أمسية رمضانية وطنية جميلة شهدها مقر جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) احتفالاً بإعادة تأهيل مقر الجمعية مجدداً. فإبَّان الأحداث التي شهدها الوطن قام نفر إما أنهم حاقدون أو مندسون أو هناك من أوحى لهم بحرق وتدمير مقري وعد في أم الحصم من المنامة وفي عراد من المحرق. المقر الرئيسي في أم الحصم تعرض لتدمير كبير عبر إشعال حريق فيه أتى على محتوياته وأثر على جدران وأبواب وأسقف المبنى.
وأنا جالس في الحفل وسط حضور وطني جميل انتابتني أحاسيس مختلطة بين الفرح والحزن، والتمنيات والأسئلة.
تبادرت إلى نفسي أسئلة عدة بحثت لها عن إجابات. لاشك أن الأجهزة الأمنية ترى في فعل حرق وتدمير مقري وعد جريمة بكل معنى الكلمة مادام فعل الحرق قد تم بفعل فاعل. فهل يا ترى تم القيام بإجراء التحريات والتحقيقات اللازمة للوصول إلى الفاعل لمعرفة دوافعه وبيان شركائه ممن حرضه على هذا الفعل الشائن؟ هل توصلت الأجهزة المختصة للفاعل؟ يتبين أنها حتى هذه اللحظة لم تتوصل إلى الفاعل. هل أعلنت عدم توصلها إلى الفاعل وسجلت الجريمة ضد مجهول، وأقفلت الملف؟ أسئلة تنتظر ردوداً من الجهات المعنية.
كانت جدران قاعة فلسطين قبل أن تتعرض للفعل الإجرامي مزينةً ببعض صور شهداء الحركة الوطنية وبعضهم ممن استشهد في سبيل القضية القومية فلسطين. شهداء يمثلون نسيج الوطن الحقيقي، ولم يكن المذهب أو العرق يمثلان حاجزاً لهم. الآن لو أرادت وعد تزيين جدران القاعة بصور الشهداء فإن جدران الجمعية كلها لن تتسع لجميع صورهم فنبع الشهادة مستمر والضحايا تتوالى، فلتعذر أرواح الشهداء الذين لن تعلق صورهم وعد، لكنهم معلقون على صدر الوطن وفي قلوب المواطنين والتاريخ سينصفهم وسيتذكرهم شعبهم دوماً وأبداً.
الحفل جميل لأنه يغمرك بوحدة مكونات هذا الوطن بعيداً عن الانشطارات الطائفية والقبلية والعرقية. لايزال هناك من يؤمن ويعمل حقيقةً على وحدة مكونات هذا الوطن، بعيداً عن التعصب بمختلف أنواعه، وهو وجه الحق لبحريننا، ولابد لهذا الحق من أن ينتصر في وجه من يسعى إلى الاحتراب الأهلي والتخندق الطائفي.
غمرني شعورٌ جميلٌ يتعلق بالتيار الوطني الديمقراطي، مرد هذا الشعور هو الصدق الذي لمسته عند قيادات هذا التيار في سعيها الأكيد إلى مزيد من التلاحم والوحدة. ربما كنت من الحالمين خلال السنوات العشر بالسعي إلى مزيد من الوحدة والتلاحم فيما بين قوى هذا التيار، هذا الحلم الذي بسببه سمعت من الكثيرين من شخصيات هذا التيار وبعض قياداته ما يدعوني منهم إلى التوقف عن الحديث عن هذا التيار، ذلك عائد إلى الإحباط وعدم الرضا من قواعد هذا التيار والكثير من كوادره عن فشل المؤسسات السياسية التي تمثل قوى هذا التيار عن الوحدة فيما بينها، والقيام بالدور المأمول والحقيقي من هذا التيار.
قراءتي النفسية للصدقية التي لمستها عند قيادات هذا التيار في حفل وعد خلق لدي التفاؤل والأمل بأن قادم الأيام سنشهد فيها تحولاً نوعيّاً عن تعزيز قوى هذا التيار.
كما سعدت بمحتوى كلمة الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، وخصوصاً ما شعرت به نحو توجه جمعية الوفاق لتأكيد ضرورة التحالف الوطني الحقيقي، قبالة من يحاول حشر التحركات الشعبية والمطالب المحقة لعموم المواطنين في إطار طائفي، وتحويل المجتمع ليكون طائفة قبالة طائفة.
خطاب علي سلمان ذكرني بما قاله عبد الجليل خليل القيادي في الوفاق ورئيس كتلتها النيابية المستقيلة في مقابلة له مع صحيفة «الوسط» في رده على سؤال يتعلق بالعمل الوطني المشترك قائلاً: «مرّ التحالف السباعي والسداسي بأكثر من منعطف، وحصلت أخطاء وخصوصاً أثناء الانتخابات الأخيرة، وأنا على قناعة بأن الحاجة أصبحت مُلِحَّة وأكثر ضرورة لإعادة صياغة تحالف وطني قادر على خلق كتلة حرجة تتناسب مع تطلعات المجتمع البحريني وحركته الاصلاحية ونضالاته التاريخية التي جمعت جميع أطياف مكونات المجتمع البحريني». نأمل أن نرى تحالفاً نوعيّاً في المستقبل يرد على من يحاول جر الوطن إلى الصراعات الطائفية.
كنت أتمنى أن يكون حاضراً حفل وعد ممثلون لجميع القوى السياسية في الوطن بما فيها القوى المختلف معها وعلى رأسها تجمع الوحدة الوطنية وبحضور رئيسها الشيخ عبداللطيف المحمود وجمعيتي المنبر الوطني الإسلامي والأصالة، وهم ممثلون لقطاع واسع من الشركاء في الوطن. يحضرون ليستقبلوا بكل حب وأريحية، تأكيداً للإقرار بأنهم يمثلون قطاعاً واسعاً من مكونات شعبنا وهم شركاء في القرار الوطني يحضرون ليسمعوا ما نقول. وهل ما نقوله هو تعبير عن رغبتنا بإقصاء شركائنا في الوطن؟ وهل ما نقوله وما نطالب به يؤكد هواجس البعض بأن هناك من يمثل أجندات خارجية أو أياً من الاتهامات المماثلة؟
لفت نظري غياب بعض العناصر الفاعلة في وعد، عسى المانع خيراً، نأمل ممن غاب ويحمل رؤية ووجهة نظر تخالف موقفاً ما أو رأياً ما اتخذته الجمعية، وكان غيابه لهذا السبب أن يعود ويراجع نفسه؛ فإن المزيد من التراص والوحدة هو الرد الصحيح على الأخطار التي يواجهها الوطن.
نتمنى أن يزداد سعي وعد وجميع جمعيات التيار الوطني الديمقراطي إلى حشد الهمم لدعوة محبي وأنصار هذا التيار لمزيد من الوجود والعمل، بذلك تستطيع قوى هذا التيار مواجهة التخندق الطائفي.
كان الحفل دعوة لوطن حرٍ وشعب سعيد، لوطن لا يرجف فيه الأمل.
الحفل كان دعوة إلى الحب والوئام الوطني. هل هناك من يعارض ويرفض هذه الدعوة؟
إقرأ أيضا لـ "شوقي العلوي"العدد 3279 - الإثنين 29 أغسطس 2011م الموافق 30 رمضان 1432هـ
طلبة السبعينات
الى الامام سر الى الامام سر ، اهداء الى الى هذا الطيف الجميل والفيسيساء الواعدة وتحية لكل الوطن
يا ايها الوطن المفدى بالدم نفيدك النفوس كما فداك الامس وردا غرسه في التراب راح ينشد الضياء يا بلادي
كلمات كان ينشدها طلبة وطالبات الاتحاد الوطني ايام السبعينات حين كان الوطن رغم المحن لايرزح تحت ظلام الطافية كنا طلبة نسكن وناكل وننشد خارج الوطن في وتقة واحدة ايام السبعينات كنا اطياف ولكن في فيسفاء الوطن كنا نختلف لنتقدم لم نشعر يوما ما بننا طوائف من هذا المذهب او داك كنا جميعا نغني للوطن