يقال كلٌ يهرب إلى غايته، وكلٌ يهرب بحسب طريقته، إن الهروب لعبة لا يجيدها إلا الخائف. فالتواري عن الأنظار والوقوف عن بعد هي ليست حاجة بقدر ما هي ضرورة يراها من يحس بالخطر. ومع الربيع العربي ظهرت لنا عادة هروب الحكام، لكن هل هروبهم نابع من الخوف من المصير؟ أم الخوف من المواجهة؟ فالهروب يؤخر المواجهة ولكن لا يلغيها، لكن العبرة من كان يعيش في عالم القوة والنفوذ كيف يصير في حالة من الخوف وعالم من الهروب؟
في الثاني والعشرين من أغسطس/ آب الماضي اقتحم الثوار الليبيون مجمع باب العزيزية بطرابلس مقر إقامة العقيد معمر القذافي، لكنهم وجدوا المقر خالياً من رئيسه! عندئذ أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبدالجليل نهاية حقبة الرئيس القذافي، لكنه قال إن "لحظة النصر الحقيقية ستتم عندما يتم القبض على القذافي".
معمر محمد عبدالسلام أبو منيار القذافي، من مواليد مدينة سرت الليبية العام 1942 هو ملازم سابق في الجيش الليبي، في الأول من سبتمبر/ أيلول 1969 قاد انقلاباً عسكرياً أطاح من خلاله بحكم الملك إدريس الأول، وتسلم سدة الحكم التي طالت 42 عاماً، هي أطول سنوات حكم لحاكم غير ملكي في التاريخ.
القذافي الذي شغل الدنيا بأطروحاته الغريبة فرّ هارباً، فهو ما انكفأ يطرح نظرياته في الحكم عبر كتابه الذي ألّفه في سبعينيات القرن العشرين الماضي، وسماه بالكتاب الأخضر، واتخذ اللون الأخضر لوناً رسمياً في البلاد، هو نفسه يطرح حلاً للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بإقامة دولة واحدة مندمجة للفلسطينيين واليهود تحت مسمى "إسراطين". ولما تعب من الشأن العربي نراه يراهن على أفريقيا، إذ كان يمنّي نفسه بأن يكون ملك ملوك أفريقيا، على اتحاد يشمل 23 دولة أفريقية.
لم يكن تصديه للقضايا ذات الشأن السياسي فحسب، بل نراه يحاول الخروج عن المعروف والسائد، إذ قرر التخلي عن التقويم الهجري، وتبني تقويماً آخر يبدأ من وفاة الرسول (ص)، وذلك باعتماد تسميات مختلفة عما هو سائد من أسماء للشهور.
هناك ثلاث مظاهر ارتبطت بالزعيم الليبي معمر القذافي، ولفتت الأنظار إليه هي ملابسه غير المألوفة، والخيمة العربية، والحارسات الشخصيات اللاتي قدرتهن بعض التقارير بـ 400 امرأة، وتعود أصولهن إلى منطقة الصحراء، والتي تشير الروايات التاريخية المتداولة في ليبيا إلى أنها كانت مقر النساء الأمازيغيات المحاربات في الأساطير اليونانية. كما أحاط القذافي نفسه بأربع ممرضات أوكرانيات، ومن غرابة الأمر أنه جاء اختيار العقيد القذافي للنساء لحمايته متناقضاً مع تصوراته المعلنة عن المرأة، وفقاً لما جاء في كتابه الأخضر، بأن "مكان النساء هو البيوت لأن تكليفهن بوظائف الرجال يفقدهن أنوثتهن وجمالهن"!
القذافي الذي يتصدّر قائمة أثرياء الزعماء العرب بثروة تقدر بـ 131 مليار دولار، وهي ثروة تقارب ستة أضعاف موازنة ليبيا للعام 2011 البالغة 22 مليار دولار - وفق تقارير موقع ويكيليكس - لايزال طليقاً. وقد وضع الثوار مكافأة مالية قدرها 1.7 مليون دولار لأي شخص يتيح العثور على القذافي حياً أو ميتاً. القذّافي لايزال حياً يرزق فقد ظهر شريط مسجل بصوته في الأول من سبتمبر في الذكرى الثانية والأربعين لثورته قائلاً: "لن نسلم أنفسنا، ونحن لسنا نساء وسنواصل القتال"! أين هو؟ هذا هو السؤال الذي يحاول الليبيون الإجابة عليه سريعاً، فالبعض يعتقد أنه مازال في طرابلس، وآخرون يرون انه فر عبر الخنادق والأنفاق التي أعدّها منذ وقت طويل إلى جهة مجهولة.
يبقى مصير القذافي مجهولاً، لكنه سيتضح حتماً. القذافي في مسار حكمه يراعي تناسق التواريخ فقد أعلن ثورته في الشهر التاسع من العام 1969م، وأعلن قيادته للاتحاد الإفريقي في مؤتمر أقامه في مسقط رأسه في 9/ 9/ 1999، فهل سيظهر للعلن بلا نساء حوله في 11/ 11/ 2011م؟
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 3287 - الثلثاء 06 سبتمبر 2011م الموافق 07 شوال 1432هـ
المثقف باع الاخلاق بالادور
المثقف هو السبب في انيهار الامة الشعور الوطني باع الوطن بالدولار تنحى عن المسوؤلية الاخلاقية الدينية والوطنية وعمل مع الطغات حتى يتثمر الحكام لصالحه الخاص
انالعصر الماضي احدادنا لم يكن احد منهم مثقف ولكن لديهم فكر ثاقب الايمان بالله واحد احد قوة العزيمة ولكن مثقف اليوم بدلوا مانزل الله وسارعوا نحوا ثقافة الهرج والمرج الذائفة حتى وصلنا الى الحد المضحك الباكي
قال الشاعر
اين المعمر كلجرذان مختبى وزنقه زنقه يحبو على الركب
حسني مبارك وزين العابدين مضوا مفادهم درك اوموقف عربي
تبصر فما الكون الا قلب صومعة ان درت عكس رحاها بئت بلعطب
شكر لك أختي على المقال
يا قذافي الثوار يبحثون عنك دار دار زنكه زنكه ومشكورة اختي على المقال وهذا القلم المتميز
بيوحشنا معمر زعيم الكوميديا
ههههههه يسقط القذافي
دوام الحال من المحال
لودامت لغيره ماوصلت اليه ... وهو عبرة لمن يعتبر