هذا وبدأت مجموعتا عمل التجمعين بالفعل مناقشة قضايا محددة تهم المغتربين في البحرين، من بينها التركيز على تطوير الأعمال والاستثمارات الأجنبية في البحرين، وقضايا تأشيرة الأجانب وأبنائهم المقيمين في البحرين وتعزيز مصالح الأسر الوافدة.

انتخابات رئاسة المجلسين نهاية العام الجاري

البحرين تشهد ولادة «تجمعين» للمقيمين الأجانب للمشاركة في الشأن العام

الوسط - أماني المسقطي

تشهد أوساط الأجانب المقيمين في البحرين نشاطاً محموماً وتنافساً وذلك ضمن المساعي التي تدعمها جهات رسمية لإنشاء «تجمعين» أحدهما للمقيمين القادمين من الدول الغربية، والآخر للمقيمين القادمين من الدول الآسيوية.

وجاءت فكرة تأسيس التجمعين بعد «حوار التوافق الوطني» الذي خصص جلسة حوارية مع الأجانب، واعتبر تواجدهم في العمل الوطني مهماً لإحداث التوازن في مسار الشأن العام.

ويسعى القائمون على إنشاء التجمعين للتوصل الى توافقات، وبدأت مؤخراً نشاطات في هذا المجال من بينها قيام إحدى البريطانيات بالكتابة كثيراً على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي.

ويتوقع أن يرأس «تجمع المقيمين الغربيين» البريطاني أندور ستيفينسون، بينما يتنافس على زعامة «تجمع المقيمين الآسيويين» عدة أشخاص،قيل ان من بينهم خان محمد وسومان بيبي.

ونشأت فكرة إنشاء التجمعين بعد حوار التوافق الوطني، وجاءت ضمن ما أشارت إليه بعض الجهات الرسمية من أن المقيمين الأجانب يمثلون أكثر من نصف السكان في البحرين وأن لهم رأياً مسانداً لاستقرار البحرين.

وقد اجتمع ممثلون عن التجمعين (تحت التأسيس) يوم الجمعة الموافق (19 أغسطس/ آب 2011) في لقاء حمل عنوان «الشرق يلتقي بالغرب» لمناقشة آلية لإنشاء مجلسين منتخبين لإدارة التجمعين، على أن تتكون العضوية من الجاليات الأجنبية للتعبير عن همومهم وتطلعاتهم للحكومة البحرينية، ومن المقرر إجراء انتخابات في نهاية العام الجاري.

ولفتت المصادر إلى أن نحو 150 شخصاً من المغتربين في البحرين الذين يمثلون 27 جنسية مختلفة حضروا لقاء «الشرق يلتقي الغرب»، وأن عضوية التجمعين ستكون مفتوحة أمام أي شخص يعيش في البحرين من غير المواطنين.

هذا، وبدأت مجموعتا عمل التجمعين بالفعل مناقشة قضايا محددة تهم المغتربين في البحرين، من بينها التركيز على تطوير الأعمال والاستثمارات الأجنبية في البحرين، وقضايا تأشيرة الأجانب وأبنائهم المقيمين في البحرين وتعزيز مصالح الأسر الوافدة.

وقال رئيس فريق العمل التحضيري لتجمع المقيمين الغربيين «أندرو ستيفنسون» في تصريحات صحافية نشرتها «بي آر نيوز» : «في الوقت الراهن هناك مجموعتا عمل تمهدان الطريق للإعداد للانتخابات في وقت لاحق من هذا العام، كما تناقشان الإطار القانوني للتجمعين والعلاقات المتبادلة بينهما».

وتابع «تم جمع كل الملاحظات التي تقدم بها أعضاء فريقي العمل لإنشاء التجمعين، ولكن الأهم أنها المرة الأولى في الشرق الأوسط، التي ستجرى فيها انتخابات علنية ونزيهة للمغتربين يعبرون فيها عن آرائهم في إدارة البلد».

وتوقع ستيفنسون أن تكون لممثلي التجمعين أهداف موحدة، مضيفاً أنه «سيتم تشكيل التجمعين مع وضع هدفين في الاعتبار، الأول هو مستقبل البحرين، والثاني تحقيق مستقبل أفضل للمقيمين في البحرين، فالكثير من المغتربين في البحرين يرون في هذه البلاد بيتاً لهم، ولذلك لدينا اهتمام في هذا البلد وننظر بإيجابية للمستقبل فيه».

أما «بيتسي بينيت ماتيسون»، وهي بريطانية تعيش في البحرين منذ 31 عاماً، فتعتقد بأن التجمعين من شأنهما أن يعززا العلاقات بين المجتمعات الأجنبية التي تعيش في البحرين. وتنشط ماتيسون على موقع «تويتر» معبرة عن مواقف ناقدة لتوجهات المعارضة.

وقالت في تصريحات صحافية نقلتها «بي آر نيوز»: «هذان التجمعان للمغتربين من شأنهما أن يتيحا الفرصة لمعرفة المزيد عن غيرهم من الأجانب الذين يعيشون معهم على أرض واحدة، وهذا هو السبب في إطلاق مسمى «الشرق يلتقي الغرب»على اللقاء الأول الذي جمع المقيمين الغربيين والآسيويين تمهيداً لإطلاق التجمعين، وفي اعتقادي أن العمل المشترك بين الطرفين مهم جداً».

ماتيسون قالت أيضاً «إن التجمعين يمكن أن يؤثرا إيجاباً على الجاليات الأجنبية الشبابية في البحرين»، وقالت: «مثل هذه التجمعات من شأنها التعبير عن أحلام وتطلعات الشباب، كما أن من شأنها توسيع وجهات النظر المطروحة نتيجة لتعدد الثقافات، وهي خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح».

وقد انطلقت فكرة تأسيس التجمعين خلال ندوة المقيمين الأجانب ضمن حوار التوافق الوطني التي عقدت في 25 يوليو/ تموز 2011 في مركز الشيخ عيسى الثقافي، إذ أوصى المشاركون الأجانب بأهمية توفير سكن دائم للعمال على أن يكون في مناطق غير مخصصة للعائلات، كما طالب عدد من المشاركين بأن يكون لهم ممثل في مجلس الشورى والمجالس البلدية وغرفة تجارة وصناعة البحرين.

وطالب المشاركون بـ «زيادة التشريعات التي تسهم في زيادة الاستثمارات الأجنبية في مملكة البحرين بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وفرص التوظيف لبناء الوطن».

وقال بيان صدر عن إدارة حوار التوافق الوطني في نهاية يوليو الماضي «في مبادرة غير مسبوقة على مستوى الوطن العربي، وتقديراً لدور الجاليات والمقيمين في المجتمعات في المساهمة بدعم عملية التنمية وتطوير الاقتصاد وزيادة الاستثمار وإثراء الفكر والثقافة والحياة الاجتماعية، وتأكيداً للدور البارز والحضاري للجاليات والمقيمين في المساهمة في عملية التطوير والاستقرار في الأوطان، تأتي مبادرة مملكة البحرين في تخصيص ندوة للجاليات والمقيمين ضمن حوار التوافق الوطني»، وان ندوة المقيمين الاجانب ضمن حوار التوافق الوطني تؤكد «اهتمام وحرص مملكة البحرين على مشاركة الجاليات المقيمة في وضع المرئيات والتصورات الفاعلة من أجل مستقبل أفضل، وتقديراً لدور المقيمين في عملية التنمية الشاملة في مملكة البحرين»، مشيراً الى أن الندوة شهدت «مشاركة 64 من ممثلي الجمعيات والأندية والشخصيات البارزة من المقيمين في البحرين».

وكان رئيس مجلس النواب رئيس حوار التوافق الوطني خليفة الظهراني قد رحب حينها بالمشاركين الأجانب، «شاكرا تجاوبهم مع حوار التوافق الوطني»، ومؤكداً حرص مملكة البحرين على رعاية جميع قضايا ومواضيع الجاليات والمقيمين، مشيراً إلى أن مملكة البحرين تقدر إسهامات وجهود ومواقف الجاليات والمقيمين بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم، وما يحملونه للوطن والشعب من محبة وخير»