شارك الاتحاد البحريني لألعاب القوى في بطولة العالم لألعاب القوى المقامة حاليا في عاصمة كوريا الجنوبية (سيئول)، بعدد كبير من العدائين الذين تعاقد معهم الاتحاد من أجل تحقيق إحدى الميداليات التي ترضي غرور مجلس الإدارة، أو من يتطلع إلى أن يسجل اسم البحرين في هذا المحفل العالمي الذي شد أنظار العالم إليه، وكانت مشاركة البحرين بأكبر عدد من الرؤوس التي تفوق بعض الدول العربية والعالمية التي تتفوق علينا سنوات طويلة في اللعبة، ولا غرابة في ذلك ما دام الاتحاد قادر على دفع المبالغ الكبيرة التي تمكنه من تحقيق ذلك!

أنا في هذا المقال لن أتجاوز الخطوط الحمراء لأن الوضع الحالي الذي يمر به بلدنا لا يسمح بذلك، وحتى لا يفسر تفسيرا سياسيا عقيما كما حدث للكثير من الرياضيين الذين أبعدوا عن الساحة بسبب أمور مازلت أجهل غاياتها النبيلة، ولكني سأتحدث بما يمليه علي المنطق والمطلع على تدريب اللعبة، إذ كانت لي تجربة غنية في بدايات حياتي الرياضية، شاركت فيها على مدى 3 سنوات في دورات تدريبية متخصصة أقامها معهد إعداد القادة بدولة الكويت الشقيقة، نلت على إثرها دبلوم التدريب.

فالمنطق يقول «إن دولة صغيرة مثل جامايكا أبهرت العالم العام 2002 حينما تفوقت على الولايات المتحدة الأميركية في سباقات العدو القصير. بعد أن نجحت في تنفيذ خطة تدريبية ساهم فيها خبراء أميركان امتدت إلى ما يربو على العشر سنوات، وهذه الخطوة تبلورت في التركيز على النشء منذ نعومة أظفاره، من خلال توفير البنية الأساسية السليمة لأم الألعاب من ميادين للجري وقطاع للرمي وتجهيزات حديثة في علم القياس والتقوية والتغذية والسهر على تنفيذ الخطة على أعلى المستوى.

نحن في البحرين نتطلع - دائما - أن يرفرف علمنا الأحمر خفاقا في جميع المحافل الدولية بما فيها أم الألعاب، والحصول على الميداليات الملونة في الأولمبياد وكأس العالم، أمنية لطالما تغنينا بها وتفننا في وضع الألحان لها نحن كتاب الصحافة الرياضية.

لذلك أتمنى ألا نسبح في الخيال طويلا، وأن نلامس الواقع بوضع خطة طموحة في الأندية يتبناها اتحاد القوى من أجل خلق بطل يرفع علم بلاده بشموخ وتباهٍ كما شاهدنا أبطال العالم الآخرين