العدد 3277 - السبت 27 أغسطس 2011م الموافق 27 رمضان 1432هـ

«وعد» تفتح أحضانها

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في طريقي إلى «قاعة فلسطين» الأربعاء الماضي (24 أغسطس / آب 2011)، كنت أتوقّع ألاّ أجد أكثر من عشرين شخصاً، لكني فوجئت بها غاصّةً بالحضور.

طالما احتضنت هذه القاعة عشرات الفعاليات والمؤتمرات واللقاءات، طوال ثماني سنوات، وطالما امتطت منصتها قيادات وشخصيات وطنية وعربية، في مختلف المناسبات. ذهبت إليها وفي ذاكرتي صور الجمعية بعد تعرّضها للحرق المتعمد مرتين منتصف مارس/ آذار الماضي، حيث لم يبق فيها مرفقٌ لم تطله ألسنة اللهب.

الطاولة الأولى جمعت قيادات الجمعيات السياسية الرئيسية. كانت الصورة موحيةً بعد شهورٍ من الانقطاع القسري. وفيما توزع المدعوون على طاولات أخرى، وقف آخرون على أقدامهم طوال الحفل الذي امتد من التاسعة حتى العاشرة والنصف مساءً. هذه الجمعية العتيدة تعرّضت إلى هزّةٍ داخليةٍ قبل أسابيع، في مسعاها للانبعاث من تحت الرماد. أغلب كوادر الجمعية حرصت على حضور هذه اللحظة التاريخية.

عملية ترميم المبنى استغرقت ستة أسابيع، وهو وقت قياسي نظراً إلى حجم التخريب الذي ناله. الجدران زاهية لا شيَة فيها. الفرق الوحيد أن صور المناضلين القدامى من مختلف التيارات التي كانت تزين القاعة اختفت. هناك صورتان فقط على جانبي المنصة: صورة المؤسس عبدالرحمن النعيمي وتحتها عبارة «وقفة عز»، وصورة إبراهيم شريف مع عبارة «نريد دولة الأمن والحرية والعدالة».

أمين عام «الوفاق» علي سلمان كان أول المتحدثين، حيا «وعد» وكوادرها ودورها من أجل بناء وطن الحرية والديمقراطية، وقال: «لا نطلب من جمعية وعد أو غيرها أن تغادر خصوصياتها، فبرنامجها السياسي يصلح أن يكون برنامجاً للوفاق، وتستطيع أن تدخل به الانتخابات مع وجود ملاحظات بسيطة لا تتعدى خمسة في المئة». ودعا للتخلي عن بعض المأزومين في الوفاق ووعد وغيرهما ممن يعيشون في حقب تاريخية سابقة وينكأون الجراح بين الإسلام السياسي والعلمانية الذي تجاوزه الواقع بأشواط. وذهب إلى آخر الشوط فقال: «أدعو الوفاق قبل غيرها، إلى أن تكون ضمن قائمة وطنية من أجل بناء دولة المواطنة». وهي قفزةٌ سياسيةٌ نوعيةٌ للأمام طالما دعونا إليها لسنوات.

حسن مدن (المنبر الديمقراطي التقدمي) أشار إلى أن تعرض «وعد» لأشكال مختلفة من الضغوط، بما فيها الحملة الإعلامية التي تعمّق الانقسام المذهبي، وتدمغ الحراك السياسي بالارتباط بالخارج، وبأنه لا يعبّر إلا عن طائفة واحدة. وأكد على دور الجمعيات السياسية في تعزيز الوحدة الوطنية، لأنها قضية وطن بأكمله، مؤكداً على تمثيلها للشعب البحريني بكل مكوناته في تطلعاته وطموحاته.

حسن العالي (التجمع القومي الديمقراطي) اعتبر «الإجراءات التي اتخذت ضد وعد كانت من أجل إسكات صوتها الوطني ووقف مسيرتها». وأكد ما ذهب إليه سلمان من ضرورة وحدة المعارضة الوطنية ومواصلة التنسيق والتحالف بين تياراتها.

من «وعد» أشاد رضي الموسوي بالجمعيات الشقيقة التي سعت بأطروحاتها المتزنة إلى تجنيب البلاد ويلات التأزيم الطائفي، من خلال مطالبها العادلة في الحرية والديمقراطية والعيش بكرامة. وأكد على الثوابت المشتركة بين الجمعيات من الوحدة والسلم الأهلي رغم استمرار البعض بالتحريض السياسي والطائفي. ولفت إلى استعادة الجمعية للتوازن وخروجها من تحت الرماد رغم فصل وتوقيف عشرات من كوادرها.

من «أمل» أكد رضوان الموسوي على الأرضية المشتركة التي تقف عليها أسوةً ببقية الجمعيات، نافياً أيّ موقف راديكالي تتهم به، مع ما تعرضت له من اعتقال عشرات من كوادرها. فيما دعا موسى الأنصاري (الإخاء الوطني) إلى مواصلة المشوار لتحقيق المطالب الوطنية المشروعة. ومن (التجمع الوطني) محمد المطوع، أكّد الحاجة إلى ائتلاف وطني واسع يشمل كل الجمعيات الوطنية.

ليلة انبعثت فيها «وعد» من تحت ركامها، واستعادت الجمعيات لحمتها

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3277 - السبت 27 أغسطس 2011م الموافق 27 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 9:38 ص

      غدا للوطن إشراقة جميلة !!!

      وعد عنوان جميل الى أحلى جمعية سياسية يتنوع فيها الطيف البحريني بالوانه الزاهية المختلفة مهما حاول الآخرون أن يعملوا على خلط الوانها المختلفة وجعلها الوانا داكنة سوداء .... نقول لهم لن تستطيعوا وان غدا لناظره لقريب...علما بانني لا انتمي لاي جمعية سياسية ولكن الهوى وعدي

    • زائر 10 | 8:56 ص

      الى الزائر 8

      وما المانع في ذلك يا محترم-هل جربت العضوية وتم الرفض أم تحاول أن تدور في حلقة مفرغة من الوحدة !!!الله يهدي الجميع؟؟؟؟.

    • زائر 8 | 8:11 ص

      مقتطف

      حسن العالي يقول ضرورة وحدة المعارضة الوطنية ومواصلة التنسيق والتحالف بين تياراتها اتحدى جمعية الوفاق ان يكون بين اداريها شخص من الطائفة الاخرى

    • زائر 7 | 6:56 ص

      نطالب بالافراج عن المساجين.

      وتبقى قضية الافراج عن السجناء السياسيين من رموز الوطن هي احد مطالب وعد الرئيسية
      وخصوصا الافراج عن محامي الوطن / ابراهيم شريف

    • زائر 6 | 6:07 ص

      الله يوفق الجميع

      الله يوفق الجميع

    • زائر 5 | 3:35 ص

      لافتتاح جمعية وعد

      نتمنى ان يفك اسر ابراهيم شريف وجميع والمعتقلين ياالله بحق حرمة هذا الشهر الشريف

    • زائر 4 | 2:18 ص

      آخ يا وعد

      وعد يا طريق العلا يا وعد

اقرأ ايضاً