لست منتمياً إلى «وعد» أو إلى أية جمعية سياسية، من المعارضة أو الموالاة، هذا ما يلزم قوله ابتداءً، وإن لم يكن الانتماء جريمةً ولا خطيئة.
الهجوم المركّز على «وعد»، ومنذ عدة سنوات، لم يكن صدفةً أو مزاجاً شخصياً، وإنّما توجه مقصود لمواقف هذا التيار الوطني من قضايا الصراع السياسي الراهن في البحرين. فقد اعتدنا على الأصوات الصارخة التي كرّست نفسها 24 ساعة في اليوم، على مدار سبعة أيامٍ في الأسبوع، لمهاجمة وإسكات كلِّ صوتٍ لا يتفق مع الطرح الرسمي، في استباحةٍ واضحةٍ فاضحةٍ لمبدأ التنوع وتعدّد الآراء.
الجمعية كانت من ركائز التحالف السباعي، ومن أهم فصائل المعارضة، بما تمثّله من نواةٍ فكريةٍ صلبة، انعكست على مواقفها في اللحظات الحرجة. كما تميّزت بمنتدياتها الأسبوعية، وأنشطتها السياسية والحقوقية الجامعة، ووقوفها إلى جانب الجماهير، فضلاً عن انفتاحها على القوى المعارضة الأخرى، وخصوصاً التيار الإسلامي الحركي. والتحالف الذي أرسته شخصيات تاريخية مثل المرحوم عبدالرحمن النعيمي كان ضمانةً جنَّبت البحرين الانجرار إلى حافة اقتتالٍ أهلي بانت نُذُره في الشهور الماضية، وكان يتمناه بعض المتوترين.
التحالف الوطني كان من أهم أسباب تعرّض «وعد» للقصف الدائم من القوى الهادفة إلى تفتيت أيّ تحالف أو تحرّك يستهدف مصالح الشعب بطبقاته المختلفة. ولو رصد الباحثون عدد المقالات الموجّهة ضدها، لربما وقف على مئات المقالات التي تستهدفها سنويّاً، ولا يسبقها في ذلك غير حصة «الوفاق». كما سيكتشفون عشرات المتفرغين الذين لا يجدون موضوعاً يتناولونه غير ذمِّ هذه الجمعيات، بما يصل في كثير من الأحيان إلى القذف والتخوين والاتهام في الوطنية وتسفيه المواقف والآراء. ولا ندري كم تبلغ الكلفة الاجمالية لهذه المقالات سنويّاً؟ وما قيمة كل مقال؟
لم تكن «وعد» تجمعاً طارئاً على الساحة، ولم تولد صدفةً، وعمرها ليس بضعة أسابيع، بل هي ذات تاريخ ممتد؛ كبقية الجمعيات السياسية الحقيقية. وهي لا تتيح غنائم أو فرصاً لكوادرها غير التضحية والمعاناة. ونظرةٌ سريعةٌ في وجوه قيادات الجمعيات المعارضة بشقيها الوطني الديمقراطي أو الإسلامي الحركي، سنرى غالبيتها تجاوز الخمسين، ما عدا «الوفاق»، وهي شخصيات تحمل على ظهورها خبرة نضالية طويلة، وغالبيتها مر بتجارب متراكمة وعاش سنوات طويلة في المنفى، ولم يصل إلى قيادة تيارٍ من الناس بقرارٍ سياسي من جهةٍ ما.
من المفارقات التي تعيشها صحافتنا؛ هذا الكم الهائل من الكتابات التي تستهدف «وعد»، والمؤسف أكثر أن يكون على رأس الحملة كتّابٌ كانوا يساريين، فانقلبوا في الآونة الأخيرة على أعقابهم، ونجحت خطة سحبهم من أرجلهم لإسقاطهم في الوحل، حتى أصبحوا قارئي فناجين طائفيةٍ. ويمكنك أن تفهم سر انقلاب بعض عتاة الماركسيين وتحوّلهم إلى دعاةٍ على مسرح الليبرالية المستبدة ومنتفعين من فتات سياسات السوق، إلا أن غير المقبول دخول بعض صحافيي الصدفة الحانقين للميدان، وتسلحهم بوسائل تحريض رخيصة وترويج ادعاءات وشائعات، متوسلين بشهود زورٍ لا يقلون ريبةً في دوافعهم عن الكاتب المدّعي.
إن من مهازل الزمان، أن شخصاً وطنيّاً فذّاً مثل النعيمي، أصبح ستاراً يتمترس خلفه بعض الوصوليين لتبرير لزوجتهم وتقلباتهم المخجلة... وأن جمعيةً وطنيةً عريقةً مثل «وعد» بكل كوادرها وكفاءاتها العلمية والنقابية؛ أصبحت علكةً على لسان المفلسين فكريّاً وسياسيّاً، ينتقدون مواقفها الوطنية وتحالفاتها السياسية وخياراتها الاستراتيجية الكبرى
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3288 - الأربعاء 07 سبتمبر 2011م الموافق 08 شوال 1432هـ
الى الامام
هناك الاف المناصرين لوعد وليسوا اعضاء في الجمعية يا صاحب التعليق المندثر ودخول البرلمان ليس غاية ولول الدسائس لتغيرت الموازيين واذا كانت هناك اخطاء فنظرية النقد والنقد الذاتي متاحة لتصحيح الاخطاء والجمود العقائدي هو من نصيب العقول المتحجرة التي تعرفها
شر البلية
هؤلاء أناس أتوا بهم من الشارع وأعطوهم أقلاماً وقالوا لهم اكتبوا، تخيل أنهم يتهمون "وعد" بولاية الفقيه ! في حين أن أبسط مواطن يعرف أن وعد ليبرالية !
أعتقد لأن بعض توجهاتها وطنية ووفاقية ؟
نعم
اوراق صفراء - موطن مغترب
الاوراق الصفراء مصيرها السقوط وتلك حتمية علمية وتاريخية والتاريخ يشابه الى حد ما في متغيراته حركة الفصول فلا تستغرب ايها الكاتب المحترم بما يحدث من انقلاب مفاهيمي لما يعرفوا برواد الفكر الماركسي فمثل ما تصفر اوراق الاشجار وتسقط ذلك ايضا حال بني البشر ضمن حركة التاريخ.
وما ينبغي التوقف عنده هل ما هو حاصل حالةطبيعية ومضمون بقائها ام حالةمتغيرة كما هو عليه حلة الاشجار في الخريف والربيع اتصور ان الامر حالةعابرة وصحية ومطلوبةلغربلةواقعنا للتمنكن من نفظ الغبار عن جسم مجتمعنا وازالة الغشاء عن اعيننا
وعد اندثرت يا رقم 9؟
اضحكتني يا رقم 9. اندثرت؟ متى بالضبط؟ قبل حرق مقراتها ام بعدها؟ ام بعد اعادة افتتاح مقرها قبل اسبوع؟ حيت حضر المئات.
مقال رائع
هناك مقالات ترتقي بتفكيرك كمقالاتك وهناك مقالات تحط به كمهازل صحفيي الصدفة!!
فكر سطحي فعلا
صدقت والله صحفيين صدفة. دون مؤهل ودون موقف سياسي ودون فكر. مقالات انشائية مال ابتدائي وفكر سطحي مضحك.
يا دافع البلاء
الغريب يا سيد ان بعضهم كانوا يطرحون نفسهم مناضلين وينكلمون عن الاراضي المهنهوبة والموهوبة، والآن انقلبوا، يمكن صارت عندهم ارض موهوبة. ولله في خلقه شؤون.
وعد اندثرت
لقد خسرت وعد قواعدها الجماهرية عندما تحالفت مع الجمعيات الطائفية ,,ولذلك لم تنجح في ايصال حتي نائب واحد الي البرلمان في مؤشر علي افلاس قيادتها
الكتابة الصادقة
ان تاريخ المناضل الوطني النادر عبدالرحمن النعيمي وكتاباتة ومواقفة الوطنية المعروفة
ستبقى حاجزا منيعا امام القوارض والطفيليات
التي تريد ان تتغذى على تراثة
صح لسانك
غير المقبول دخول بعض صحافيي الصدفة الحانقين للميدان، وتسلحهم بوسائل تحريض رخيصة وترويج ادعاءات وشائعات، متوسلين بشهود زورٍ لا يقلون ريبةً في دوافعهم عن الكاتب المدّعي
ان ركوب المطايا واخذ العطايا هو الدافع الرئيسي وراء من اشرت اليهم وهو ما اوصل الحيزبونات العجائز الى سكن فلل الدرة الفاخرة ورحلات الصيف البحرية الساحرة
احلى مقطع في المقال بصراحه ابدعت يا قاسم
من مهازل الزمان، أن شخصاً وطنيّاً فذّاً مثل النعيمي، أصبح ستاراً يتمترس خلفه بعض الوصوليين لتبرير لزوجتهم وتقلباتهم المخجلة... وأن جمعيةً وطنيةً عريقةً مثل «وعد» بكل كوادرها وكفاءاتها العلمية والنقابية؛ أصبحت علكةً على لسان المفلسين فكريّاً وسياسيّاً، ينتقدون مواقفها الوطنية وتحالفاتها السياسية وخياراتها الاستراتيجية الكبرى
لا ترمى الا الشجرة المثمرة
كل التقدير للاقلام الشريفة وللجمعيات الوطنية الحرة
وعد الشرفأ
سلمت يا سيد القلم.
أين هذا مما كتبته احدى المراهقات في عالم السياسة عن الجمعية ورجالاتها.
قاتل الله الطمع والتملق عندما يسيطرا على عقل الانسان.
لماذا استهداف «وعد»؟
التحالف الوطني كان من أهم أسباب تعرّض «وعد» للقصف الدائم من القوى الهادفة إلى تفتيت أيّ تحالف أو تحرّك يستهدف مصالح الشعب بطبقاته المختلفة.
تعزيز اللحمة الوطنية
شكرا على كتاباتك الهادفة لتقريب وجهات النظر وتقوية التحالف الوطني وتعزيز اللحمة بين قوى المعارضة، فهي التي تجنبنا شر الحرب الاهلية التي يريد البعض اشعالها.
وما هو ردكم؟
عشت ياسيد قاسم .. والسؤال في عنوان هذا التعليق وأضيف عليه سؤال آخر ذو شقين "شق للمعارضة وشق للموالاة" إلى متى هذا الأنقسام.. وإلى أين سيأخذنا؟
وهل من مجيب؟