نعم... هذه هي البحرين، معشوقتك الأبدية يا أبا أمل، وقد احتضنت معشوقها ورمزاً من رموزها، عبدالرحمن النعيمي، بحنانٍ ورفقٍ ولهفة.
ها قد ضمّتك بقعةٌ من بقاعها، سبقك إليها رمز خمسينياتها المرحوم إبراهيم فخرو، ورفيق دربك الشهيد محمـد بونفور، وقيادات وكوادر حركتها العمالية المرحومان هشام الشهابي وسلطان حافظ.
نعم. افتقدناك كثيراً وأنت في غيبوبتك. افتقدنا صوتك وقراءتك للحدث. وافتقدنا ابتسامتك، لكن هاتفاً كان دائماً يصرخ في أعماقنا بأن من ربّى وشبّ على أفكاره هؤلاء المناضلون من قيادات «وعد» وكوادرها، لن يكون غائباً عن الساحة أبداً. فقد ترك فينا فكره والتزامه وعشقه للبحرين وشعبها. ونقول للذين يريدون بكتاباتهم ودسائسهم أن يفرّقوا بين مواقفك وقراءاتك وتوجهاتك وبين مواقف وقراءات وأفكار رفاقك في «وعد» وسائر القوى الوطنية، خسئتم. فأبوأمل مناضلٌ حرٌّ غرس في رفاق دربه وكوادر حزبه فكره والتزامه ورؤيته، ولا يمكن مهما حاولتم واجتهدتم ودسستم السمّ في العسل، أن تدقُّوا إسفيناً بينه وبين رفاق دربه وقيادات وكوادر حزبه.
لقد كنا نعيش دائماً على أمل أن يمنّ الله سبحانه وتعالى عليك بالصحة والقوة مجدّداً لتعود إلينا. لذا كان عزاؤنا رؤيتك والحديث إليك خلال زياراتنا الخاطفة لك وأنت تكابد قسوة المرض، وإحساسنا دائماً بأنك مازلتَ بيننا وإنك ستعود يوماً إلينا. كيف لا وأنتَ يا أبا أمل من زرع الأمل في قلوبنا وعقولنا، بأننا سنشهد يوماً ذلك الوطن الذي لا يرجف فيه الأمل.
وفي يوم تشييع جنازتك كان الكثيرون يشعرون بالحرقة والألم، وكانت البحرين وشعبها وأحرارها يبكون ألماً في وداعك. والحقيقة أن الخليج من أقصاه في «ضربة علي»، مروراً بعُمان والإمارات وقطر والبحرين، حتى أقصى شماله في الكويت... كان يبكيك وأحراره وشرفاؤه يستميتون في الحصول على كرسي في أية طائرة للوصول إليك والمشاركة في وداعك. ولا أبالغ إن قلتُ بأن أحرار وطننا العربي ومناضلي قضيتنا المركزية فلسطين وأحرار العالم، كانت قلوبهم حاضرةً معنا في لحظات الوداع يبكون غيابك.
سمعتُ بك منذ الستينيات، وعرفتُك منذ السبعينيات، ولم يمرّ يوم من الأيام التي عشتها إلا وأنت قريب من رفاقك، واضحاً بلا مساومة في مواقفك، متأنياً وعميقاً في قراءتك للحدث ولمعطيات الساحة السياسية، ونصيراً للمستضعفين والمظلومين والفقراء، شديداً على الظالمين والمتغطرسين، ومنارةً للفكر والوطنية والقومية والأممية. وستبقى ذكراك حاضرةً في قلوبنا وقلوب شعبك الذي هبّ عن بكرة أبيه لوداعك، وستبقى روحك الطاهرة معنا، وفكرك مزروعاً في عقولنا وضمائرنا، تنير دروب النضال لرفاقك في «وعد» وفي مجمل الحركة الوطنية والقومية والأممية، وتبشرنا بغدٍ إن لم نعشه نحن، سيعيشه أبناؤنا وأبناؤك، وسيذكرك شعبك دائماً حراً مناضلاً صلباً لا يساوم، وفكراً متقداً ينير دروب الحرية ويبشر بالغد الآتي.
قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» صدق الله العظيم (الأحزاب، آية 23). فنمْ قرير العين أيها الرفيق المناضل الحر الأبي. وستظل روحك وأفكارك وسيرتك العطرة منارةً لرفاقك وللأحرار، ليس في البحرين وحدها وإنما على امتداد المنطقة والعالم العربي.
وداعاً أيها الفارس الشامخ في عليائه وإلى جنة الخلد مع الصديقين والشهداء بإذنه تعالى، وعسى أن يمنّ الله علينا بلقائك في الدنيا الآخرة. وصبّر الله رفيقة عمرك وأم أبنائك السيدة الفاضلة المحتسبة أم أمل على فراقك، وأطال الله في عمرها لتكمل المشوار هي وأبناؤنا جميعاً، خالد ووليد وأمل وسلوى وعائشة، الذين ندعو الله أن يلهمهم هم وإخوتك ومحبيك الصبر والسلوان
إقرأ أيضا لـ "عبدالمنعم الشيراوي"العدد 3285 - الأحد 04 سبتمبر 2011م الموافق 05 شوال 1432هـ
ابو امل مدرسة في الوطنية
خسئتم نعم هذا هو الرد على بعض الكتاب الاقزام الانتهازيين المهرولين وراء شهوة المال والمنصب الذين لم يحترموا غيبوبة وغيبة ابو امل الابدية وراحوا يتطاولون على مبادئة وافكارة بكل خبث ونذالة والماء فوق قبرة لم يجف بعد
قلم امين وحر
مهما شكرنا ومدحنا لن نوفي في حق المناضل الكبير المرحوم ابو امل، فالف شكر لك يابن الشيراوي على المقال الذي شدني وابكاني. تحياتي ستراوي
الله ارحمه
لم اعرف هذا الرجل الا بعد المشروع الاصلاحي وعودة المبعدين وذلك لفارق السن الكبير ولم اعرف عنه الكثير الى من خلال جريدة الوسط واعجبت بشخصيته .... الله يرحمه ويصبر اهله
المصلي
عبد الرحمن النعيمي ابو امل نعم الرجال الوطنين الأحرار فقدنا شخصه ولم نفقد مبادئه وقيمه العظيمة بتوحيد الكلمة ولمة الصف والذي ينحني لأجلها الشرفاء من ابناء هذا الوطن الغالي رغم العواصف الهوجاء الرعناء والتي اراد لها البعض تمزيق وتشطير الوطن والمواطن على حدا سواء الى فئات متناحرة متنافرة الا ان جهود المخلصين الوطنين كانت لهم على الدوام بالمرصاد وسيخرج الوطن منتصرا بأذن الله تعالى بتكاتف الجميع وبفضل الوعي لهذا المجتمع البحريني المناضل الشريف
البحرين ولادة بالأحرار من كلا الطائفتين
نعم هي أرض البحرين الطيبة التي انجبت الكثير من هؤلاء الرجال هم خلاصة وعصارة هذا البلد من كلا الطائفتين الكريميتين
هؤلاء المخلصين الذين جعلوا البحرين همّهم وهمّهم البحرين لم يكونوا ينظرون لشعب إلا شعب واحد متعدد الطوائف موحد الأهداف
أما الآن فوا حسرتاه على ما حصل من شق للأمة
وكيف قبل هذا الشعب أن يصبح مشطرا
أين ذهب أولئك المخلصون وأين غاب صوت الوحدة