العدد 3281 - الأربعاء 31 أغسطس 2011م الموافق 01 شوال 1432هـ

الموت... والمعادلة السياسية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يأتي خبر مقتل شاب يافع (علي الشيخ في الرابعة عشرة من عمره) يوم أمس ليعقِّد الوضع الذي نمرُّ به حاليّاً، فالموت حالة فجيعة للأهل والمحبين القريبين إذا كان لأسباب غير سياسية، لكن الموت حالة فجيعة للوطن؛ إذا كان الموت يدخل ضمن المعادلة السياسية. ففي الحالة الأولى تحتاج العائلة إلى من يساعدها على تحمل الألم والمصاب، أما في الحالة الثانية فإن الوطن بحاجة إلى مساعدة بعضه بعضاً للتعامل مع الأمر بما يحق الحق.

المعادلة السياسية صعبة جدّاً، وهي تتعقد عند ازدياد أرقام الضحايا، سواء من هذا الجانب أم من ذاك، كما تتعقد المصطلحات التي تُطلق لوصفهم. فالقضية السياسية تعني أن هناك من سقط قتيلاً أثناء أداء واجبه، أو أن هناك من سقط ظلماً وعدواناً، وفي كلتا الحالتين؛ فإن القتيل يعتبر شهيداً بالنسبة إلى هذا الجانب أو ذاك.

وفي حين قد نختلف أو نتفق على تفاصيل معينة، مثل عدد القتلى، أو السبب المباشر في انتهاء حياة أفراد؛ فإن المؤلم أن خبر ازدياد العدد يعتبر بحد ذاته مؤشراً على درجة الخطورة في الوضع السياسي. نعم، قد تتضارب التقارير بين الجانبين الرسمي والأهلي، وقد تحسم التضارب لجنة تحقيق محايدة، لكن هذا التفاوت في التقارير هو تفاوت في فهم الواقع، ومدى اتساع أو نمو المخاطر السياسية، ومدى امكانية الاستمرار في الوضع كما هو عليه.

قد تكون هناك دوافع سياسية تدفع نحو التضخيم أو التقليل، نحو إبراز المعلومات والصور مهما تكن الحقيقة مرة، أو نحو إخفاء الموضوع وتضييعه في الملفات التي قد تفتح، لكنها تبقى مفتوحة من دون إغلاق أبد الدهر.

حالات الموت ضمن المعادلة السياسية لها تفسيرات متناقضة، وهو أمر متوقع؛ لأن مثل هذا الموت يحدد نطاقاً وإطاراً لمجرى الأحداث السياسية المقبلة. ففي الوقت الذي يخمد فيه جسد الميت ويختفي من الدنيا؛ تبقى قصته وروحه نشطة بين الأحياء لتحرك ضميرهم، وتحثهم على البحث عن مسببات ما حدث بصفته شأناً عامّاً يهم الجميع من دون استثناء.

هناك من سيحاول استيعاب ما حدث ومن ثم التفاعل معه بحسب طبيعة الحراك المجتمعي، وهناك من سيغمض عينيه ويتمنى ألا يعرف أي شيء عما حدث، وهناك من سينكر الحدث من الأساس، وبين هذا وذاك تتلبد الغيوم على الوضع لتزيده حزناً وغمّاً.

ربما من السهل أن نقول إنه يجب ألا يُقتل أحد بسبب السياسة، وربما نستطيع رفع شعارات جميلة تحثُّ الشباب على الابتعاد عن المصادمات، وربما نستطيع أن نبرِّر هذا الفعل الرسمي أو ذاك، لكن نهاية هذا المطاف ليست واضحة... ولذلك، فإننا بحاجة إلى حل سياسي قادر على إعادة توجيه طاقات الدولة والمجتمع نحو طريق غير مسدود

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3281 - الأربعاء 31 أغسطس 2011م الموافق 01 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 40 | 1:57 م

      شكرا

      سلمت يداك دكتور منصور كلما سقطت ضحيه زادت الامور تعقيدا

    • زائر 32 | 4:44 ص

      ماهي الادلة

      من قتل الشاب يرحمه الله

    • زائر 25 | 3:51 ص

      إننا بحاجة إلى حل سياسي

      ربما من السهل أن نقول إنه يجب ألا يُقتل أحد بسبب السياسة، وربما نستطيع رفع شعارات جميلة تحثُّ الشباب على الابتعاد عن المصادمات، وربما نستطيع أن نبرِّر هذا الفعل الرسمي أو ذاك، لكن نهاية هذا المطاف ليست واضحة... ولذلك، فإننا بحاجة إلى حل سياسي قادر على إعادة توجيه طاقات الدولة والمجتمع نحو طريق غير مسدود
      مهمة من هذه يادكتور ؟

    • زائر 22 | 2:44 ص

      عمودك مريح للطائفتين

      القتل شيء مؤلم للطائفتين ولا يرضى احد عمودك مريح للطائفتين الله يخلك ذخرا يا دكتور منصور لكل اهالى البحرين يعطيك الف عافية ياولد الاجاويد .

    • زائر 19 | 1:57 ص

      القتل عمل غير مشروع-مواطن مغترب

      مهما تكون هي الاسباب والمبررات فان اقتل عمل غير مبرر وغير مشروع في مفاهيم القواميس المختلفة ، الدينية والاجتماعية والسياسية والحقوقية ومن المعروف ان وسائل القتل دلالة غير حميدة لمنظومة الوحدة المجتمعية وتؤكد على ثوابت وجود ازمة مجتمعية ووطنية في حاجة الى معالجة متعمقة ترتكز ليس على ثوابت التصريحات والوعود بل على اسس العمل المؤسس والموجه لاجتثاث جذور الازمة من اصلها ولا يمكن لذلك ان يحدث دون تتوفر الموقومات التي يمكن ان تدفع بحدوث المتغير الايجابي على الارض.

    • زائر 8 | 11:09 م

      بيض الله وجهك على هذا المقال دكتور

      لا ارنا الله في مكروه امين

    • زائر 5 | 10:42 م

      ليس للعيد اي عيد

      اصبح العيد غصه وبعيد عنا ولم نحس به والوطن ....وشعب حزين ومكسور الخاطر كل يوم وساعة تمر ترى فيها اخبار سيئة واقول بأي عيد عدت ياعيد........فرج الله همنا وهمكم جميعا ,يا مغير الاحوال غير حالنا الى احسن حال

    • زائر 4 | 10:37 م

      عمود موفق

      كل يوم اتعلم منك شي جديد يا جمري

اقرأ ايضاً