تأجيل انطلاقة الدوري الإيطالي والإسباني في الاسبوعين الماضيين أصاب الرياضيين ومحبي كرة القدم الأوروبية بالإحباط. وكأنهم فقدوا شيئا عزيزا كانوا ينتظرون عودته على أحر من الجمر. فهم يرون في مشاهدة الدوريات الأوروبية سواء لعبة كرة القدم أو اليد أو الطائرة متعة حقيقية، لاتضاهيها الا متعة مشاهدة دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين الذي أصبح يحيط به - أيضا - هاجس التأجيل بسبب الخلافات المالية وقوانين الضرائب التي تطالب الحكومات فرضها على اللاعبين المحترفين في الفرق الرياضية.
فالعالم من حولنا تعصف به الأزمة المالية التي لا نكاد نستنشق هواءها في عالمنا العربي، أو نشعر بها حاليا ولكنها - طبعاً - قادمة لا محالة إذا ما استمرت هذه العاصفة لأننا - في دول التعاون الخليجي - جزء من هذا العالم الكبير ونتأثر به بدرجة بالغة.
وبمقدمة هذه المقالة، أريد أن أصل إلى التأكيد على المغالاة الكبيرة والمتفشية في أسعار اللاعبين المحترفين التي ناهزت عقودهم موازنة احدى الدول الفقيرة في إفريقيا، التي تعاني شعوبها الأمرّين بسبب سوء التغذية والإهمال الشديد وكأنهم يعيشون على كوكب آخر لم يصله حتى الآن الماء والهواء!
حتى المقارنة بين عقود اللاعبين المحترفين قبل 10 سنوات، أصبحت الآن ظالمة، فما حصل عليه الظاهرتان، نجما العالم البرازيلي بيليه والأرجنتيني مارادونا لا يعادل عشر ما يحصل عليه الآن البرتغالي رونالدو والأرجنتيني ميسي، أما عقد النادي الروسي للكاميروني إيتو فهو يعد خرافيا بمعنى الكلمة!
شدني تعليق لأحد البسطاء المصريين نشرته احدى الصحف المصرية حول تنافس فريقي الأهلي والزمالك القاهريين على أحد اللاعبين المصريين، ما جعل النادي الاسكندري يطلب 10 ملايين جنيه من أجل انتقاله، قال القارئ بحسرة «يا جماعة الخير، لا تتحدثوا عن هذه المبالغ. فهي تثير في نفوسنا حسرة ونقمة لأننا نعيش بملاليم واللاعبين يستلمون الملايين، فحرام والله حرام».
فأرقام عقود اللاعبين المحترفين أصبحت خرافية وغير منطقية، ولا تمس الواقع لا من قريب أو بعيد، وهي ظالمة وغير معقولة ، لأن المبالغ التي يتسلمونها أصبحت تزيد عما يحصل عليه الطبيب العالم والمخترع والمكتشف. فأصبحت الأموال والشهرة التي تصل إلى الأقدام لا تصل إلا بعد جهد جهيد للعقول
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 3278 - الأحد 28 أغسطس 2011م الموافق 28 رمضان 1432هـ