عندما سقط زين العابدين بن علي بدأت تفوح بعض الفضائح عن فترة حكمه، وتبيّن أن زوجته كانت تخبّئ بعض المخدرات والمجوهرات والدولارات في حدائق بعض القصور.

وحين سقط حسني مبارك بدأت تفوح فضائح أقطاب حزبه، وتبيّن أن أسرته (زوجته وأولاده) متورطةٌ في قضايا فساد وتبييض أموال وبيع أراضٍ وشاليهات واستثمارات في الخارج بمليارات الدولارات، كلها مقتطعةٌ من قوت الشعب المصري الصبور.

أما الزعيم معمر القذافي فقد كانت الروائح من قبل ومن بعد، فقد كان زعيماً غريب الأطوار. يقابل كبار زوّاره في خيمةٍ نصبها في الصحراء، ويحكم دولةً وفق كتيّب صغير زعم أنّه يمثل النظرية الثالثة التي سيحكم بها العالم بعد أن تزيح النظريتين الرأسمالية والاشتراكية معاً! وفي العام الماضي فقط فكّر ولده سيف الإسلام بوضع دستور لليبيا بعد أن كانت تسير لأربعة عقود من دون دستور!

العام الماضي عندما زار إيطاليا، طلب تنظيم محاضرةٍ عن الإسلام، على أن يكون الحضور كلهم شابات شقراوات، واشترط على صديقه برلسكوني مواصفات معينة من حيث العمر وارتفاع القامة ونحافة الخصر مثل عود الخيزران. والخبر لم يكن مفبركاً من جانب معارضي القذافي أو المتحاملين عليه، وإنما نشرته الصحف ووكالات الأنباء بكل هذه التفاصيل المخزية. ويحار المرء ألف مرةٍ كيف يتصرف رئيس دولة عربية بهذه الطريقة البالغة الغرابة والاستهتار.

آخر الأخبار الغريبة، ومن ليبيا ستخرج الكثير من هذه الأخبار، ما نقلته (د ب أ) عن خمس نساء كنَّ ضمن وحدة منتقاة من الحرس النسائي لفخامة العقيد القذافي، اللاتي تعرضن للاغتصاب والاعتداء عليهن من قبل الديكتاتور الذي أضحى مطارداً ومطلوباً للعدالة المحلية والدولية حالياً.

صحيفة «صنداي تايمز أوف مالطا» نقلت أمس (الأحد) أن النساء اعترفن لطبيبة نفسية ليبية بتعرضهن للاعتداء الجنسي من قبل القذافي وأبنائه قبل أن يُنبذن بعدما سئموا منهن. هذه الاتهامات ستكون جزءًا من ملف يجري إعداده للمحكمة الجنائية الدولية التي قد يمثل أمامها القذافي وأفراد عائلته فيما لو قبض عليهم أحياء.

الصحافة العالمية تحدّثت كثيراً عن ممرضته الأوكرانية الخاصة، التي غادرت ليبيا قبل أشهر بعد أن ادلهمَّ الوضع السياسي وكتبت قصتها معه. ويمكن لأيّ شخص أن يبحث عن صور «حارسات القذافي» على شبكة الإنترنت، اللاتي كان ينتقيهن لحراسته ومرافقته في السفر والحضر، وحمايته من كيد الكائدين وحسد الحاسدين!

آخر الأخبار وأنا أشطب هذا المقال، متحدّثٌ باسم القذافي يعلن عن استعداد الزعيم الكبير للتنازل عن سلطته المقدّسة وتسليمها إلى الجرذان والحشرات وعملاء الناتو والصليبيين والأميركان