته المجلجلة والمليئة بالعبارات والكلمات المؤدبة جدا فانه يحتاج الى كاتب يكتب سيره حياته في مجموعة من الكتب وبحاجة الى مخرج سينمائي بارع يصور بطولاته مع أبنائه في الدفاع المقدس ضد الصليبيين الغزاة و ضد الجرذان الذين ليس لهم اب و لا جد ولا ام
الزعماء المنبوذين حتى لو دخلوا البحر لقام باغراقهم ولفظهم كما فعل بفرعون مصر ... ام محمود
معك يا استاذ قاسم في كل كلمة كتبتها فالرئيس المصري المخلوع وتكرار حضوره لجلسات المحمة وهو بنفس الوضعية على السرير و تقاسيم وجهه المأساوية تجلب الضجر حقا لو كان جالس على كرسي طبي ذو عجلات كان أفضل أعتقد انه بحاجة الى طبيب نفسي يعالجه من الاكتئاب الخطير قبل ما ينتحر وانتو في الوسط تكررون من نشر صوره وهو كالمومياء الملفوفة
الزعيم الآخر الذي رفضته جميع دول العالم وظل يدور في الطائرة 4 أو 5 ساعات الى ان نفذ البترول حتى في الغابة لا يريدونه وغير مرحب به يحمد ربه انه وجد بلد مضياف ما زال فيه يعيش
تتساءل استاذ
عن مبارك اشمئز من دخوله على سرير عشان يستعطف شعبه عقب ما قضى عمر ينتهك كراماتهم بس ما استغرب هالاسلوب منه لايق عليه لا عنده كرامة و لا احساس فخله ينذل مثل ذل الناس. أما هوليود لو جاءت بكل افلامها و جاء العرب بالقذافي لحاله لفزنا عليهم فوزا ساحقاً و لله الحمد
مسرح العرائس
بات من المعروف بان المخرج لهذه الافلام الحقيقية هو واحد لان معظم رؤساء الدول هم عبارة عن دمى مثل مسرح العرائس تحركهم اصابع لا ترى بالنسبة للمشاهد ولكن في الحقيقة هي اصابع بارعة بجد تجعل الدمى تتحرك وترقص فما ان تتوقف تلك الاصابع عن التحرك تهوي تلك الدمى جاثمة لا تحرك ساكن فمتى اراد الممثل صاحب الاصابع السح رية اسقاط دمية او استهوته فكرة لاسقاط دمية ارخى خيط تلك الدمية لسقط وهكذا .
من أين أتى مبارك ؟
مبارك أتى من إنقلاب ثورة العسكر على الديمقراطية باسم المبادىء, وما فتئت الروح الانقلابية أن أنقلبت على مبادئها .
روعة
روعه ياستاذ
روععععععة
يناسب هذا المقال ليوم الجمعة مثل ما كنت أتقول