في مؤتمر عن «الإعلام والصليب الأحمر» نظم في بيروت (ديسمبر/ كانون الأول 2004)، شارك عددٌ من مندوبي الفضائيات والصحف العربية الكبرى.
على هامش مثل هذه المؤتمرات عادةً ما تلتقي أشخاصاً ومعارف جدداً، من بين من التقيتهم حينها مخرجٌ في التلفزيون السوري، حين عرف أنني من البحرين أخذ يثني عليها، ويسألني عن أسماء لم أسمع بها، ولكن كما هو واضحٌ كانت ذات سمعة حسنة، تركت انطباعاً جميلاً لديه، بحيث اقترن البلد بها.
لم يكن اسم سعيد سيف أو حسين موسى من الأسماء التي أعرفها أو أسمع بها في الأخبار والصحف. ومع الأيام اكتشفت أنها أسماء حركية، لزميلي نضالٍ طويل، الأول عبدالرحمن النعيمي والثاني عبدالنبي العكري. كان الاثنان قد بدآ بنشر مقالاتٍ في نشرة جمعية «وعد» (الديمقراطي)، بعضها آراءٌ وتحليلاتٌ سياسية، وبعضها ذكريات عن أيام المنافي التي طالت 33 عاماً. وكنت أقرأ ما أمكن منها لمعرفة هذا الجيل الذي سبق في النضال والمعاناة.
أحد جوانب هذه الحياة الجبلية الصعبة، يتوقف المرء بإجلالٍ أمام معاناة العائلة. فعندما تتحدّث مع السفراء أو تقرأ مذكراتهم، تكتشف أن أكبر مشاكلهم كانت في تحقيق استقرار العائلة في تلك البيئات البعيدة، وضمان تعليم الأبناء. هذا وهم مندوبو دول، يتمتعون بأعلى الامتيازات، ويلتحق أبناؤهم بأفضل الجامعات. كيف يكون الأمر مع المنفيين؟ أي درجةٍ من الاستقرار النفسي يمكن تحقيقها لأسرهم في تلك البلدان؟ وكيف بأسرةٍ من ولدين وثلاث بنات شطت بهم النوى بين بيروت ودمشق والقاهرة وموسكو وعُمان؟ وكيف تخرَّج هؤلاء في الجامعات وحملوا أعلى الشهادات؟
في سيرة الأبناء تقرأ نجاح الآباء. فابنته الكبرى أمل تخرجت في بيروت (صحافة)، وخالد خريج دمشق (رياضيات ومعلوماتية)، ووليد خريج موسكو (علوم هندسية)، وسلوى (طب أطفال) وعائشة (علم نفس) خريجتي دمشق.
هذا على مستوى النجاح العائلي، أقدِّره كربِّ أسرة، أما على المستوى السياسي، فلن تنساه الساحة الوطنية حين أرسى قواعد التوافق والانسجام بين التيارين الإسلامي والوطني الديمقراطي، بناءً على المشتركات على طريق النضال من أجل بحرين أجمل وأكثر عدلاً وإشراقاً. وهي بصمة ذهبية ستدوَّن في تاريخ البحرين، وخصوصاً مع الدفع المحموم باتجاه التشطير المجتمعي وتفتيت الشعب الواحد إلى عناصره القبلية والطائفية الصغيرة.
سفيرٌ بحرينيٌ فوق العادة، ومهندسٌ للوحدة الوطنية، اختار أن يرحل في لحظةٍ قلـَّت فيها الشموع وأطبق الظلام
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3284 - السبت 03 سبتمبر 2011م الموافق 04 شوال 1432هـ
قول ليس في محله-مواطن مغترب
أخي الكريم صاحب التعليق رقم اربعة بصراحة لم اجد في ما اشرت اليه جانب من الصواب فانا من متابعي الكاتب ويكتب دون تمييز وينبغي ان لانميز بين شخصية وطنية واخرى فجميعهم مسلمون وجميعهم قدموا ما يتطلبه عليهم الواجب والمسؤولية الوطنية تجاه الوطن وذلك ما يجب التوقف عنده والاشارة اليه وذلك ما فعله الكاتب واليه كل التقدير والاحترام.
الانصاف
من الانصاف ان نتحدث عن ابو امل وتاريخة المميز وهو رجل لهو اجاز كبير وانسال اللة ان يرحمة .
ولكن ارك عندما تكتب مقال عن وطني غير اسلامي تكون في اقوي كتاباتك وعند ماتكتب عن وطني اسلامي لاتكون في نفس القوة
هدا مااري واتمني ان اكون غير مخطا
شموع تضيء دروبنا- مواطن مغترب
البحرين صنعت قامات لن تغادر تاريخنا ابدا لما صنعته وقدمته لبلادنا ولوحدة مجتمعمنا وتبقى شموع تضيء دروبنا ومرجعية فعلية لعملنا الوطني والعديد من هذه القامات التي انتقلت الى الرفيق الاعلى جنود مجهولة فهناك الباكر والشملان والعليوات والشيخ الجمري وليلى فخرو واحمد الذوادي(سيف بن علي) وعبدعلي المقهوي ابن فريق الحمام وعبد الرحمن النعيمي(سعيد سيف) والعديد من القامات التي لايتسع المجل لحصرها وجميعها رموز ينبغي ان تكون عنوان لوحدة الوطنية.
رحمك الله يا ابا امل ايها النقي وصادق الكلمة والموقف.
ياللأسف
البحرين يوما بعد يوم تخسر رجالاتها ونيريها الكبار والوحدويين بالأمس الشيخ الجمري واليوم أبو أمل النعيمي قد بكى على الجمري وبعدها ظل طريحا على الفراش يعاني من مرضه ولكنه ومن رمقات عينيه يريد للبحرين أن تشفي
رحمك الله
رحمة الله عليك يا أبا أمل, ابت روحك ان ترى ما ترى وهي على ما هي عليه إلا أن ترحل. جدران الفصل الماديه والمعنويه أنهكت بقايا ما أستبقى القدر من روح متعبة. عد يا وطني.