العدد 3282 - الخميس 01 سبتمبر 2011م الموافق 02 شوال 1432هـ

عبدالرحمن النعيمي... شمعة الأمل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

هكذا إذاً، رحل عنا المناضل الكبير والبحريني الأصيل عبدالرحمن النعيمي يوم أمس 1 سبتمبر/ أيلول 2011، وذلك بعد أن لازم فراش المرض أكثر من أربع سنوات، كان معنا من دون أن نعلم ما رأيه فيما اُمتحنت به البحرين منذ غيابه عن الساحة.

«أبوأمل» كان أنموذج الشخصية القومية العابرة لحدود البحرين، وهو بمكانة مماثلة للنخبة العربية التي التزمت بمواقف مبدئية ولم تتزلزل أمام الأحداث الجسام، ولذا فقد كان رمزاً عربياً أينما حل في أي بلد عربي، يحتضنه أهل كل بلد، لأن معارفه تمتد من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، بل أبعد من ذلك، لأن اسمه معروف في كل محافل الفكر النضالي الإنساني.

زرتُه في منفاه بدمشق في منتصف التسعينيات... حينها كان الإجماع الوطني بشأن الحركة المطلبية همَّنا جميعاً، وكان القياديون في الداخل والخارج يرجعون إلى بعضهم بعضاً في مجمل ما كان يجري على الساحة، والجلوس مع النعيمي على مدى أيام يدخلك في عالم آخر تكتشف من خلاله شخصية معطاءة ومضحية تضع المصلحة العليا لقضايا الأمة فوق كل اعتبار... والبحرين كانت على لسانه دائماً، وفي كل ما يمارسه من عمل. كان يعمل من دون كلل، ونشاطه يعادل ما يقوم به فريق كامل. كان من أشد المخلصين لأي اتفاق يتوصل اليه مع الآخرين ولا يكسر الإجماع ولا يستفرد بالرأي. والأهم من كل ذلك لن تجد في حديثه أي سقطة لسان تحمل مضامين طائفية أو قبلية أو عنصرية، فقد كان إنسانياً في فكره، ومنحازاً للمظلومين أينما كانوا .

كنت قبل أن ألتقيه أقرأ له ما يكتب باسمه الحركي آنذاك «سعيد سيف»، ولكن عندما اقتربت منه تبادر إلى ذهني سؤال تكرر كثيراً منذ اليوم الأول الذي عرفت فيه شخصية النعيمي عن قرب، وهو: كيف يتمكن شخص يأتي من عائلة مشاركة في الحكم في دول الخليج ، أن يسمو فوق كل الاعتبارات القبلية والطائفية التي تسجن أكثرنا في زوايا خانقة؟ وكنت أكرر السؤال بصراحة: كيف يتمكن شخص مثل النعيمي (وهو القيادي في اليسار العربي وينتمي الى أسرة سنية عريقة) أن يقتل مسارب الطائفية في فكره ونشاطه الدؤوب، بينما يعجز غيره من الإسلاميين (من السنة والشيعة) عن ذلك؟ ترى كيف كان يرتفع بإنسانيته فوق كل هذه الاعتبارات؟

غادرنا «أبو أمل» أمس عن عمر ناهز الـ 66 عاماً، واختفى نشاطه عندما كان عمره 63 عاماً، ولكنه خدم قضايا العدالة الاجتماعية في البحرين وفي كل بلد له صلة به لأكثر من 40 سنة، قبل أن يجبره المرض على الانزواء عن هذا الزمن الذي ربما لا يستحق وجود شخصية مثله. لقد أسموه الأب الروحي لجمعية «وعد»، وأنا أسميه الأب الروحي للحراك الوطني غير الطائفي، وهو كان وسيبقى «شمعة الأمل» لبحرين غير طائفية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3282 - الخميس 01 سبتمبر 2011م الموافق 02 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 1:43 م

      من مقال سابق للراحل الكبير .......... تتمه ........ ام محمود

      السياسي الذي يصلح لنا دون غيرنا. في الوقت الذي لا يستطيع هذا النفر ان يستغني عن التقنية أو الصناعات الغربية أو ما يوفره الغرب من تطور يسهم في نشر افكاره التي يقاتل بها ذلك الغرب
      __
      وحيث يرى البعض بأننا في حاجة إلى التجديد الفكري فإن نقطة البدء.... هي مواجهة الاستبداد السياسي.. أي خوض المعارك التي خاضتها شعوب الغرب برمتها وقدمت مئات الملايين من البشر في الحروب التي خاضتها القارة قبل الحربين وبعدها من اجل ارساء نظام يحقق للجميع المشاركة في صنع القرار السياسي، ضمن الموازنات الطبقية المحددة

    • زائر 26 | 1:36 م

      من مقال سابق للراحل رحمة الله وكل مقالاته رائعة ........ ام محمود

      وسواها بمعزل عن محيطها الاقليمي أو القومي) فإن المنطقة العربية اخفقت ان تنهض على غرار النمور الاسيوية، واخفقت ان تتلاحم اقتصادياً مع بعضها البعض لتشكل كتلة اقتصادية سواء على الصعيد الخليجي أو الوحدات الاقتصادية الاقليمية أو على الصعيد القومي العام.. وداهمتها المسألة السياسية المتمثلة في ضرورة تعميم النموذج الغربي المتمثل في الديمقراطية.. وبتنا نسمع بأن لدينا خصوصياتنا وتقاليدنا في الحكم وانه لا يمكن استيراد الافكار والقيم السياسية الغربية.. وعلينا ان نفتش في التاريخ العربي الاسلامي عن النموذج

    • زائر 25 | 1:33 م

      من مقال للراحل المناضل الدكتور والمهندس عبدالرحمن النعيمي ....... ام محمود

      بعنوان الاضطراب السياسي الكبير في المشرق العربي والذي نُشر في العام 2003 ((ذلك هو التحدى الكبير الذي يواجه مجتمعاتنا العربية قبل الحديث عن العالم الاسلامي البعض يتصور بأننا بحاجة إلى تجديد الفكر الإسلامي أو القومي البعض يتصور بأن الحل يكمن في العودة إلى القيم العربية والإسلامية الاصيلة دون القدرة على وضع تصنيف محدد لهذه القيم التي تختلف من امة إلى اخرى حسب موروثاتها وتقاليدها القومية وحيث امكن الولوج في التطور الاقتصادي (وتتوهم كل دولة عربية بأنها قادرة على تحقيق نهضة اقتصادية وسياحية ومالية

    • زائر 24 | 1:04 م

      ابا امل لم يمت

      كنا نسمع كثيرا عن هذا الرمز الكبير ونتابع المقابلات التي يجريها في اداعة لندن وكان يكبر فينا كلما عرفنا عنه المزيد وبعد رجعوعه الي عرينه عرفناه اكثر واكثر فشخصيته لها كرزما خاصه وبساطته تشدك اكثر تريد ان لا يفارقك ومكنوزه المعرفي والنضالي والفكري والاخلاقي يجدبك ويلهمك انه مدرسة نضالية خسرناها في هذة الفترة التي بحاجة اليها ولكنه ابى ان لا يرحل الا في يوم رحيل شهيد لا لم يرحلا فهما باقيان كم هي ارواح شهدائنا ابا امل انك في قلب كل منصف كل حر كل ابي وان روحك اسرت بقرى البحرين قبل ان تعرج للسماء

    • زائر 23 | 10:36 ص

      For my comrade AbdulRahman Iwrite this poem

      I was alone,
      Feeling the tenderness of the space.
      Scared like a child left alone,
      Weak like a bird that can't fly.
      Like a desert longing for rain
      I was alone.
      And then the Lord of freedom came along
      Lord of Freedom!
      He came through the night,
      Riding the colorless stallion.
      With his strong hands, he created another world -
      A world of ecstasy and a painless joy

    • زائر 22 | 9:27 ص

      حبيبي يا ابو امل

      وداعا أيها الوفي وداعا أيها الحبيب وداعا أيها المناضل وداعا أيها الانسان الشامخ بشموخ العز والكبرياء

    • زائر 21 | 7:18 ص

      رحل ارسطو القرن العشرين

      رحل المعلم ، رحل الاستاذ ، رحل من اعطى العمر و القلب لوطن تمنى و عمل دائما ان لا يرجف فيه الأمل ، رحل ابو امل ترجل الفارس عن جوادة ليستريح الجسد المتعب و لتبقي روحه تشع لتنير الدرب لعالم لم تعد مفاهيمة و مصطلاحاته تتماشى مع الوقت، أنه زمن الردة ، زمن يخشى فيه الاخ اخاه .
      لك الرحمة و المغفرة و لنا عذاباتنا حتى نلتقي .

    • زائر 20 | 7:04 ص

      لي طلب يا دكتور- 2

      تابع ما قبله..ولم يتمكن احد من الحضور الدوام. وكان التحقيق من نصيبالفئة المغضوب عليها ومجال للوشاية وتصفية الحسابات الشخصية. عانى هؤلاء ما عانو من الإهانات وال...... واقتيدوا في الباصات الى المراكز. اما آن لهذه المعاناة ان تنتهي؟؟؟؟

    • زائر 19 | 7:03 ص

      لي طلب يا دكتور

      رحم الله النعيمي.اسمح لي يا دكتور ان اخدذك الى موضوع اخر هو اعادة استدعاء الكادر التعليمي والصحي للتحقيق للمرة الثالثة و مباشرة بعد كلمة جلالة الملك. لقد عانى هؤلاء أشد معاناة في التحقيقات السابقة مغ انهم لم يرتكبو اي جرم سوى تغيبهم حين تقطعت الطرق آنذاك .. يتبع

    • زائر 18 | 6:10 ص

      ونعمه الرجال

      نعم رحلت ابو امل عن هذه الدينا ولكن سوف تبقى رواحا وفكرا ونبراسا لهذا الامه جيل بعد جيل يتعلم منك المواقف البطوليه والشجاعه عند الصعاب

    • زائر 17 | 5:04 ص

      رحمك الله يا ابا امل

      العيد هذا افجعنا بفقيدين عزيزين علينا, بالطفل الشهيد علي وبالمناضل العتيد النعيمي.
      رحمهم الله واهلهم اهاليهم الصبر والسوان. والى جنان الخلد وصفحات تاريخ تكتب من ذهب في حقك ايها المناضل الحر الابي

    • زائر 16 | 4:19 ص

      رحلت جسدا فقط

      لقد رحلت جسدا وبقيت فينا فكرا واملا وروحا ووعد ارثا سيبقى طالما هناك رجالات امثالك حملوا هم الوطن والمواطنين فرحمك الله برحمته وادخلك جناته

    • زائر 13 | 3:04 ص

      إنهم نخبة رجالات البلد المعطاة

      لطالما أنجب هذا البلد رجالا يشار لهم بالبنان والنعيمي أحدهم فقد حمل هم البلد منذ شبابه ولم يتواني ولم يتقاعس يوما من الأيام عن مواصلة النضال
      لم يشعر بكلل أو تعب حتى أسقطه المرض
      فكان عظاؤه متواصلا دون توقف مخلصا لبلده
      ولم يوقفه عن ذلك إلا المرض العضال
      هو مثل للرجال الوطنيين وقدوتهم
      رحمه الله وجزاءه خير الجزاء

    • زائر 10 | 1:58 ص

      مواصلة المشوار

      رأيي:" وفاة النعيمي خسارة كبيرة للوطن ولكن على الجميع ان يواصل المشوار الذي كان يسير عليه وهو الطامح لتحقيق مستقبل أفضل للبحرين من خلال أحقاق الحق والعمل بصورة سليمة تكفل حقوق الجميع"

    • زائر 9 | 1:44 ص

      رحلتَ في قلوبنا !!

      و أنا أعطيك الجواب بصراحة:لأن الفكر اليساري فيه عمى الوان ؛ أي لا يميّز بين الأجناس و الألوان و الأديان و الأعراق و .... ولكنه يميّز الإنسان فقط لا غير.

      تحياتي...
      عبدعلي فريدون

    • زائر 8 | 1:23 ص

      مقال رائع كل العاده

      سلمت يمناك ياستادنا ولد الجمري النعيمي رمز لا لطائفية

    • زائر 7 | 12:52 ص

      نعم هذا شمعة الامل

      نعم عامود مزخرف من ذهب فيه اسم النعيمي
      ((وسيبقى «شمعة الأمل» لبحرين غير طائفية))
      كلام جميل لروح المرحــــــــــــــوم

    • زائر 6 | 12:04 ص

      الى جنان الخلد ايها المناظل

      كم تشتاق البحرين الى امثالك ايها المناضل الشريف الحر
      وكم آتمنى ان يستمر النضال في كل الجمعيات والشخصيات السياسيه كما بدآته

    • زائر 5 | 11:47 م

      رحمة الله عليه

      كم كانت البحرين بحاجة لمثل هذه الشخصيات خلال هذه الايام الحالكة ولكن هذه الدنيا لو كان موجودا لاسكتته الاصوات الطائفية المنتفعة والوصولية والسلام

    • زائر 4 | 11:46 م

      رجل و الرجال قليل

      الله يرحمه و يغمد روحه الجنة.

    • زائر 2 | 10:55 م

      اين أبو شريف

      حبذا لو شمل المقال نبذة عن الأمين العام الحالي لجمعية وعد كي يعرف الجميع بأن النعيمي لم يمت لا فكرا ولا جسدا ما دام ابو شريف هو الوارث.

    • زائر 1 | 10:28 م

      الى رحمة اااة

      النعيمي عند الحمن
      عاش مع الامل
      و غيبة المرض عنا وعيشنا بامل ان يرجوع لنا
      ورحل عنا و ورثنا امل

      ورحمة اااة عليك يا ابا امل

اقرأ ايضاً