أفاد صانع الفخار زكريا الشغل بأن مصانع الفخار في قرية عالي تقلصت من 35 إلى 5 مصانع فقط، واعتبر الشغل أن أهم ما يعوق عمل مصانع الفخار، عدم توافر مادة الطين، وهي المادة الرئيسية في صناعة الفخار، مبيناً «إننا كنا في السابق نذهب إلى منطقة الحنينية في الرفاع، بالتنسيق مع بلدية الجنوبية، ونأخذ منها الطين، إلا أنه ومنذ بداية الأزمة في البحرين قبل 8 أشهر تقريباً، لم نذهب، ولم يعد يتوافر لدينا الكم الكافي من الطين».
من جانب آخر، أكد عضو اللجنة الأهلية لتطوير منطقة عالي النائب المستقيل سيدعبدالله العالي، أن وزارة الثقافة قسمت مشروع تطوير منطقة عالي إلى قسمين، وذلك نتيجة لضخامة المشروع الذي كان سيشمل تطوير المنطقة التراثية التي تضم مقابر عالي والقرية الفخارية، لافتاً إلى أنه لظروف الموازنة، فإن الوزارة قررت البدء بالجزء الأول من المشروع المتمثل بالقرية الفخارية.
وقال العالي: «تم التوافق مع الوزارة على معالجة بعض المعوقات التي تواجه القائمين على مصانع الفخار، والتي من أبرزها نقص الطين نتيجة لعدم استجابة مجلس بلدي الجنوبية لأخذ الطين من منطقة الحنينية، وهي المنطقة الوحيدة التي تغذي مصانع الفخار، بدعوى الحفر العشوائي ما يستلزم إعادة الدفن، وتأثر التربة الطينية للمنطقة».
عالي - علي الموسوي
جاء إلى الدنيا، وكَبُر وهو يرى والده، يصنع مختلف الأشكال بالطين والماء، وتصبح تارة حصالة جمع النقود، وأخرى حِباً لحفظ المياه، وكذلك «قَدو»، فتعلم ما يصنع والده، وبدأ يساعده، إلى أن ترعرع في هذه المهنة، وأصبح يزاولها حتى الآن.
ذلك هو صانع الفخار، زكريا جعفر محمد الشغل، ابن صاحب أحد المصانع في قرية عالي، الذي مازال يعمل مع إخوانه في مصنع فخار عمره يتجاوز الـ 30 عاماً، فيما يتواجد والدهم الحاج جعفر الشغل في المصنع، أشبه بالمشرف على أبنائه، بعد أن قضى أكثر من 65 عاماً من عمره في مهنة صناعة الفخار.
تحدث زكريا الشغل لـ «الوسط»، عن أبرز المعوقات التي تواجه صناعة الفخار، وعن ما يتطلعون للحصول عليه، من أجل ضمان استمرار هذه المهنة، وحمايتها من الاندثار.
واعتبر الشغل أن أهم ما يعوق عمل مصانع الفخار، التي تقلص عددها من 35 إلى 5 مصانع فقط، هو عدم توافر مادة الطين، وهي المادة الرئيسة في صناعة الفخار، مبيناً أن «كنا في السابق نذهب إلى منطقة الحنينية في الرفاع، بالتنسيق مع بلدية الجنوبية، ونأخذ منها الطين، إلا أنه ومنذ بداية الأزمة في البحرين قبل 8 أشهر تقريباً، لم نذهب، ولم يعد يتوافر لدينا الكم الكافي من الطين».
وقال صانع الفخار الشغل: «التقينا بوزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، مرتين في العام الماضي (2010)، ووعدتنا بأن توفر لنا الطين، إلا أننا مازلنا نعاني من شح في هذه المادة، وبعض المصانع لم تعد تعمل بسب عدم وجود الطين لديها».
وبسؤاله عن الكميات التي يحتاجونها من الطين شهرياً، قدّر الشغل الكمية بأنها تصل إلى 3 أطنان من الطين تحتاجها مصانع الفخار شهرياً.
وعن أماكن توافر الطين في البحرين، أشار الشغل إلى أن «منطقة الحنينية هي الوحيدة التي يتوافر فيها الطين، وكنا نذهب ونأخذ منها الكميات التي نحتاجها، وقد مُنعنا في فترة من الفترات من أخذ الطين، بحجة أننا تسببنا في عمل حفرة عميقة في المنطقة، فالطين عبارة عن رمل نأخذه من الحنينية، ونحن نقوم بعدة مراحل يتحوّل بعدها إلى طين، ونطلق عليها طيناً وليس رملاً».
ونوّه إلى أن «كميات الرمل أو الطين كما نطلق عليها، لا تنفذ من المنطقة التي نأخذها منه، لأنها كلما أخذنا كميات من الطين، يسقط المطر ويجرف الطين وتصبح الأرض مستوية، كأن لم يؤخذ منها شيء».
وعمّا إذا كان الطين متوافراً في دول الخليج، أوضح الشغل أن «الطين متوافر لكن يصعب جلبه من الخارج، كما لا يوجد أحد يبيعه في البحرين، لأنه مكلف، وغير مربح»، مضيفاً أن «على رغم وجود الطين في دول الخليج، إلا أنهم لا يتقنون الحرفة، كما يتقنها البحرينيون».
تطوير الفخار
وذكر أن هناك نية لدى وزارة الثقافة، بأن تطوّر مهنة الفخار، والمصانع، إلا أننا لم نرَ أية تحركات على أرض الواقع، تعطي مؤشراً إيجابياً لحفظ صناعة الفخار.
وأضاف أن «للأسف الشديد، لا يوجد اهتمام بالمستوى المطلوب بمهنة الفخار، على رغم أنها أحد عناصر جذب السياح إلى البحرين، ومن المهن التي عمل فيها أجدادنا».
وطالب الشغل بأن «توفر لنا وزارة الثقافة الكميات المطلوبة من الطين، وتعطينا المزيد من الاهتمام والدعم، ولا نقصد هنا الدعم المادي، بل نريد أن نشعر بأن هناك اهتماماً وخوفاً على هذه المهنة من الاندثار».
وخوفاً من ألا يكون لأبنائه مستقبل مع مهنة صناعة الفخار، قال الشغل إنه لا يعلم أبناءه صناعة الفخار، وخصوصاً مع غياب التشجيع والدعم، مشيراً إلى أن «أبنائي يأتون معي إلى المصنع ويرون كيف أقوم بعمل الأشكال الفخارية، إلا أنني لا أعلمهم على آلية العمل (...)».
مراحل صنع الفخار
وبسؤاله عن مراحل صنع الفخار، أوضح صانع الفخار زكريا الشغل أن «نجلب الطين ونضعه في أحواض ماء كبيرة، ونستخرج منه الأوساخ والحصى وغيرها من المواد التي لا تستقيم مع صناعة الفخار، وذلك بواسطة مكنة خاصة بذلك».
وتابع أن «نقوم بتجفيف الطين بحرارة الشمس لمدة أسبوعين تقريباً، بعد ذلك نأخذه ونقوم بصناعة الأشكال الفخارية، بحسب الطلب، فأحياناً يكثر الطلب على حصالات حفظ النقود، وخصوصاً خلال الفصل الدراسي، وأحياناً أخرى على المباخر، وأشكال فخارية أخرى».
وواصل «بعد أن نقوم بتشكيل الطين، وصناعة الأشكال الفخارية، نضعها تحت حرارة الشمس لمدة تصل إلى أسبوعين في فصل الشتاء، أما في الصيف فالمدة تصل إلى 10 أيام، بعدها نضع الأشكال الفخارية في فرن خاص، وبدرجة حرارة معينة، لمدة 14 ساعة».
وعن مستوى الإقبال على شراء الأشكال الفخارية، فأكد الشغل أن الإقبال أصبح أقل من السابق، إذ لا توجد لدينا صالات لعرض ما ننتجه من الأشكال الفخارية، والمكان الموجود لدينا حالياً غير مهيأ بالشكل المطلوب لعرض منتوجات الفخار.
وذكر أنهم يتعاملون مع عدد من المحلات التجارية في مختلف مناطق البحرين، كما يزوّدون كل دول الخليج بالمنتوجات الفخارية، بحسب الطلب.
وعما إذا كان قد شارك في معارض سابقة، قال صانع الفخار زكريا الشغل إنه لا يشارك في أية معارض، ويكتفي بما ينتجه ويبيعه في المصنع وما يزوّد به المحلات ودول الخليج، مشيراً إلى أن أحد مصانع الفخار في عالي، هو من يشارك في المعارض، بالتنسيق مع وزارة الثقافة.
وختم الشغل حديثه لـ «الوسط»، بالتمني بأن «نلقى المزيد من الدعم، وتتوافر لنا الكميات المطلوبة من الطين، والتشجيع من قبل وزارة الثقافة
العدد 3280 - الثلثاء 30 أغسطس 2011م الموافق 30 رمضان 1432هـ
اذا عرف السبب بطل العجب
ان صناعة الفخر تعتمد على الاجانب وخص الاوربين في شرى هذا المنتج و وجود القلاقل في قرية عالي من قبل المشقبين والفوضوين لا يشجع الاجانب على اذهب الى هذه المصانع وشكرا
ليــن
صناعة الفخار حرفة جميلة جداً اتمنى لهم التوفيق