عرفناه رمزاً وطنياً شامخاً، من حقبة النضال الوطني القومي الأصيل.
كان من جيل المناضلين القدامى، منذ أيام الاستعمار البريطاني، الذين ضاق بهم الوطن ذرعاً قبل وبعد الاستقلال، فعاش في الخارج ثلاثة وثلاثين عاماً، وسلخ نصف سنوات عمره في أحضان المنافي البعيدة.
هو من جيلٍ وأنا من جيل تالٍ، فقد التحق بحركة القوميين العرب مطلع الستينات من القرن الماضي، وبالتالي لم يعرفه جيلي غالباً إلا في حركة التسعينيات، إذ برز اسمه مع بروز القضية البحرينية في الإعلام العالمي. وفي مطلع الألفية الجديدة والعودة شبه الجماعية للمنفيين، عرفناه متحدثاً وصاحب رؤية وموقف وطني صلب.
قبل أربعة أعوام، سقط الفارس المتعب من صهوة جواده، كان قبلها قد تخفّف من قيادة جمعية «وعد» ذات التاريخ النضالي الطويل. كان الكثيرون يخشون غيابه طوعاً لما سيتركه من فراغ، فغيّبه المرض قسراً، وسارت سفينة «وعد» مطمئنةً بربّانها الجديد.
بعد عودته من رحلة علاج من الخارج على سرير طبي، زرته مع بعض الزملاء في المستشفى. كان مسجّى على السرير، مغطى بالملاءة البيضاء، مغمض العينين كالنائم، لا يتكلم. قيل لي إنه يسمعك. حيّيته وعرّفته بنفسي وأعربت عن تقديري واحترامي الكبير. كانت هناك قرينته أم أمل، وعلى الباب احتشد جمعٌ من محبيه ومعارفه القدامى والجدد. كنا في الهم والحزن عليه سواء. ما أصعب أن ترى شخصاً تعزّه مسجّى على سرير بلا حراك، بعد أن كان ملء السمع والبصر، كتلةً من النشاط، وتاريخاً مشرّفاً من العطاء، وشمعة شامخة من التضحيات من أجل الآخرين.
وجوده كرمزٍ وطني كان يزرع الأمل لدى الحالمين بمستقبل وطن، لا خوفٌ فيه ولا تمييز ولا فوارق طبقية. صورته الكبيرة تتصدر قاعة «فلسطين»، فيما تحوطه صور الشهداء من تيارات سياسية شتى. وفي الاحتفال بإعادة افتتاح مقر «وعد» الأسبوع الماضي، أشار أحد المتحدثين طيّ خطابه إلى الصورة خلفه وقال انظروا إلى هذه الابتسامة الحزينة. لم تكن ابتسامةً حزينة، بل كانت ابتسامةً كلها تحدٍّ وتجلدٌ وأملٌ واعدٌ بمستقبل مشرق جميل.
رحل عبدالرحمن النعيمي، وترك خلفه تاريخاً أبيض ناصعاً، لم يتخلَّ عن أفكاره ومواقفه المبدئية، ولم يساوم على ما يراه حقاً من أجل مصلحة شخصية، ولم يُستدرج لصدامٍ عقيمٍ مع الإسلام السياسي الحركي، الذي يقف معه على أرضيةٍ مشتركةٍ من طلب الإصلاح والتغيير، ورفض الظلم والتمييز واستعباد الشعوب. لم تنحرف بوصلته النضالية يوماً باتجاه خاطئ.
رحل النعيمي وخلّف إرثاً فكرياً وتاريخياً بحاجة إلى نشرٍ، حيث يؤصّل لجذور الصراع السياسي ومحطاته الرئيسية في تاريخ البحرين، وآخرها الأزمة الدستورية.
كتب عنه أحد الشباب المغرّدين أنه لم يحتمل سقوط أربعين شهيداً، فكان تمام عدة الأربعين. ورحل ابن جزيرة المحرق، مصطحباً معه طفلاً صغيراً من جزيرة سترة، ليلتقي البحران في يوم وطني حزين... لتظل شمعة الأمل التي أشعلها متقدةً في القلوب، وليظلّ كما قال زميلنا كريم رضي «روحاً تُلهم الوطنيين الأحرار يجسّدها هذا التلاحم الشعبي العظيم»
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3282 - الخميس 01 سبتمبر 2011م الموافق 02 شوال 1432هـ
رحمك الله يا رمز الوطنية
للهم إن كان محسناً فزد اللهم في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز اللهم عنا وعنه، نزل إلى رحمتك وأنت خير منزول به.
الفاتحة
الى شهداء الوطن هدية
المصلي
ورحل ابن جزيرة المحرق جزيرة الشرفاء الوطنين مصحبا معه طفلا من جزيرة سترة ... فلتقى البحران في يوم وطني حزين وهكذا البحرين تزهوا هنيئالكم هذه الشهادة السعيده وحشركم الله في جنانه الخالدة
العيد الحزين
اني ابكي على فراق الاحبه ابكي عل فراق شرفاء الوطن ابكي على حال وطني ابكي على المستقبل المظلم ابكي و ابكي و ابكي لاني منذ ولادتي و هذا حال البحرين شكرا لك ابو هاشم و شكرا لكل الشرفاء امثال ابو امل و الشهيد علي الشيخ و غيرهم،
ورحل ابن جزيرة المحرق، مصطحباً معه طفلاً صغيراً من جزيرة سترة، ليلتقي البحران في يوم وطني حزين... لتظل شمعة الأمل التي أشعلها متقدةً في القلوب،
ورحل ابن جزيرة المحرق، مصطحباً معه طفلاً صغيراً من جزيرة سترة، ليلتقي البحران في يوم وطني حزين... لتظل شمعة الأمل التي أشعلها متقدةً في القلوب،
امنية
نتمنى من وعد ان تطبع وتنشر كتاباته، على الاقل من باب التوثيق، ولتعرف الاجيال دور ونضال وفكر الراحل العزيز يرحمه الله.
سبحان الله
ورحل ابن جزيرة المحرق، مصطحباً معه طفلاً صغيراً من جزيرة سترة، ليلتقي البحران في يوم وطني حزين
والله اسطر تقشر لها الابدااااان سبحان الله
من جيل المناضلين الشرفاء
عاش ومات مناضلا وطنيا قوميا يعتز به كل المناضلين دون استثناء بفكرهم وعقائدهم السياسية ولم ينجر في المستنقعات الطائفية التي اخذت تفتت شعبنا هذه الايام فلك الرحمة من الله والامتنان من المناضلين الذين على الدرب سائرون مهما تعدد العوائق ،،،
من فوق السحب
حلق روحا بغدو ورواح
وتهجد وطنا شعبا وجراح
واقرا من وطني شعر
تسمعه كل الارواح
واعزف وترا ليلة عيد
ممزوجا الم شجب وصياح
من قال نعيمي نم وارتاح ؟
من قال اتى فجر وصباح ؟
روحك قائدة مازالت
كالبلبل صوتل صداح
عد فينا طيفا يخرجنا
يوقظنا
يطربنا
يشعانا املا دون جراح
نعم الخلف
نعم كان مناضلا بكل ما للكلمة من معنى ,ولكن لاننسى أن ننوه بأن ابوا أمل قد أعطى الراية لرجل كرار غير فرار وهو المناضل ابراهيم شريف الذي هو نعم الخلف لخير سلف أقول كلما ذكرنا مواقف سماحة السيد عباس الموسوي عليه الرحمة نستشعر بأنه لم يمت هو هو اذا نظرنا الى السيد حسن نصر الله. فأرجوا من الكتاب المخضرمين مثلك ياسيد ما تفوتة هذه السالفة.
عند الحمن
غابت ابتسامة وعد و بقى الامل فيها
عضم اااة لكم الاجر يا وعد الامل
رحمه الله
اللهم إن كان محسناً فزد اللهم في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز اللهم عنا وعنه، نزل إلى رحمتك وأنت خير منزول به.