أصبح فقيد البحرين الكبير عبدالرحمن النعيمي في ذمة التاريخ، ولم يعد يملك أن يدافع عن نفسه، غير سجله الناصع في الدفاع عن قضايا الإنسان، وتاريخه النضالي الطويل من الالتزام بقضايا مجتمعه المحلي والعربي.
شخصيةٌ بحجم النعيمي يجب أن تُقرأ في سياقها التاريخي العام، حيث كانت تحلّق في أفق إنساني كبير، ولا يمكن بأي حالٍ سجنها في أغلال طائفةٍ أو قبيلةٍ أو حيٍّ صغير، وهو الذي عاش بعيداً عن هذا الجو الطائفي المريض.
إن أكبر إساءةٍ إلى فقيد الوطن، محاولات البعض تقزيمه في هذه التقسيمات التي ابتلوا بها مع هذه اللوثة الطائفية التي تجتاح البلد. فالرجل الذي عاش مع الفلسطينيين عقوداً، حتى تماهى مع قضيتهم، وحارب مع ثوار الجنوب وظفار، لا يمكن حصره في منطقةٍ صغيرةٍ من بلدٍ صغير.
في ليلة التأبين الأخيرة بجمعية «وعد»، جلست بالصدفة إلى جانب أحد أعضاء المكتب السياسي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي جاء من ألمانيا لتقديم التعازي لأسرة الفقيد وشعبه، فلما عرف أني صحافي بادر إلى الحديث بقوله «لقد فقدنا رفيقاً وصديقاً وحليفاً ومناضلاً عنيداً، ومتمسكاً بجميع الثوابت الفلسطينية والعربية، وقد عمل في إطار حركة القوميين العرب ومن بعدها في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع رفاقه، حكيم الثورة جورج حبش وأبوعلي مصطفى...». مثل هذا الرجل الذي تخطى الحدود يريد بعض كتّاب الصدفة تقزيمه وتفسيره واحتجازه طائفياً.
الرجل كان صريحاً في مواقفه الوطنية وانحيازه لقضايا العمال والمحرومين، من منطلق مبدئي صلب، لم يمالئ ولم يهادن. وكان دائماً إلى جانب التغيير، ومن أشد خصوم مدرسة «الله لا يغيّر علينا»، التي تتلبس رداءً دينياً مموّهاً هذه الأيام، بينما تعمّ موجة الربيع العربي عدة بلدان، حيث يطالب الشباب بالتغيير في هذا الحراك السياسي الكبير.
التاريخ لا يُقرأ بأثرٍ رجعي، ولا حتى بطريقةٍ رجعية، خصوصاً في حالة الشخصيات الوطنية التي تميّزت بنهجها التوحيدي، الذي يجمع ولا يفرّق. وأحق الناس بالحديث عنه أولئك الذين عرفوه عن قرب، كأشخاصٍ أو تحالفِ جمعياتٍ سياسيةٍ ذات تاريخ، لا تلك التي ولدت ولادةً غير طبيعية. فأمين عام المنبر التقدمي حسن مدن يشير إلى تمسك النعيمي بـ «الحقوق السياسية للشعب والكرامة الإنسانية». ويشير أمين عام التجمع القومي حسن العالي إلى تركيزه على الوحدة الوطنية والحركة الشعبية الجماعية. أما «الوفاق» فأشارت إلى ما تعرّض له من «الظلم والاستهداف والملاحقة والتضييق بسبب مواقفه الوطنية المشرفة في المطالبة بالحقوق والعدالة لكل أبناء الوطن، بلا استثناء ولا تمييز أو ظلم لأحد». وما أبعد هذه المدرسة الفكرية عن المدرسة الرجعية التي اصطدم بها النعيمي طوال أربعة عقود.
رحل النعيمي الكبير، وشيّعه الكتّاب بمقالاتهم، فمنهم من قرأه بموضوعيةٍ في سياقه التاريخي والوطني، ومنهم من حاول سجنه بأغلال الطائفية والقبائلية التي حاربها طوال حياته. وهناك من شيّعه بمقالاتٍ ساديةٍ تسفّه مواقفه وتحالفاته وخياراته السياسية، حتى قبل أن يجفّ الماء على قبره وينصرف المعزّون. كل ذلك سيتحوّل إلى وثائق تاريخيةٍ حين يأتي من يدوّن يوميات هذه الحقبة المحتقنة من تاريخ البحرين
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3286 - الإثنين 05 سبتمبر 2011م الموافق 06 شوال 1432هـ
الرمز الوطني ابو امل
لقد اوجدت الصدفة الكثير من الاشخاص الذين يتقولون الان على شخصية وطنية وقيادية نادرة مثل المرحوم عبد الرحمن النعيمي يحاولون وبكل وقاحة ان ينسبوا الية مواقف هو بعيدا عنها بعد السماء عن الارض وذلك بكل انتهازية وسماجة
كتاب الصدفة
نعم عبد الرحمن النعيمي يرحمة الله لم يعرف الطائفية البغيضة وكان سفيرا للمعذبين في الارض من الكادحين والمضلومين ,ساخرا من منابر الجهل والتخلف والرجعية, امميا حاملا هموم القضية الفلسطينية .....
صانع التاريخ
الانسان البسيط لم احدد هويته ولا دينه ولا جنسه بل قلت : (الانسان) هو من يصنع التاريخ
رد عائلة النعيمي
اليوم قرأنا رد أسرة النعيمي على من يحاول تشويه تاريخ هذا المناضل العظيم، كم يحز في النفس أن هناك من يجرح عائلة النعيمي وهم في هذا الظرف الصعب، قلوبنا معكم يا عائلة الأب الحاني النعيمي، واعلموا ان ليس هنك من يستطيع ان يهز ثقتنا في نقاء هذا المناضل العظيم.
متى تزال الغشاوة
شكرا سيد القلم
متى تذهب سكرة بعض المتصدين للكتابة والتحليل وتحل مكانها الفكرة لتعود الامور الى نصابها
حمى الله الوطن ورجاله من اشباه المنظرين والمنظرات
نم قرير العين
نم قرير العين يا أبا أمل, بل يا أبا أمال الاحرار و الثوار في كل مكان,.........., وأنك أديت الرساله على أكمل وجه, وفي يوم الجمعه توفيت هنياء لك يا أبا أمل.
جميل
جميل انت كما هي عادتك ، لا تجامل و لاتهادن ، تعرف الحق و تحارب بقلمك من اجله ، شكرا لك فالنعيمي مرسة كبيرة ليس لليسار فقط و لكن لكل الوطنيين الشرفاء في العالم ، لقد تخطى النعيمي الحدود بفعله و افكاره و قيمة التي علمت اجيال ماهي الوطنية الحقيقية ،وليس ما يحاول اليوم كتاب الفرص التسلق على تاريخة لتبيض صفحاتهم السوداء . سيظل النعيمي ايقونة البحرين ورمز عربي لايمكن تجاوزه رحمه الله في مثواه الآخير و عفا عنه.
يحلو الكلام
يحلو الكلام والتفصيل والتنوير والإطاله في هامات الوطن، نريد أن نتعرفهم فأزيدونا جزيتم خيرا