تثبت الأيام أن الصهاينة لا عهد لهم ولا أمان، وتاريخهم منذ عهد رسولنا الكريم (ص) وحتى اليوم يُثبت ذلك كله. وما حدث ويحدث في مصر من انتهاكات الصهاينة لما يسمى باتفاقية السلام يوجب على القادة المصريين أن يعيدوا النظر في تلك الاتفاقية بما يحفظ لهم كرامتهم وحقوقهم.
كان من المفترض أن تحقق اتفاقية «كامب ديفيد» سلاماً حقيقياً بين مصر و «إسرائيل»، لكن الواقع يقول إن حكومة مصر السابقة قد أصمّت أذنيها وأغمضت عينيها عن كثير من الجرائم التي ترتكبها «إسرائيل» بحق مصر، ولهذا فإن على حكومة الثورة أن تتخذ مساراً آخر يضمن للمصريين حقوقهم كافة.
الصهاينة منذ أيام قتلوا مجموعة من الجنود المصريين داخل الأرض المصرية، ولم تكن هذه هي المرة الأولى فقد سبق لهم فعلها مراراً، ولكن حكومة مصر السابقة كانت تصمت إلا من كلمات لا قيمة لها.
لم يكتفِ الصهاينة بقتل الجنود المصريين لكنهم أطلقوا جواسيسهم يعيثون فساداً في مصر، وينقلون أدقّ أخبارها للموساد الإسرائيلي. بل إنهم تجاوزوا ما هو متعارف عليه من أدوار الجواسيس فكلّفوا جاسوسهم الذي قبض عليه مؤخراً بنشر أدوية تصيب متعاطيها بالعقم. ولم يكن مستغرباً ما كنا نسمعه قبل ذلك من محاولة نشر مزروعات تصيب آكليها بالسرطان وأمراض الكبد والكلى. كل ذلك يتم في إطار عملية السلام المزعومة، فأين السلام في كل ما فعلته «إسرائيل» بالمصريين؟
عملية قتل الجنود الأخيرة حظيت بردود فعل مغايرة عما كان يحدث قبل ذلك، والسبب ببساطة، أن الشعب المصري تغيّر كثيراً، ولم يعد يقبل المهانة أو الذل. لاحظنا أن آلاف المصريين خرجوا في مظاهرات يطالبون فيها بطرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات مع «إسرائيل»، كما أن كثيراً من النخب السياسية على اختلاف مشاربها طالبت بسحب السفير المصري والمطالبة بتحقيق جاد في قتل الجنود. وقد عبّر الشاب المصري أحمد الشحات عن تطلعات المصريين حيث تسلق اثنين وعشرين دوراً لينزل علم الصهاينة عن سفارتهم، ويثبت بدلاً عنه علم مصر وسط هتافات الآلاف.
الصهاينة لم يعتذروا حتى الآن ولا أظنهم سيفعلون ذلك، بل اكتفى وزير دفاعهم بالأسف، والأسف غير الاعتذار. مع أن الاعتذار لا يكفي فدماء الشهداء لا يكفيها اعتذار الصهاينة بل لابد من عمل يعيد للمصريين وللعرب كرامتهم، وليس أقل من طرد السفير الإسرائيلي على غرار ما فعلت تركيا.
مرحلة الذل ولَّت، والشعوب العربية التي ترى كيف تتفنن «إسرائيل» في إذلالها في أكثر من بلد عربي لا يمكنها الاستمرار في قبول هذا الوضع. وعلى حكام العرب أن يدركوا هذه الحقيقة فيجعلوا عزة شعوبهم أولوية لا ينبغي تجاوزها
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 3286 - الإثنين 05 سبتمبر 2011م الموافق 06 شوال 1432هـ
مصر قبلة الثوار
نتمنى و ندعو ان ينجح ثوار مصر في تحقيق أهدافهم و النجاح في إزالة بقايا نظام مبارك لأنها تعطي باقي الثوار الامل و الثقة و الطاقة للمواصلة.. الله ينصر أهل مصر و يدحر الصهاينة و أعوانهم