العدد 3280 - الثلثاء 30 أغسطس 2011م الموافق 30 رمضان 1432هـ

العيد والبحث عن زهرة الخلود

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لا أدري لم حين نقبل على مرحلة تاريخية مهمة تقفز إلى ذهني قصة غلغامش، الذي جاء باحثاً عن زهرة الخلود في أعماق بحار البحرين، هو نفسه الذي عاد من دون أن يحقق شيئاً بحسرة، لأنه تفاجأ بالثعبان الذي التهم الزهرة. وأخشى أن تكون لجنة بسيوني هي زهرة أخرى.

يبدو لنا أن المسلسل البحريني طويل، وأن سيناريو بسيوني أحد مشاهده المثيرة؛ فالبحرين بكل أطيافها المختلفة رحّبت بلجنة بسيوني في بلده الثاني البحرين، وأشفقت عليه في مهمته. البحرينيون استقبلوا بسيوني وأبدوا التحية الحارة له، فتاريخه القانوني والحقوقي يتحدث، بما لا يلبسه أي شك، بأنه جاء ليحقّق. إنه يريد الحقيقة، وسيبحث عنها كما يقول بين ملفات وزارة أو جدران بيت شعبي متهاوٍ.

البحرينيون يتمنّون لبسيوني طيب الإقامة بينهم، وهم في الوقت ذاته يتمنون أن ينصفهم، ففي لقائه الأول الذي جرى في متحف البحرين الوطني عندما باشر عمله قال لهم إن لجنته «تنظر إلى الإنسان بوصفه إنساناً من دون أن يكون لآرائه السياسية اعتبار في عملها». فهي اللجنة التي سُمّيت بلجنة تقصي الحقائق لأن أولويتها بحسب ما أوضح رئيسها تكمن في معرفة الحقيقة عن «من قتلوا والجرحى والمفصولين من الأعمال والتعليم»، حتى أنها «ستنظر في الأحكام التي صدرت وفحص أدلتها ومدى توافقها والمعايير الدولية».

بداية طيبة صفّق لها الجميع، وإن حاصرتها جهات عدة بأسئلتها: هل كل الأبواب ستكون مفتوحة أمام لجنة التحقيق من دون استثناء؟ وهل ستحفظ السلامة لمن أدلوا بشهاداتهم حتى بعد حين؟ أسئلة تبقى وإن حاول بسيوني جاهداً تطمين الجميع، لكنها مقرونة بالتطبيق وما يجري على الواقع، أكثر مما تكون أقوالاً وتمنيات، وهي أمور خارجة عن مقدرة بسيوني وتطلعاته إن هو أراد.

البحرينيون وجدوا في اللجنة ملاذهم فتسابقوا لتوثيق ما تعرضوا له طيلة الأشهر الماضية، يحدوهم الأمل الذي يعلقون عليه دائماً نحو مستقبل أفضل. وما بين شد وجذب، وما بين مد وجزر، عاش البحرينيون مع هذه اللجنة التي سيتذكرونها في تاريخهم لأنها فارقة لا تتكرر، وجدوها تعيش بينهم كحالة استثنائية، لكن جميعهم تعامل معها على رغم انقسامهم ما بين متفائل ومعلق آمال، وما بين محبط وشاك، فهم الآن يعيشون حالة ترقب لنتائجها وحتماً ستكون منعطفاً جديداً للحراك السياسي البحريني.

لا يوجد شك في أن اللجنة حركت الماء الراكد وجرت على يديها بعض التطورات، لكن العيد أقبل والآمال تكبر بحجم العيد، لأن التكبير سمة العيد، ولا تقرن الفرحة إلا بالعيد، ولا يكون عيداً إلا باكتمال الجمع.

العيد أقبل علينا، فماذا الذي نراه؟ فبعض بيوتنا ينقصها أحبة لن يعودوا، والحزن يثقل بفراقهم في العيد، والأسئلة تزداد في عيون أطفالهم في العيد، فمن يواسيهم في العيد، بل من قتل الفرحة في عيدهم؟ وبعض بيوتنا أحباؤهم مغيبون، أحياء يرزقون، لكنهم مكبلون، أهلهم ينتظرونهم بثوب العيد ليلقوا عليهم تحية العيد، فلا نريد أن نكسر اشتياقهم في العيد. وبيوت أخرى سرقت منها فرحة العيد، لأنهم حرموا من رزق العيد، إنه العيد وما أدراك ما العيد.

إنه اليوم الذي جعله الله للمسلمين عيداً وشرفاً وكرامةً ومزيداً... فهل يطول صمتك يا بسيوني في العيد؟

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3280 - الثلثاء 30 أغسطس 2011م الموافق 30 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:44 ص

      الذكرى

      "وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين"
      "وذكر إن نفعت الذكرى"
      الذكرى وسيلة محمودة للتذكير وعدم جعل جوهر الأزمة في طي النسيان!!!!.

    • زائر 1 | 1:10 ص

      الصمت بيطوووووول يا رمله

      يا رملة الصمت بيطول وانتوا يا اهل البحرين تعودتوا على طووووول الصمت ماذا تنتظرين من بسيونى

اقرأ ايضاً