العدد 3288 - الأربعاء 07 سبتمبر 2011م الموافق 08 شوال 1432هـ

الأحمر تخطى «حجر الزاوية» ونجاح مغامرة تايلور بـ «الأولمبية والهجومية»

منتخبنا بدد المخاوف في رحلة إندونيسيا وعاد بالفوز الثمين

نجح منتخبنا الأول لكرة القدم في تجاوز منعطف مهم وخطوة جديدة على طريق مشواره الطويل لبلوغ حلم كأس العالم 2014 في البرازيل بتحقيقه الفوز الثمين على مضيفه الإندونيسي بهدفين نظيفين في المباراة التي جمعتهما في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وذلك ضمن منافسات المجموعة الخامسة من الدور الثالث للتصفيات المونديالية.

وجاء الفوز الأول لمنتخبنا في المشوار المونديالي ليبث التفاؤل والأمل مجدداً وخصوصاً بعد حال القلق على مشوار المنتخب بعد إهداره فرصة الفوز الأول بتعادله السلبي «الخاسر» أمام قطر في الجولة الأولى، وكانت هناك تحذيرات حتى عند أشد المتفائلين بمنتخبنا في ظل الظروف الصعبة التي واجهها الأحمر قبل وخلال المباراة بدءاً برحلة السفر الشاقة والإرهاق ومرض اللاعبين الأساسيين سلمان عيسى وصالح عبدالحميد وغيابهما عن المباراة، وقلة خبرة عدد من لاعبي منتخبنا في مثل هذه المواجهات الصعبة مثل ضياء سيدسعيد ومحمد الطيب وراشد الحوطي، وكذلك الضغط الجماهيري الإندونيسي الكبير بحضور نحو 100 ألف متفرج، لكن الأحمر بدد جميع الهواجس والمخاوف فقدم مباراة متميزة تحلى فيها بالروح العالية والثقة والحماس والتركيز، وهي عوامل مهمة ومؤثرة ساهمت في قدرة اللاعبين على تنفيذ المهام والواجبات التكتيكية والخططية التي وضعها المدرب الإنجليزي تايلور والذي وفق في التعامل مع ظروف المباراة من خلال الأسلوب الناجح واختيار التشكيلة المناسبة والممزوجة بالخبرة والعناصر الشابة التي أعطت الأحمر حيوية وديناميكية وخصوصاً في الناحية الهجومية، واستطاع من خلالها فرض تفوقه على مجريات اللقاء واستحق الفوز بالنقاط الثلاث بهدفين بتوقيع اللاعب الصاعد «الموهوب» سيدضياء سعيد وإسماعيل عبداللطيف.

مغامرة تايلور كسبت الرهان

وبدا أن حالة الرضا والاقتناع بمستوى عمل المدرب الإنجليزي للأحمر بيتر تيلور ظهرت إلى حدٍ كبير خلال مباراة إندونيسيا من خلال نجاحه في وضع الإستراتيجية التي تعامل بها المدرب مع ظروف ومجريات المباراة ونجاح مغامرته في وضع التشكيلة الأساسية والتي كانت ممزوجة بين عناصر الخبرة والوجوه الشابة وخصوصاً الثنائي الأولمبي سيدضياء سعيد ومحمد الطيب واللذين كانت هناك مخاوف من الزج بهما في مباراة صعبة بأهميتها وظروفها في ظل قلة خبرتهما الدولية، لكنهما كسبا الرهان مع تايلور بظهورهما الفني الجيد، بالإضافة إلى خطة اللعب المناسبة التي اعتمدت على أسلوب المباغتة الهجومية باللعب بمهاجمين مدعومين من وسط الملعب والضغط على الفريق الإندونيسي منذ بداية المباراة وهو الأسلوب الذي فاجأ به تايلور الجميع، وكان بإمكان منتخبنا تسجيل أكثر من هدف في الشوط الأول وذلك على عكس التوقعات المسبقة باللعب بحذر ودفاع لمواجهة الاندفاع والحماس الإندونيسي. وفي الوقت نفسه، استطاع كشف الوجه الحقيقي للفريق المضيف والذي بدا عاجزاً عن تهديد مرمى منتخبنا فعلياً أغلب فترات اللقاء عدا الدقائق الأخيرة، وذلك في دلالة على نجاح الجهاز الفني لمنتخبنا في قراءته أوراق المباراة والفريق الإندونيسي جيداً قبل المباراة.

تألق اللاعبين والاستشفاء ولكن...

ولعل من المهم هنا التأكيد على ان ما حدث في لقاء جاكرتا ليس نجاحا لعمل المدرب فقط بل كان لحال التألق التي كان عليها لاعبو الأحمر بكبارهم وصغارهم، إذ قدموا صورة مختلفة تماماً عن عطائهم في لقاء قطر وخصوصاً في أداء وفعالية خطي الوسط والهجوم وتحديداً أداء لاعبي ارتكاز الوسط حسين بابا وحمد راكع اللذين قاما بدور لافت في تنفيذ المهام الدفاعية والمساندة الهجومية على عكس صورتهما في لقاء قطر، بالإضافة إلى وجود مهاجم ثانٍ بجانب إسماعيل عبداللطيف متمثلاً في الطيب ومساندة سيدضياء سعيد أعطى حضوراً وفعالية للهجوم الأحمر.

كما يحسب أيضاً قدرة الفريق على استعادة حيويته وجاهزيته خلال 3 أيام فقط التي فصلت بين مباراتي قطر وإندونيسيا وتخللتها رحلة السفر الطويلة وذلك في نجاح لبرنامج «الاستشفاء» الذي أعدّ للفريق في هذه الفترة القصيرة، على رغم تراجع منتخبنا في الشوط الثاني لأسباب قد ترجع إلى الحفاظ على التقدم أو التأثر بالجهد البدني الذي بذله اللاعبون طيلة الشوط الأول أو إن ذلك مؤشراً لحال عدم اكتمال الجاهزية البدنية لفريقنا وهو الأمر الذي اتضح منذ لقاء قطر وأكد حاجة منتخبنا إلى مزيداً من الاعداد وخوض المباريات الودية القوية وخصوصاً ان التصفيات المونديالية انطلقت قبل بدء الموسم الكروي المحلي.

وفي جميع الأحوال ومهما قيل عن ضعف المنتخب الإندونيسي وإنه لا يعتبر من أقوياء آسيا، إلا أنه يعتبر من المنتخبات الآسيوية المتطورة والقادرة على إحداث الحرج والمفاجآت في أرضها، وإن الفوز عليه في عقر داره في مثل هذه الظروف يمثل عبوراً من نفق الحرج و»حجر الزاوية» في مشوار الأحمر نحو العبور إلى الدور الحاسم من التصفيات المونديالية.

التقييم للقادم الأصعب

وعلى رغم ذلك فإنه يجب عدم التوقف والركن كثيراً عند الفوز على إندونيسيا، فالقادم أهم وأصعب والفرصة باتت مؤاتية أمام الجهاز الفني لإعادة قراءة وتقييم وترتيب أوراقه بعد الجولتين الأوليين المضغوطتين اللتين كسب خلالهما الأحمر 4 نقاط وهي محصلة تعتبر جيدة نسبياً وخصوصاً بكسب لقاء إندونيسيا في جاكرتا، وأن الفترة الفاصلة عن الجولة الثالثة التي سيواجه فيها المنتخب الإيراني في 11 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل تحتاج إلى عمل وتعزيز مقومات المنتخب وخصوصاً مع انطلاق منافسات الموسم الكروي والتحاق لاعبي المنتخب بأنديتهم المحلية والخارجية وهو ما يتطلب تعاملاً جيداً من قبل القائمين على شئون المنتخب، بالإضافة إلى احتمال إجراء بعض التغييرات وكذلك تصحيح بعض الأمور والأخطاء التي وقعت في الجولتين الأوليين

العدد 3288 - الأربعاء 07 سبتمبر 2011م الموافق 08 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً